أصدرت الشرطة الدولية الجنائية "الإنتربول"، مذكرة قبض حمراء بحق ضابط الإعدامات بقوات حفتر، الرائد محمود الورفلي، بسبب "ارتكابه جرائم حرب في مدينة بنغازي".
وأكدت الشرطة أن "المذكرة جاءت بعد انتهاك "الورفلي" لقوانين حقوق الإنسان الدولية، بحسب نص المذكرة التي نشرتها على موقعها الرسمي.
"فوضى" الورفلي
وتسبب "الورفلي" في إحداث فوضى في بنغازي (شرق ليبيا)، بعد ورود معلومات تفيد بأنه "تم القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية هناك، وأنه يخضع للتحقيق"، وقام مؤيدون للورفلي بإغلاق الشوارع الرئيسية وحرق الإطارات.
وظهر مؤيدون للورفلي وهم يهددون "القيادة" في قوات حفتر بإطلاق سراح الورفلي، وأمهلوهم "ساعة" وإلا سيتدخلون، بل وصل الأمر إلى قيام بعضهم بتمزيق صور اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وطالبت المحكمة الجنائية الدولية مرارا باعتقال "الورفلي" بسبب "قيامه بجرائم حرب وتصفية مدنيين أمام المارة في الشارع في 7 حوادث متفرقة قتل فيها 33 شخصا".
اقرأ أيضا: ناطق باسم حفتر: نرفض تسليم الورفلي للجنايات الدولية (شاهد)
"تشكيك"
وأكدت الحوادث الأخيرة في بنغازي، ومن قبلها تسريبات للضابط الليبي مع مدير مكتب حفتر، بأنه من الصعب جدا أن "يتم اعتقال الورفلي وأن قوات حفتر تعجز فعليا عن ذلك، نظرا لكثرة مؤيدي الورفلي من قبائل الشرق الليبي، خاصة أن الضابط قام خلال التسريبات يسب "القيادة وأبناء حفتر ورئيس أركانه"، واصفا إياهم بالفاسدين.
والسؤال: هل ضاق الخناق على حفتر دوليا بسبب "الورفلي"؟ وماذا بعد؟
"تلاعب"
وقال المحامي والناشط الحقوقي الليبي، طاهر النغنوغي، إنه "ليست هذه أول مذكرة تصدر بحق مواطن ليبي يمتلك صفة اعتبارية، لكن هذا يعتبر تلاعب بالقانون وبالمفاوضات حتى لايضغط التيار المدني المضاد لحفتر على الجهات الدولية".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "يبدو أن مؤيدي الورفلي داخل صفوف حفتر ضاغطين بقوة على الأخير لعدم تسليمه، ويظل هذا كله مجرد إجراءات قيد التنفيذ ولم ولن تدخل سريان التنفيذ إلا إذا خالف حفتر أوامر داعميه لتنتهي قوته الضاربة داخل بنغازي".
"تصفية" الورفلي
ورأى الناشط السياسي الليبي، خالد الغول، أن " المذكرة تعني أن الأمر جد، وأن الورفلي الآن ممنوع من السفر والخروج من ليبيا، لكن حدوث تدخل من الإنتربول والمحكمة الجنائية حاليا للقبض عليه، هو أمر مستبعد".
وأوضح أن "حفتر لن يسلم أحدا ربما أسهل طريق له أن يقوم بتصفيته إذا تمكن من ذلك أصلا، أما الآن فهو يستمد قوته من الورفلي وجماعته ومن على نفس التوجه الفكري له".
اقرأ أيضا: تسليم "الورفلي" نفسه.. حقيقة أم خدعة جديدة من "حفتر"؟
عجز "حفتر"
وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، لـ"عربي21" إن "الأحداث الأخيرة في بنغازي أثبتت أن حفتر عاجز عن إيقاف غضب مؤيدي الورفلي إذا ما حدث له مكروه، لكن لن تنعدم عند حفتر وسيلة للتخلص من المطالبة بالورفلي حتى ولو كانت تسليمه، إذا ما تيقن إنه لن تلحقه تبعات قانونية بسبب الجرائم التي ارتكبها الأخير".
واستبعد أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير، "القبض على الورفلي عبر قوات دولية، لعدم وجود منطقة آمنة يمكنها من خلالها القبض عليه".
وأضاف لـ"عربي21": "لكن أعتقد أن مذكرة القبض بحق الضابط الليبي، تمثل تهديد لحفتر شخصيا، لأنه مشترك قانونا معه بالجرائم الدولية التي ارتكبها، وربما تكون بداية النهاية لحفتر والتخلص منه وتهديده بالمحاكمة الدولية والقبض عليه".
من جهته، أكد الخبير العسكري والضابط الليبي، عادل عبد الكافي، أن "المذكرة وضعت حفتر في مأزق، فإن لم يسلم الورفلى سيعتبره المجتمع الدولي معرقلا للعدالة، وإن سلمه سيدلي الضابط، بمعلومات وأسرار تدين حفتر".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "أعمال الشغب والتهديد التي قام بها أتباع الورفلى بعد مسرحية القبض عليه، أربكت حفتر فقام بإقالة ونيس بوخمادة، آمر قوات الصاعقة التابع لها الورفلي، من الغرفة الأمنية بنغازي، كما أعلن حفتر أنه بصدد إعادة هيكلة الصاعقة".
واختتم الكافي حديثه بالقول إن "المذكرة لا تعني شيئا للورفلي داخليا، وهي فقط ستمنعه من الفرار خارج ليبيا، أو السفر إذا كان يستطيع أصلا أن يسافر".
تسليم "الورفلي" نفسه.. حقيقة أم خدعة جديدة من "حفتر"؟
هل تنجح قوات حفتر بالسيطرة على مدينة درنة الليبية؟
اهتمام تركي واسع بأزمات ليبيا.. ما الهدف والرسالة؟