فجرت تظاهرة "تضامنية" مع الباحث السويسري "طارق رمضان"، دعت لها سبع جمعيات مغربية، جدلا بالبلد بعد إعلان فيدرالية نسائية رفض احتضان المغرب أي أشكال للتضامن مع من وصفته بـ"مغتصب النساء"، في وقت قدم فيه قيادي في العدالة والتنمية (يقود الحكومة) اعتذاره عن المشاركة في المبادرة.
وأوقف الأمن الفرنسي رمضان في الأول من فبراير/شباط الحالي؛ على إثر اتهامات بـ"الاغتصاب تم توجيهها من طرف الناشطة الفرنسية من أصول عربية هند عياري، وفرنسية أخرى أيضا تدعي اغتصابه لها". وسبق أن نفى محاميه هذه الاتهامات.
دعم ومساندة
ودعت سبع جمعيات مغربية غير حكومية، في بيان صادر باسمها الجمعة، اطلعت عليه "عربي21"، إلى تنظيم "مؤتمر تضامني" مع طارق رمضان.
وقالت الجمعيات في بيانها إن "قيادات بعض الجمعيات ذات الطابع الفكري، قررت تنظيم تظاهرة تواصلية مفتوحة مع الجمهور للدعم المعنوي لهذا المفكر والتعريف بقضيته ومساندته في محنته".
ومضت تقول إن "طارق رمضان الداعية ورجل الفكر والفلسفة يتعرض منذ أسابيع إلى حملة شعواء في أوساط بعض فعاليات المجتمع المدني الفرنسي تحديدا".
وحمل البيان توقيع سبع جمعيات، وهي "المسار"، و"أنوار"، و"فضاء الأطر"، و"الحضن"، و"رعاية"، و"طلبة معهد الزراعة والبيطرة"، و"الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء".
وسجلت الجمعيات أن هذه الحملة "تقصد النيل من سمعته وخدش مكانته من خلال استعمال سلاح الضعيف، وهو القذف واتهام باغتصاب من لدن امرأتين فرنسيتين من أصول عربية".
وتابع: "بعدما اتخذ رمضان قراره الشجاع بالتوجه إلى فرنسا والمثول أمام القضاء للدفاع عن نفسه، فوجئ الرأي العام بقرار اعتقاله على ذمة التحقيق".
شرعنة الاغتصاب
هذا الموقف الداعم والمساند لطارق رمضان رفضته "رابطة حقوق النساء".
وهاجم المكتب الوطني لـ"فيدرالية رابطة حقوق النساء" (هيئة نسائية غير حكومية)، "التضامن" مع طارق رمضان، واعتبره "محاولة لشرعنة ثقافة الاغتصاب، وللتأثير على العدالة خصوصا وأن القضاء لم يقل بعد كلمته في الملف ونعتبر هذا مخجل ومشوها لصورة المغرب".
وأدان بلاغ "رابطة حقوق النساء"، تتوفر "عربي21" على نسخة منه، "حملة التضامن عبر مبادرات بعض الجمعيات والمثقفين المغاربة مع طارق رمضان المتهم والمتابع بشبهة الاغتصاب ضد بعض النساء في أوربا".
اعتذار
في خضم هذا الجدل، أعلن الأستاذ الجامعي، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، أحد المدعويين لتأطير تظاهرة التضامن مع طارق رمضان اعتذاره عن المشاركة بسبب ما وصفها "التزامات شخصية".
ونشر على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تدوينة جاء فيها: "كنت قد أبديت موافقتي المبدئية على الحضور في لقاء ذي طبيعة فكرية بصفتي الأكاديمية".
وأوضح حامي الدين: "لم تتم استشارتي في وضع اسمي في ملصق للإعلان عن نشاط ذي طبيعة تضامنية مع المفكر المعروف طارق رمضان".
وتابع: "مع احترامي لرغبة المنظمين ولأهدافهم النبيلة فإني اعتذرت عن المشاركة في هذا اللقاء، بسبب التزامات شخصية".
وختم تدوينته قائلا: "أما حملات الكذب والتلفيق وتركيب الدسائس فإن التاريخ كفيل بالرد عليها".
هذا ويعد طارق رمضان (55 عاما)، عضو هيئة التدريس بمعهد الدراسات الشرقية في جامعة أوكسفورد البريطانية، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر "حسن البنا".
وعرف عن رمضان المصري الأصل، المولود في جنيف، وصاحب الجنسية السويسرية، تحذيره المتواصل من اللوبي الصهيوني في الغرب وما يقوم به من حملات تخويف ضد المسلمين.
الجزائر تجدد اتهام المغرب بإدخال المخدرات إلى البلاد (شاهد)