نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا مشتركا، أعده محرر شؤون آسيا لويد باري ومراسلة الصحيفة في القاهرة بيل ترو، عن حيثيات مقاطعة الفلبين للخليج، ومنع المواطنات الفلبينيات من العمل في هذه الدول، بعد تعرضهن لمعاملة سيئة.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن الفلبين منعت مواطنيها من السفر إلى الكويت، بعد العثور على جسد عاملة منزلية، عليه آثار التعذيب في ثلاجة.
ويشير الكاتبان إلى أن جوانا ديمافيليس (29 عاما)، كانت واحدة من ملايين الفلبينيين الذين سافروا للعمل عاملات منزليات وموظفين في الفنادق وعمال بناء.
وتنقل الصحيفة عن الرئيس الفلبيني ردوريغو دوترتي، قوله: "لم أعد أتحمل هذا الأمر، هذا غير مقبول، متى ستنتهي هذه المعاملة اللاإنسانية لعمالنا؟ الفلبيني ليس عبدا لأي شخص وفي أي مكان، وأي ضرر جسدي يتعرض له فهو ضرر علي شخصيا، وكل انتهاك على عمالنا في الخارج هو إهانة لنا جميعا ولسيادة الأمة".
ويلفت التقرير إلى أن الحكومة الفلبينية وعدت بإعادة أي مواطن راغب بمغادرة الكويت، وحملت طائرات أول مجموعة مكونة من 377 إلى مطار مانيلا يوم أمس، مشيرا إلى أنه بحسب مؤسسة رعاية العمال في الخارج، فإن هناك ما يقرب من 2500 من العمال الفلبينيين تتوقع عودتهم خلال أيام.
ويورد الكاتبان نقلا عن الكويت، قولها إنها تتابع "القنوات الدبلوماسية" الممكنة كلها؛ لتحدي قرار الحكومة الفلبينية منع مواطنيها من العمل على أراضيها، وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله إن الحالات الأربع التي تعالج الآن لا يمكن أن تمثل الطريقة التي تتم فيها معاملة العمال الأجانب، وأضاف: "لدى الكويت قوانين لحماية العمال، وتقوم بمتابعة العلاقات مع أرباب العمل؛ من أجل منع تعرضهم للعنف، ما يجعلها مقصد عشرات الجنسيات".
وتفيد الصحيفة بأن الدبلوماسيين الفلبينيين يقولون إن هناك 260 ألف عامل فلبيني في الكويت، منهم 170 ألفا يعملون في المنازل، لافتة إلى زعم الرئيس الفلبيني أن 120 منهم ماتوا في ظروف غامضة.
ويبين التقرير أن ديمافيليس سافرت للكويت عام 2014؛ للعمل وإرسال المال إلى أهلها، الذين كانت على اتصال متقطع معهم حتى شباط/ فبراير، مشيرا إلى أن مؤسسة رعاية العمال في الخارج تقوم بالتحقيق، لكن الشركة التي جلبتها إلى الخليج أفلست، وعثر على جثتها في الأسبوع الماضي في شقة مهجورة، ويظهر على جسدها أنها خنقت.
ويذكر الكاتبان أنه يعتقد أن من عملت لديه ديمافيليس غادر مع زوجته السورية إلى لبنان، لافتين إلى قول وزارة العمل الفلبينية إنه يتم التحقيق في وفاة سبعة فلبينيين في الكويت.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم الرئيس دوترتي، هاري روك، قوله: "بناء على القانون الدولي، فإن الكويت مطالبة بإصلاح وضع الفلبينيين، بعد هذه الجرائم الفظيعة".
وينوه التقرير إلى أن البرلمان الكويتي مرر في عام 2015 قانونا يسمح للمهاجرين بعطلة أسبوعية، وشهر إجازة سنوية، و12 ساعة عمل، مشيرا إلى أن الحكومة قررت بعد عام تحديد ساعات العمل الإضافية، وحد أدنى من الأجور بـ200 دولار في الشهر.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن العمالة المهاجرة في الكويت تشكل نسبة الثلثين من سكان البلاد.