نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الزيارة الرسمية الأولى لولي العهد السعوي، محمد بن سلمان، إلى المملكة المتحدة، وعرضت بعض حيثياتها التي تزامنت مع احتجاجات مناهضة لهذه الزيارة في الشوارع البريطانية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"،
إن عددا قليلا من القادة حظوا بمعاملة مميزة عند زيارتهم إلى أروقة القصور
البريطانية، مثل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي يعتبر "ملكا بحكم
أمر الواقع".
وأضافت الصحيفة أنه خلال هذه الزيارة الرسمية، التي
تعد الأولى من نوعها إلى الغرب بالنسبة لولي العهد السعودي، حضر ابن سلمان مأدبة
غداء برفقة الملكة إليزابيث الثانية، في قصر باكنغهام، كما قضى ولي العهد يوما
كاملا بصحبة رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، في قصر تشيكرز، المكان المميز لمجلس الأمن
القومي البريطاني.
وأوردت الصحيفة أن الانتقادات في البرلمان البريطاني
قد تزايدت بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي للبلاد، فقد استنكر زعيم حزب
العمال، جيريمي كوربين، معاملة "السجادة الحمراء" التي حظي بها ابن
سلمان، والتي كانت شبيهة بزيارة رئيس دولة.
اقرأ أيضا: سجال بين كوربين وماي بسبب "انتهاكات" السعودية (شاهد)
في المقابل، نشبت على خلفية زيارة ابن سلمان احتجاجات
صاخبة اجتاحت شارع داونينغ ستريت، للتنديد بالدور الذي يضطلع به في حرب اليمن،
وانتهاكات حقوق الإنسان في بلاده.
وذكرت الصحيفة أن كوربين انتقد سياسة بلاده، مشيرا
إلى أن "ألمانيا علقت صفقات بيع الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، بينما
تواصل بلاده مضاعفة مبيعاتها من الأسلحة بشكل كبير".
كما اتهم المعارض المستشارين العسكريين في المملكة
المتحدة "بقيادة الحرب في اليمن"، معتبرا أنه من غير المنطقي أن تشارك
فيما وصفته الأمم المتحدة "بجرائم حرب".
وكشفت الصحيفة أن زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي،
فينس كيبل، كان من بين الأصوات المعارضة التي انتقدت حفاوة الاستقبال الذي لقيه
"الزعيم الدكتاتوري للبلاد الثيوقراطية".
وفي خضم وابل من الانتقادات اللاذعة، اضطرت ماي إلى
الخروج والدفاع عن ضيفها المثير للجدل، وأشادت بالتحالف المشترك مع الرياض ضد
الإرهاب، وبالإصلاحات التي قادها محمد بن سلمان لتعزيز حقوق المرأة في بلاده.
اقرأ أيضا: قادة أحزاب المعارضة البريطانية يهاجمون زيارة ابن سلمان
وأشارت الصحيفة إلى أن جولة محمد بن سلمان التي
ستشمل العديد من البلدان، تختفي وراء العلاقات العامة، والتي انطلقت من القاهرة
لتصل إلى نيويورك، وقد كانت هذه الزيارة محور اهتمام العديد من الإعلانات في الصحف
البريطانية الرئيسية، التي وصفت ابن سلمان "بأمير التغيير"، فضلا عن
الترويج إلى جدول أعمال إصلاحاته السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وأوردت الصحيفة أن زيارة ابن سلمان جاءت لتعزيز مقترح
إنشاء مجلس "الشراكة الاستراتيجية"، لجذب الاستثمارات السعودية ودعمها
لتصل إلى حدود 115 ألف مليون يورو خلال السنوات العشر القادمة.
علاوة على ذلك، يرغب ابن سلمان في النهوض بقيمة
الشركة السعودية العملاقة، أرامكو، في سوق الأسهم البريطاني.
وبينت الصحيفة أن الصادرات البريطانية إلى المملكة
العربية السعودية قد شهدت نموا ملحوظا منذ سنة 2010 بنسبة 41 بالمئة، وتجاوزت حدود
7500 مليون يورو سنويا، ويعزى سبب نمو الصادرات أساسا إلى بيع الأسلحة، بما في ذلك
مقاتلات تايفون، والذخيرة المتطورة التي استخدمت في حرب اليمن.
اقرأ أيضا: صحيفة: حملة غريبة لتلميع صورة ابن سلمان خلال زيارته للندن
وقد تجنبت تيريزا ماي الخوض في انتقادات بيع الأسلحة
التي وجهت إلى حكومتها، وعمدت إلى الحديث عن الروابط التاريخية التي تجمع بلادها
بالمملكة العربية السعودية.
وأضافت الصحيفة أنه دون الامتثال إلى أي بروتوكولات،
حظي ولي العهد ابن سلمان بشرف تناول مأدبة غداء مع الملكة، مباشرة بعد أن وطئت
قدماه التراب البريطاني، وفي وقت لاحق، اجتمع ولي العهد بتريزا ماي، بعد أن صافحها
بحرارة في حركة تدل على قوة التحالف بين المملكتين.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن جدول أعمال ولي العهد
السعودي، المليء باللقاءات، سينتهي بحضور مأدبة عشاء برفقة الأمير تشارلز وكاميلا
دوقة كورنوال، وخلال زيارته للندن، التي ستستمر لثلاثة أيام، سيحظى ابن سلمان بشرف
حضور اجتماع مجلس الأمن القومي، واجتماع جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني،
واجتماع آخر مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني.
صحيفة: حملة غريبة لتلميع صورة ابن سلمان خلال زيارته للندن
الغارديان: ماذا تعكس حفاوة استقبال ابن سلمان في بريطانيا؟
ميدل إيست آي: لندن تبيع أجهزة تجسس لدول قمعية هذه أبرزها