نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا حول إمكانية عودة النجم البرازيلي
نيمار للدوري الإسباني، من بوابة فريق
ريال مدريد، حيث تشير الأخبار إلى استعداد النادي الملكي لدفع مبلغ يفوق 300 مليون يورو لضمه، فيما تحذر إدارة نادي
باريس سان جيرمان من أن ما يحدث هو مجرد مناورة لتسليط الضغط النفسي على نيمار.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن فريق باريس سان جيرمان الفرنسي سوف يزور ملعب سانتياغو برنابيو، في منتصف شهر شباط/ فبراير الجاري، في مواجهة نارية ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
وتحظى هذه المواجهة باهتمام كبير من الصحافة والجمهور الرياضي، ليس فقط بسبب الوضعية الصعبة للفريق الملكي في الدوري المحلي، حيث يقبع على بعد 19 نقطة من المتصدر برشلونة، وإنما بسبب الجدل حول وجهة نيمار المهاجم السابق لبرشلونة، الذي انتقل الصيف الماضي إلى فريق العاصمة الفرنسية بعقد يمتد لخمس سنوات. وتتزايد الأحاديث في إسبانيا حول عودته إلى الليغا من بوابة فريق ريال مدريد.
ونقلت الصحيفة تصريحا لرئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أدلى به يوم الاثنين الماضي، عبر فيه عن رغبته في رؤية نيمار يعود للدوري الإسباني، لتعزيز كوكبة النجوم التي يتميز بها هذا الدوري، والتي تمنحه جاذبية إعلامية كبيرة.
وأضافت الصحيفة أن رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، أكد أن نيمار سيبقى مع الفريق الباريسي خلال الموسم المقبل. كما أكد الخليفي أن نيمار باق مع الفريق دون أدنى شك، فيما تشير تقارير أخرى إلى أن عقد نيمار يتضمن بندا تسريحيا يسمح له بالرحيل إن أراد ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن عقد نيمار لا يتضمن بندا تسريحيا واضحا بالمعنى المتعارف عليه، باعتبار أن صيغة العقود في الدوري الفرنسي تختلف عن مثيلاتها في الدوري الإسباني. لكن، يتضمن العقد بندا قانونيا معقدا يسمح لنيمار بتغيير الفريق قبل مطلع أيلول/ سبتمبر 2018، في حال توفرت مجموعة من الشروط، ودفع مبلغ قدره 300 مليون يورو لإتمام الصفقة.
ومن المرجح أن هذه الثغرة التي تسمح لنيمار بتغيير فريقه، كان سببها تفكيره في مستقبله الكروي على المدى الطويل أثناء المفاوضات التي دارت بينه وبين النادي الباريسي. ويؤكد الخبراء أنه لولا هذا البند في العقد، لما كان نيمار قد قبل بالانتقال إلى فرنسا.
وأوردت الصحيفة، نقلا عن مصادر مقربة من نيمار، أنه يريد راتبا سنويا قدره 50 مليون يورو صافية من الضرائب، بالإضافة إلى المنح والمكافآت. ويعني ذلك أن قدوم هذا اللاعب سيكلف خزينة ريال مدريد مبلغا باهظا، دون اعتبار الضريبة على الدخل التي سيتوجب على النادي دفعها أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى إمكانية وجود علاقة بين هذه الأخبار والمباراة المنتظرة بين العملاقين الباريسي والمدريدي. فقد عبر كل من ناصر الخليفي والمدرب أوناي إيمري عن انزعاجهما مما اعتبراه حملة إعلامية ممنهجة، من قبل الصحافة الإسبانية من أجل إرباك صفوف باريس سان جيرمان قبل أيام معدودة من مباراة دوري أبطال أوروبا.
وأضافت الصحيفة أن إدارة الفريق الفرنسي تعتقد أن ريال مدريد تعمد نشر أخبار لا أساس لها في وسائل الإعلام، من أجل شن حرب نفسية على نيمار. والدليل على ذلك أن الصحف المقربة من ريال مدريد تكرس مساحات كبيرة من صفحاتها للمواجهة المرتقبة بين الفريقين، وتركز بشكل ملحوظ على الشائعات حول عدم رضا نيمار عن وضعيته في فرنسا، وتفكيره في الرحيل.
وفي الواقع، يحظى نيمار باهتمام كبير في باريس، حيث يخصه المدرب أوناي إيمري بمعاملة خاصة وامتيازات إضافية، حتى لو كان ذلك على حساب تجانس المجموعة. ومع ذلك، تعرض نيمار لسوء المعاملة في بعض الأحيان، خاصة في ظل تشنج الأجواء داخل حجرات الملابس. فإثر انضمامه للفريق، دخل نيمار في خلاف حاد مع زميله في خط الهجوم، إدينسون كافاني، وقبل أسابيع قليلة نشب خلاف بينه وبين مدرب الفريق.
وأكدت الصحيفة أن الجماهير الباريسية تشعر بتوتر كبير خلال هذه الفترة، حيث قابلت الهدف الذي سجله كافاني بصافرات الاستهجان خلال مباراة الفريق ضد ديجون في الدوري المحلي. وقد بات الجمهور الآن أكثر قلقا بعد تعرض نيمار لإصابة عضلية ستبعده عن اللعب في مباراتين. وما يزيد من توتر الأجواء هو أن نيمار، رغم تصريحاته عن شعوره بالسعادة في فريقه الحالي ورغبته في كتابة التاريخ معه، إلا أنه قال نفس الكلام في السابق مع برشلونة قبل أن يغادره بين عشية وضحاها.
وتشير الأخبار إلى أن وكيل أعمال نيمار، فاغنر ريبيرو، إلى جانب والده الذي يؤثر كثيرا على قراراته خاصة من الناحية المالية، يقضيان أوقاتا طويلة في مدريد، مع تزايد الأحاديث بشأن رغبة الريال في تعزيز صفوفه خلال الصيف المقبل، عبر جلب النجم البرازيلي نيمار جونيور.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن اهتمام مدريد بنيمار لم يعد يخفى على أحد. فمؤخرا، أعلن رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، أن مهمة نيمار ستكون أسهل في الحصول على الكرة الذهبية والتتويج كأفضل لاعب في العالم، لو كان يحمل قميص الفريق الملكي. كما يؤكد المتابعون أن الريال، الذي امتنع عن عقد صفقات من الحجم الثقيل خلال الموسمين السابقين، مستعد الآن للنزول بكل ثقله لإتمام هذه الصفقة الخيالية.