الإعلام الإسرائيلي: فتح تستعد للحظة غياب مفاجئة لعباس

قال كاتب إسرائيلي إن تحضيرات تجري في الساحة الفلسطينية على قدم وساق تحسبا لحدوث فراغ قيادي ربما يحدث نتيجة غياب مفاجئ لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يعاني من مشاكل صحية.

ولفت الخبير الإسرائيلي في الشأن الفلسطيني يوني بن مناحيم في مقال ترجمته "عربي21" إلى أن هذه التطورات نوقشت في الجلسة الأخيرة للمجلس الثوري لحركة فتح قبل عدة أيام، وعلى غير العادة لم يصدر بيان رسمي عن الاجتماع، لكن تسريبات أفادت بأن الاجتماع ركز على اختيار مرشح محتمل لعباس في ظل تدهور حالته الصحية.

ولفت بن مناحيم في مقال نشره موقع المعهد الأورشاليمي للشؤون العامة إلى أن الاختيار وقع على محمود العالول 66 عاما ليكون خليفة لعباس ويعرف بأنه الرجل الثاني في الحركه ولديه تاريخ طويل من الصراع مع إسرائيل وتم إبعاده من قبل إسرائيل إلى الأردن عام 1971 بسبب نشاطاته المسلحة.

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن العالول عمله في النشاط الاستخباري بحركة فتح ضمن القطاع الغربي برئاسة خليل الوزير أبو جهاد رئيس الجناح العسكري للحركة والذي اغتاله الموساد في تونس عام 1988.

وأشار إلى أنه انخرط في المجلس العسكري الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية ويتحمل مسؤولية اختطاف 6 جنود إسرائيليين عام 1983 لإجراء صفقة تبادلت جرت لاحقا وأطلق فيها سراح 5 آلاف أسير فلسطيني من معسكر أنصار في جنوب لبنان و100 آخرين من السجون الإسرائيلية.

اقرأ أيضا: قناة إسرائيلية: استقالة عباس خلال الأسابيع القادمة

وقال الكاتب الإسرائيلي إن العالول تسلم منصب سكرتير لجنة شؤون الأرض المحتلة في المنظمة والتي "أشرفت على الانتفاضة الأولى" بحسب قوله وقتل أحد أبنائه "جهاد" برصاص الجيش الإسرائيلي ولم يعد للأراضي الفلسطينية مع قيادات السلطة لأن إسرائيل لم تنس تاريخه.

وتتبع بن مناحيم وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية للجيش "أمان" العديد من مواقف العالول في قضايا تتعلق بقضايا الاحتلال، لكنه ركز على مسألة التنسيق الأمني والتي تحدث فيها الأخير خلال الشهور الماضية وعبر عن دعمه لفكرة إعادة تقييم هذا التنسيق من جديد كذلك إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل.

ووصف بن مناحيم العالول بأنه من "رواد فكرة المقاومة الشعبية" وفقا لـ"صيغة قرية بلعين ضد سياسة الاستيطان وجدار الفصل والمقاطعة للبضائع الإسرائيلية باعتبارها وصفة قانونية وشرعية وأكثر ملائمة".

وقال إنه سبق أن هدد بلجوء الفلسطينيين لـ"خيار الدولة الواحدة بديلا عن حل الدولتين في حال تراجعت الإدارة الأمريكية عنه، بحيث تكون دولة ديمقراطية يعيش فيها جميع السكان على هذه الأرض بصورة متساوية، رغم أن إسرائيل لن تقبل ذلك، لأنها تريد دولة يهودية نقية عرقيا".

وشدد الكاتب الإسرائيلي على أن العالول "يعترف أن هناك فجوة بين حركة فتح والشارع الفلسطيني، وهو يسعى لجسرها، ولذلك فهو ينوي النزول إلى الشارع للاقتراب أكثر من الجمهور الفلسطيني".

