استبعد مراقبون إمكانية موافقة
تركيا على ضم
مدينة
عفرين شمالي حلب إلى مناطق خفض التصعيد في سوريا، ورأوا أن التصريحات
الروسية لا تتعدى الدبلوماسية السياسية، مشيرين إلى إعطائها الضوء الأخضر لأنقرة
لتنفيذ عملية غصن الزيتون.
وكانت موسكو قد أعلنت قبل أيام أنها تعمل مع
طهران وأنقرة للتوافق على عقد اجتماع لوزراء الخارجية في آذار/ مارس المقبل في
أستانا، وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنه سيتم خلال اللقاء
بحث إنشاء منطقة خامسة من مناطق تخفيف التصعيد في عفرين.
وأكد الصحفي السوري المختص في الشأن التركي عبو
الحسو، أن تركيا دخلت طريقا لا رجعة فيه، وأنها لن توقف عملية عفرين دون القضاء
على تنظيم PYD/PKK في مدينة عفرين، وإفشال مشروعها بتشكيل دويلة أو كانتون إرهابي على
طول الحدود مع تركيا، لافتا إلى أن تركيا مستعدة للتضحية بكل علاقاتها وتحالفاتها
في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وأعلن وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد
الرحمنوف، أن الجولة التاسعة من اجتماعات أستانا الخاصة بسوريا، والمقررة خلال
الشهر الحالي، تأجلت إلى أجل غير مسمى.
وحول أسباب التأجيل، لم يستبعد الحسو في حديث لـ"
عربي21" أن يكون
لذلك علاقة بتأجيل المؤتمر، خاصة بعد فشل مؤتمر سوتشي وعدم مشاركة المعارضة بشكل
حقيقي وفعال، حيث يرى أنه لربما خشيت روسيا من تكرار الأمر في الأستانا، ولا سيما
بأن الانتخابات الروسية على الأبواب، وهي التي لا تحتمل فشلا آخر يؤثر على شعبية
بوتين.
وشدد الحسو على أن تركيا ذاهبة إلى النهاية في
عملية عفرين، وهذا ما يظهر من تصريحات مسؤوليها، وقال: "ستذهب إلى أبعد من
ذلك وتدخل
منبج، وربما تلاحق تنظيم PKK/PYD إلى ما بعد نهر الفرات شرقا، ولا سيما بأن التصعيد ضد أمريكا وحلفائها
مستمر في ظل إصرار الإدارة الأمريكية على عدم الكف عن تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب
الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا.
بدوره يعتقد رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة
بشير، أن انضمام عفرين إلى مناطق خفض التصعيد الذي تريده روسيا، هو مطلب أمريكي قبل
أن يكون روسيا، إلا أن الأمر يختلف هنا فالأمريكان مصلحتهم مع الأكراد والروس
مصلحتهم مع النظام.
وأعتبر في حديث لـ"
عربي21" أنه في
حال تخلت الولايات المتحدة عن الأكراد في عفرين، فهذا لا يعني إطلاقا التخلي عنهم
شرق الفرات، أما روسيا فهي تريد تخفيف التصعيد لمحاولة وقف العمليات القتالية
التركية، لمنع تركيا من دخول عفرين خدمة للنظام.
ورأى أن ما دفع الروس إلى هذه المبادرة وتأجيل
الأستانا، ربما برمجة موضوع عفرين ووضعه على الطاولة في الأستانة، إلا أن تركيا لن
تقبل، وسيكون الوضع مختلفا عما حدث في اتفاقية خفض التصعيد في إدلب.
ويعتقد بشير أن تركيا لن توافق على ضم عفرين
لمناطق خفض التصعيد إلا في حال حصولها على ما تريد، وأهمه انسحاب الانفصاليين
جميعهم من عفرين وتشكيل إدارة محلية من الأكراد الذين لهم علاقاتهم الطيبة مع
تركيا، مع بقاء قوة عسكرية تركية لمراقبة الوضع دون التدخل بالأمور الإدارية
لعفرين.