فيما يعكس الاهتمام الإسرائيلي الكبير بما يجري في سيناء، تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء، والتي تراقبها "تل أبيب" وتأمل أن تحقق منها ما تريد.
رجل وسيم
ورأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير للصحفية الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية، سمدار بيري، أن اختيار المتحدث باسم الجيش المصري، تامر رفاعي؛ "الرجل الوسيم، صاحب الزي المنشى ومظهره المصقول أمام الكاميرات، وصوته العميق، جاء بهدف "بث الإصرار"، بشأن "حملة سيناء 2018"".
وأوضحت أنه مع "إغلاق شمال شبه جزيرة سيناء بإحكام، وتقدم الدبابات والعربات المدرعة بسرعة وسط السحب الرملية، والطائرات التي تحلق في الجو، وسفن البحرية المصرية التي تجوب الشواطئ القريبة؛ لا يوجد أي موطئ قدم لصحفيين محليين أو أجانب".
وأضافت: "كل ما نعرفه (وسائل الإعلام) عن القتلى والجرحى ومئات الأشخاص الذين اعتقلوا، يأتي من غرفة المتحدث في القاهرة"، مشيرة إلى أنه في "الأفلام المصورة (التي يبثها الجيش المصري) نشاهد الجنود وهم يلوحون بالعلم خلال السفر، لكن من غير المعروف إلى أين، ويقسمون بأنهم لن يرجعوا إلى بيوتهم قبل استكمال المهمة".
اقرأ أيضا: معهد إسرائيلي: السيسي يبحث عن "صورة انتصار" في سيناء
وأكدت الصحيفة، أن "توقيت اختيار العملية ليس من قبيل الصدفة؛ فبعد ستة أسابيع ستجرى الانتخابات للتصديق على ولاية عبد الفتاح السيسي الثانية".
وذكرت أن "السيسي هو من قرر أن هذه الحملة ستكون صعبة وعنيدة"، متوقعة أن "تنتهي بشكل متزامن مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية؛ حين تكون هوية الفائز معروفة مقدما، وفوزه مضمونا".
كميات مخيفة
كما أن هذه الحملة العسكرية في سيناء، "لا تجري من قبيل المصادفة في هذا التوقيت، فهي تأتي مع قرب الذكرى السابعة للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك؛ الذي تفاقمت في عهده بؤر الإرهاب"، وفق الصحيفة التي قالت: "الخبراء لدينا لن ينسوا إهمال سيناء رغم التحذيرات الإسرائيلية، وغض النظر المصري عن الأنفاق وتهريب السلاح".
فالسيسي، الذي كان آنذاك رئيسا للاستخبارات العسكرية المصرية، "حمل معه لقصر الرئاسة الكثير من الدروس المستفادة من دوره السابق ومنها؛ إحباط البدو في سيناء الذين ربطوهم بالإرهابيين، ومشاركتهم في تهريب الأسلحة والمخدرات والإخفاق المتمثل بعدم ربط سيناء حتى اليوم بنظم الرفاه والتعليم والصحة في مصر، وحتى اليوم لا تزال سيناء الكيان المستقل المستبعد والمهمل"، وفق الصحيفة.
وذكرت، أن "ما ينبغي أن يقض مضاجع قادة العملية الحالية في سيناء، ليس فقط وتيرة التقدم في أراضي غريبة وصعبة، وإنما ما يكتشفه الجنود؛ من كميات الأسلحة والمعدات العسكرية والمركبات والدراجات النارية، والخزانات والأنفاق تحت الأرض، والأقبية التي استخدمت لإخفاء السلاح بكميات مخيفة".
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية، أنه "تم بالفعل تهريب قسم من المعدات إلى مخازن سرية في جميع أنحاء مصر، في انتظار شن هجمات داخل مصر".
رأس الهرم
وعن دور "تل أبيب" في هذه العملية، نوهت أنه "بحسب طبيعة الظروف، وبفضل المصالح المشتركة والتنسيق العميق، تتابع إسرائيل العملية العسكرية بصمت كبير"، مؤكدا أن لدى "إسرائيل مصلحة مزدوجة فيما يجري وهما؛ مواصلة الأجهزة المصرية الحرب إغلاق حفر الإرهاب في سيناء وتعزيز وضع السيسي في مصر".
وتابعت: "ليس لدى إسرائيل أي اهتمام بحقوق الإنسان وحرية التعبير للمواطن المصري، إسرائيل تريد زعيما قويا في القاهرة"، موضحة أن "السيسي أرسل قواته إلى حرب استنزاف مع توقيت زمني مرن، قابلا للتمديد".
اقرأ أيضا: لماذا تروج الشؤون المعنوية أفلاما لدعم الجيش المصري؟ (شاهد)
لكن صحيفة "نيويورك تايمز"، كشفت أن "القوات الجوية الإسرائيلية ضالعة بهجمات في سيناء، وسببت الحرج"، مشيرة إلى أن المصريين يصدقون رواية المصادر المجهولة السبعة للصحيفة الأمريكية، رغم نفي المتحدث باسم الجيش المصري ذلك.
وعقب "الورطة" التي تسببت بها التوصية بتقليص ميزانية المعونات الأمريكية للسيسي، نبهت "يديعوت"، أنه "يمكن للسيسي عندما يكشف عن عمق الإرهاب الذي استقر في سيناء، بأن يتوجه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويشرح له طبيعة الذي يتعامل معه، ويطرح عليه السؤال الواضح: "من الذي تفضل رؤيته على رأس الهرم الحاكم في أكبر دولة عربية؟".
معهد إسرائيلي: السيسي يبحث عن "صورة انتصار" في سيناء
مستشرق إسرائيلي يشيد بالتعاون المصري الإسرائيلي بسيناء
الجيش الإسرائيلي: جيش حربي أم شرطة قمع؟