وفي سياق آخر، استعرضت صحيفة معاريف الإسرائيلية ما أطلقت عليه "معركة خلافة" عباس، والتي تدور رحاها داخل أروقة حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضا: صحيفة: عباس يعين العالول لخلافته في رئاسة حركة فتح

ونقلت الصحيفة في تقريرين منفصلين، أعد الأول الكاتب الصحفي ياسر عقبي، عن مسؤول فلسطيني كبير مقرب من رئيس السلطة، تأكيد بأن أبو مازن الذي يبلغ من العمر (83 عاما)، "يعيش ضغطا نفسيا وجسديا لا يتناسب مع رجل في عمره، ويعاني من تعب شديد".

ولفت المسؤول الفلسطيني، إلى أن عباس "في الفترة الأخيرة لا يرتاح للحظة، ويواصل السفر إلى أوروبا، والدول العربية، والولايات المتحدة وروسيا، كي يقلص الأضرار الناجمة بسبب قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، منوها إلى أن الفحوصات الطبية التي "أجربت له مؤخرا في مستشفى جورن هوبكنز في الولايات المتحدة كانت مقررة مسبقا".

ورغم هذا الواقع، "يواصل عباس أداء مهامه، فقد أبلغ رئيس حكومته رامي الحمدالله بأنه غير معني في هذه المرحلة بتعديلات في الحكومة، على أمل أن تقوم حكومة وحدة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى"، بحسب "معاريف" التي ذكر أن "عباس ألمح للحمد الله بشكل دبلوماسي بأنه لا يرى فيه رئيس حكومة المصالحة الفلسطينية في المستقبل".

كما أوضحت "معاريف" في مقال نشرته في ذات الشأن للمستشرق الإسرائيلي بنحاس عنبري، وهو باحث في "المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية" الإسرائيلي، أن عباس قال في الأسبوع الماضي في جلسة لقيادة حركة "فتح"، أنه "يحتمل أن تكون هذه الجلسة الأخيرة التي أشارك فيها".

ونوهت إلى أن كلام عباس أثار انفعالا شديدا لدى المشاركين في الاجتماع، وفهموا في باطن النص أن عباس يلمح بأنه مريض أو متعب ويعتزم الاعتزال، موضحة أن "عباس فطن لهذا التفسير، وفي لقاء آخر، مع قضاة من فتح من شرقي القدس، أوضح أن صحته جيدة وأن التعب الذي كان له في خطابه في الأمم المتحدة كان جراء السفر".

ورأت الصحيفة في تصريح القيادي في "فتح" جبريل الرجوب، المفاجئ والذي هاجم فيه "أغنياء اللاجئين" بقوله: "أصحاب المليارات، الذين تركوا الوطن بخلاف عنا، نحن الذين لم نتركه ودافعنا عنه"، أنه "تهديد واضح للقيادة التي جاءت من تونس، خشية أن تتجرأ على عرض مرشحين منها بعد عباس".

وبحسب مصادر في رام الله، فإن "قيادة فتح مشوشة جدا وغير جاهزة لصراع الخلافة، ولا سيما عندما لا يكون واضحا إذا كان عباس يعتزم الاعتزال حقا"، وفق ما أوردته الصحيفة التي لفتت إلى أن "المشكلة أنه لا توجد آلية متفق عليها لتعيين الخليفة، وعباس غير مستعد لأن يعين خليفة".

وأكدت أن "مسألة الخليفة تبقى معلقة وتزيد التوتر في قيادة فتح"، مشيرا إلى أن "قادة فتح يتسلحون وينتظمون كل واحد في منطقته، فجبريل الرجوب ينظم منطقة الخليل، العالول، النائب الرسمي لعباس ينظم منطقة نابلس، والتنظيم في جنين فقد الاهتمام بالقيادة وفي رام الله ويقيم عمليا حكما ذاتيا".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "أحد الأسماء التي تذكر كخليفة محتمل هو مسؤول المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، الذي يترأس المؤيدين للتنسيق الأمني مع إسرائيل"، مؤكدة أن "مكانته هذه تجلب له دعما دوليا، ولكن في دوائر الداخل يعتبر عميلا".

وقالت: "بقدر ما لا تسمح منظومة التوازنات الداخلية بالحسم، فإنه قد يتدخل ويقوم بنوع من الانقلاب"، مضيفة أن "القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، ليس بعيدا عن معركة خلافة عباس".