لم يكن الكثيرون يعرفون ما هي عملة بيتكوين قبل بداية هذا العام، حيث بدأت تتصدر أخبارها عناوين الصحف العالمية، بعد أن حقق سعرها سلسلة من القفزات، حيث وصل في 11 كانون أول/ ديسمبر الماضي لـ19400 دولار للحبة الواحدة.
وحفز هذا الارتفاع الجنوني الراغبين بالربح السريع للاستثمار في هذا المجال، سواء عبر الشراء أو
التعدين، وبدأت الشركات وبعض الأفراد بعملية تعدين لهذه العملة.
عملية التعدين
امتلك الناس عملة بيتكوين في بدايتها عبر الشراء، لكن مع ارتفاع سعرها بدأوا بتعدينها، فكيف تتم هذه العملية؟
يجيب خبير أمن المعلومات، أحمد حسين العمري، عن هذا التساؤل بالقول: "التعدين هو تنافس بين بعض المستخدمين لحل مسألة رياضية معقدة مرتبطة بقبول حركة البيع أو الشراء".
وتابع في حديث لـ"عربي21": "ومن يسبق في حل المسألة، فإنه يأخذ نسبة العمولة على الحركة "يكسب ماديا"، وعند قبول هذه الحركة بناء على حل المعادلة الرياضية يتم تعميم الحل المقبول على كل أطراف شبكة اليبتكوين".
وأشار إلى أن التعدين يحتاج لسرعة معالجة ومواصفات أجهزة عالية حتى تستطيع الشركات المنافسة حل اللغز، وبالقدر الذي تستطيع الشركات حل اللغز بسرعة فإنها تجني الأموال، وهناك شركات تجني الملايين من هذا العمل.
هل التعدين مُجد
كشفت السلطات الروسية عن علماء ذرة يقومون بتعدين البيتكوين باستخدام كمبيوتر فائق السرعة خاص بمفاعل نووي، ودفعت هذه المغامرة الناس للتساؤل عن جدوى التعدين لدرجة تصل بأن يغامر هؤلاء العلماء بهذه العملية على حاسوب حكومي.
قال الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل، في حديث لـ"عربي21": "تحتاج عملية التعدين لأجهزة كمبيوتر كبيرة وباهظة الثمن، بالتالي تصبح العملية مكلفة جدا وغير جذابة".
من جهته، قال الاقتصادي والخبير في العملات الرقمية وليد أبو هلال، لـ"عربي21": "إن التعدين للأفراد غير مُجد، فهو يحتاج لشركات كبيرة، ويفضل أن يكون لديهم مساحة أرض كبيرة، حتى تستخدم ألواح الطاقة الشمسية؛ بسبب كلفة الكهرباء العالية؛ لأن أجهزة التعدين تستهلك كثيرا من الطاقة وتحتاج لتبريد مستمر، وبالتالي استهلاك أكثر للكهرباء وزيادة في التكلفة".
وأشار إلى أنه كلما طالت فترة التعدين قلت جدواها الاقتصادية؛ بسبب الحاجة لزيادة الُمعدنيين، وتأخذ وقتا أطول لاستخراج العملة.
وأضاف: "مثلا الآن الصين تسيطر على 80 إلى 85 في المئة من سوق التعدين؛ بسبب حيازتها المعدات اللازمة، إضافة لدخول أيسلندا على هذا المجال، وساعدها في ذلك برودة طقسها، ما يقلل
الحاجة لأجهزة التبريد".
بدوره، قال الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل، ردا على سؤال حول ما إذا كان زيادة عدد المُعدنيين يساهم برفع سعر البيتكوين: "كثرة الشركات تقلل عنصر الندرة، بالتالي يخفض قيمة هذه العملة".
واستدرك بالقول: "لكن إذا وجدوا طرقا وأساليب لمنع عمليات الاختراق والسرقات، يمكن أن يرتفع سعر البيتكوين، والحل الأمثل هو إخضاعها لإشراف السلطات المالية والبنوك المركزية، عند ذلك ستزداد
الشعبية والطلب والسعر والانتعاش".
يذكر أنه يمكن تعدين أيضا عملات الايثريوم والبيتكوين كاش ولايت كوين، بينما الريبل لا يمكن تعدينها