قالت صحيفة "غازيتا الروسية، إن معدل الوقت الذي يقضيه الناس على
موقع الفيسبوك انخفض بشكل كبير مقارنة بالفترات الماضية وفقا لما أعلنه مؤسس
الموقع مارك زوكربيرغ.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن زوكربيرغ عزا انخفاض معدل الساعات اليومية التي تقضى على
الفيسبوك والتي أصبحت تقدر بحوالي 50 مليون ساعة، إلى التغيرات الأخيرة في سياسة الموقع،
وهو ما يثير قلق المستثمرين في صلب الشركة.
وأضافت أن مؤسس شركة فيسبوك، دعا إلى عدم القلق
حيال هذه المسألة، وربط انخفاض معدل الوقت
الذي يقضيه الناس على الموقع إلى السياسة الجديدة التي اتبعتها إدارة الفيسبوك منذ
كانون الثاني/يناير سنة 2018. والجدير بالذكر أنه مع بداية كانون الثاني/يناير،
أعلن زوكربيرغ عن إحداث تغيير واسع النطاق على أسلوب عرض الأخبار. ووفقا لمؤسس
فيسبوك، تتجه الشركة خلال سنة 2018 نحو اعتماد سياسة جديدة تهدف إلى استفادة
المستخدم من الوقت المقضى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينت الصحيفة، وفقا للبيان الرسمي الصادر عن
الشركة، أنه مع حلول سنة 2018، ستهيمن الروابط الإخبارية على المنشورات الصادرة من
طرف العائلة والأصدقاء. كما سيتراجع عدد الرسائل الصادرة عن وسائل الإعلام،
والعلامات التجارية الكبرى. ومن جهته، اعترف زوكربيرغ أن التطورات الأخيرة يمكن أن
تؤدي إلى انخفاض معدل الوقت الذي يقضيه الناس على الموقع. في المقابل، أعرب
زوكربيرغ في الوقت نفسه عن ثقته في السياسة الجديدة، مضيفا أن التغييرات ستكون
مفيدة ومربحة، وستساعد الشركة على المدى الطويل.
وأفادت أن المستثمرين في الشركة وبقية
العالم يراقبون ويحذرون من العواقب الوخيمة لهذه التغييرات. في الأثناء، كشفت آخر
الإحصاءات الرسمية لشركة فيسبوك عن ارتفاع عدد مستخدمي الموقع إلى 1.4 مليار شخص.
عموما، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة إيرادات الشركة في الربع الأخير من العام
الماضي، التي بلغت 13 مليار دولار، في حين بلغت نسبة الأرباح تقريبا 4.3 مليارات دولار، إلا أن هذه الأرقام لا تتطابق مع توقعات المستثمرين.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من تأكيدات
زوكربيرغ، إلا أن البيانات التي تدلي بانخفاض معدل الوقت الذي يقضيه الناس على
الفيسبوك بنسبة خمسة بالمئة لا تدعو إلى التفاؤل. في الواقع، يعود هذا الانخفاض
إلى التغييرات التي أجرتها إدارة الفيسبوك على أسلوب عرض الأخبار، فضلا عن مكافحة
الدعاية في مجال الصحافة على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وفي سياق متصل، من المرجح أن تكون روسيا قد
تدخلت فعليا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، من خلال الاعتماد على مستخدمي
مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوردت الصحيفة ووفقا لبيزنس إنسايدر أن معدل
الوقت الذي يقضيه الناس على الموقع انخفض حتى قبل إدخال تغييرات على أسلوب عرض
الأخبار، حيث أفاد أكثر من نصف مستخدمي الموقع من جميع الفئات العمرية أنهما نادرا
ما يستخدمون الفيسبوك للتواصل مع الأصدقاء والأقارب. وعلى وجه الخصوص، تم تسجيل
أكبر تراجع في نسبة رواد الفيسبوك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة.
ويعزى انخفاض معدل الوقت الذي يقضيه الناس على
الموقع إلى التقارير الصادرة عن المستخدمين، واعترافات مستثمرين وموظفين سابقين
لدى إدارة فيسبوك، إلى التداعيات السلبية المنجرة عن استخدام هذه الشبكة، فضلا عن
الدعوة إلى ضرورة مقاطعته.
والجدير بالذكر أن مارك لم يتوعد فقط بإجراء
تغييرات على أسلوب عرض الأخبار لسنة 2018، بل قدم مجموعة من الوعود الأخرى. لذلك،
يتوقع المختصون تراجعا جديدا في معدل زوار الموقع.
ونقلت الصحيفة عن فاديم ميركولوف، المحلل في
مؤسسة فريدوم فاينانس، أن التغييرات الجديدة ستؤدي إلى انخفاض نسبة الإيرادات على
المدى القصير وذلك بسبب مغادرة بعض المستشهرين، أو دفع مبالغ زهيدة مقابل وضع
الإعلانات.
وفي الأثناء، قال ميركولوف: "بحلول سنة
2020، ستشهد شركة فيسبوك خسائر مباشرة وغير مباشرة تقدر بحوالي 2.5 مليار دولار.
في المقابل، ستتحسن جودة المحتوى، فضلا عن تغير استجابة المستخدم للإعلان نحو
الأفضل. كنتيجة لذلك، سيكون فيسبوك قادرا على زيادة ولاء المستخدمين له".
وذكرت أن شركة فيسبوك أضحت ضحية لهجمات
الملياردير جورج سوروس، الذي أكد أن هذا الموقع يشكل خطرا على المجتمع الحديث.
وفي
هذا السياق، أعلن أن سوروس أن فيسبوك وغيره من الشركات تتلاعب بالوعي البشري مقابل
الحصول المال. إلى جانب ذلك، أضاف سوروس أنه يتوقع انهيارا وشيكا لشركة فيسبوك إثر
إحكام الدولة سيطرتها على منصات التواصل الاجتماعي.
نوهت الصحيفة برفض مؤسس فيسبوك التفاعل أو التعليق على تصريحات
منتقديه، مصرا على القيام بدوره وإكمال مساره، معبرا عن احترامه وحبه لكل من
مستخدمي الموقع والمستثمرين في الشركة.
مختصون يطالبون "فيسبوك" بسحب تطبيق "مسنجر الأطفال"
"أتلانتيك": على عكس ادعائه.. فيسبوك لا يهتم بك بل بنفسه
مصنع المعجبين الوهميين.. الجانب المظلم لمواقع التواصل