أورلا غيرين، أو "الايرلاندية الموهوبة" كما يلقبونها، كرست حياتها للعمل الصحفي في ميادين الحرب وخطوط المواجهة والتماس، زارت أكثر من 60 دولة من بينها اليمن والسعودية والعراق والأردن وتونس وليبيا...
عملت على تقريب المعلومة من الجمهور بكفاءة عالية رغم ما لاقته من صدّ من قبل العديد من الحكومات بعضهم طردها واتهمها البعض الآخر بتزييف الحقائق، حسب تقرير أنجزته عائشة غربي لمجلة "ميم" النسائية.
"أورلا" أنجزت فيلما وثائقيا بعنوان "سحق المعارضة في مصر"، وصفت خلاله بشاعة نظام عبد الفتاح السيسي، من اعتقالات وتعذيب داخل السجون وانتهاك حقوق الإنسان.
وأحدث هذا الوثائقي جدلا واسعا، بعد دعوة الهيئة العامة للاستعلامات في مصر لمقاطعة قناة "بي بي سي" بعد بثها له، وإصدار المدعي العام المصري بيانا أمر فيه السلطات باتخاذ إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام التي "تبث أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة".
وبعد قرار السلطات المصرية، كتبت أورلا، تغريدة قالت فيها: "لقد اتصلنا بالسلطات في مصر بشكل متكرر للردّ على مزاعم التعذيب والاختفاء القسري وانتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق (التي نكرت جميعها في الماضي). لكنهم رفضوا لقاءنا".
فيما أعلنت "بي بي سي" في نص نشرته على موقعها أنها "تساند مصداقية العمل الصحفي لفرقها، وأنها ستناقش الشكوى بشأن الوثائقي مع السلطات المصرية في الأيام المقبلة".
مسار مهني حافل
ولدت أورلا غيرين، في أيار/ مايو 1966، في دبلن، بإيرلندا، وتعلمت في مدرسة تديرها الراهبات. وبعد دراستها الثانوية، انضمت إلى معهد دبلن للتكنولوجيا (ديت) وحصلت على شهادتها.
وتأهلت كصحفية في عام 1985، كما حصلت أيضا على درجة الماجستير في الدراسات السينمائية من جامعة دبلن.
بدأت حياتها المهنية، مع صحيفة "صانداي تريبيون". وعملت في عام 1987، مع إذاعة آرت نيوز. وبعد ثلاث سنوات سافرت إلى أوروبا الشرقية وتنقلت إلى شرق ووسط أوروبا، والاتحاد السوفياتي السابق، كما غطت تفكك يوغوسلافيا، والحصار على العاصمة البوسنية، سراييفو.
اقرأ أيضا: شهادات مؤلمة عن سجون مصر في وثائقي على "BBC" (شاهد)
طمحت "غيرين" للحصول على منصب سياسي، لتقرر في عام 1994، الاستقالة من عملها في آرت، والترشح لانتخابات البرلمان الأوروبي عن حزب العمال الأيرلندي، إلاّ أنها فشلت بالفوز بأي مقعد كما لم يتم اختيارها أيضا في مؤتمر الحزب، لتتوجه للعمل مع "بي بي سي" منذ عام 1995، كمراسلة صحفية.
اتهامات بالتحيز
قدمت خلال المرحلة الأولى من عملها بين سنتي 1996 و2000 تقارير منتظمة عن الصراع في كوسوفو حيث عملت مراسلة في جنوب أوروبا.
وفي عام 1999 طردتها القوات الصربية من العاصمة الإقليمية بريشتينا في بداية القتال. وغطت من مقدونيا، محنة اللاجئين الفارين من الحدود. وعندما عادت إلى كوسوفو مرة أخرى، بعد سيطرة قوات الناتو، غطت عودة الآلاف من الذين أجبروا على مغادرة منازلهم.
وفي شمال اسبانيا تناولت "أورلا" الأحداث المتعلقة بالصراع في "إقليم الباسك"، وكشفت حقيقة وقف إطلاق النار من قبل جماعة إيتا الانفصالية الباسكية في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1998.
وتم ترشيح فيلمها الوثائقي عن إيتا لبرنامج مراسلي "بي بي سي" للحصول على جائزة "بافتا".
عينت غيرين كمراسل لـ"بي بي سي" في القدس في كانون الثاني/ يناير، وفي مطلع نيسان/ أبريل 2002، قدمت هيئة الإذاعة البريطانية شكوى رسمية إلى الحكومة الإسرائيلية بعد أن أطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاه "غيرين" وفريقها، مما أجبرهم على الاختباء، بينما كانوا يسجلون مظاهرة سلمية في بيت لحم في الضفة الغربية.
وبعد عامين تقريبا، كتبت حكومة الاحتلال الإسرائيلية مراسلة إلى هيئة الإذاعة البريطانية اتهمتها بـ"التحيز ضد إسرائيل" في تقرير عن مهاجم انتحاري.
منحت غيرين، جائزة جاكوب الأولى في عام 1992، باعتبارها أصغر مراسل أجنبي في أوروبا الشرقية، في ذلك الوقت. وحصلت مراسلة "بي بي سي" في عام 2002 على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة إسكس.
مساعد لنتنياهو يوافق على الشهادة ضده في قضية فساد
فرنسا تجري مناورات بحرية مشتركة مع مصر حتى يوم الجمعة
إعلان تأجيل الاجتماع الثلاثي حول سد النهضة بعد طوارئ إثيوبيا