تسود أجواء من الترقب والحذر مدينة
عدن (جنوبي
اليمن)، بعد دعوة للتصعيد ضد قوات ما تسمى "الحزام الأمني" المدعومة إماراتيا، عقب اقتحامها مقرا حكوميا الأحد، ومنعت المسؤولين من الوصول إليه لممارسة مهامهم، في خطوة جديدة من التصعيد ضد الحكومة اليمنية.
وكان مسؤول مديرية البريقة شرقي عدن، هاني اليزيدي، قد أعلن أن قوة عسكرية تابعة "للحزام الأمني" يقودها المدعو "أبو اليمامة"، قامت باقتحام مبنى المديرية، ومنعته هو وموظفيها من الوصول إليه.
ودعا اليزيدي في تسجيل صوتي، سكان البلدة الساحلية، إلى الاحتشاد للمطالبة بحقهم، بعد قيام "أبو اليمامة"، وهو قائد الحزام الأمني في مدينة عدن، بإغلاق المقر الحكومي بعد اقتحامه بمدرعات عسكرية .
وقال اليزيدي إن "هذه الخطوة، أمر لا يسكت عليه"، واصفا ما حصل بأنه "امتهان لأبناء المقاومة ".
توافد الأهالي
وأفاد شاهد عيان لـ"
عربي21" أن الأهالي توافدوا إلى دوار البريقة، تلبية للدعو التي أطلقتها قيادة السلطة البلدية فيها للاحتشاد ضد ممارسات قوات الحزام، التي قامت بالاستيلاء على مقرها ومنع الموظفين من دخول المبنى لمباشرة عملهم، وفق قوله.
وفي غضون ذلك ، قال بيان صادر عن أهالي البريقة إن الممارسات التي يقوم بها
منير اليافعي، المكنى بـ"أبي اليمامة"، مرفوضة.
ودعا البيان الذي وصل "
عربي21" على نسخة منه، الأحد، إلى إخراجه ومجاميعه المسلحة من المديرية، ومن معسكر الجلاء، وإخلاء مقر السلطة البلدية من مسلحيه.
وطالبوا الرئيس عبدربه منصور
هادي بإحالة اليافعي للتحقيق واتخاذ الإجراءات الرسمية بحقه.
وأكد البيان أن "صبر الأهالي قد نفذ، ويجب تفادي أي تطور قد يحدث في الموقف بأسرع وقت".
ويبدو أن الاوضاع في مديرية البريقة شرقي عدن، التي يقع في نطاقها مقر قيادة التحالف ( القوات
الإماراتية)، مقبلة على ما يشبه بالانفجار، حيث سبق أن كانت مسرحا لمواجهات عسكرية بين قوات حكومية مسنودة بالمقاومة الشعبية، وقوات "الحزام الأمني"، التي كانت تحاول السيطرة على ميناء الزيت.
البدء بتصعيد عسكري
من جهتها، أعلنت اللجنة التصعيدية لأهالي مديرية البريقة وضواحيها، البدء في التصعيد العسكري ضد قائد قوات "الحزام الأمني" ( الممولة من أبوظبي)، على خلفية ممارستها المسيئة لأبناء المديرية وشبابها وقادتها.
وقالت اللجنة في بيانها الذي وصل "
عربي21" مساء الأحد، إن "السيل بلغ الزبى، وتبين لكم بأن الأوضاع في مديرية البريقة تسير نحو التصعيد العسكري من شباب ورجال المقاومة، في حال لم يتم إخلاء مقر السلطة المحلية، من مسلحي الحزام، والخروج من أراضي المديرية بشكل عام".
وحملت اللجنة التصعيدية "أبو اليمامة" ومجاميعه المسلحة "مسؤولية كل قطرة دم ستسفك بسبب عنجهته وسلوكه الهمجي"، بحسب وصف البيان.
يشار إلى أنه في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، شهدت مدينة عدن، مواجهات عنيفة بين قوات رئاسية موالية للحكومة وقوات انفصالية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تشكل بدعم إماراتي، على خلفية ما وصفتها السلطات الشرعية "محاولة انقلابية عليها"، انتهت بتدخل سعودي للتهدئة، في اليوم الثالث من المعارك التي أسفرت عن مقتل 50 شخصا، وإصابة أكثر من 200 آخرين.