نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للكاتب والكوميدي مارك ستيل، الذي سخر من اختيار يوم المرأة لدعوة "المدافع عن حقوق المرأة محمد (بانكهيرست) بن سلمان، ولي العهد السعودي، للقاء الملكة وأي شخص مهم في لندن لعدة أيام".
وبانكهيرست، التي ذكرها الكاتب، هي إحدى المدافعات عن حقوق المرأة، والمطالبات بحقها في التصويت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين.
ويقول ستيل: "لأن السعودية مؤيدة جدا للمرأة فهي البلد الوحيد الذي كان متحررا لدرجة أن المرأة لا تأخذ عقوبة زائدة إن هي قادت السياة وهي ثملى؛ لأنها تسجن لأي منهما.. فلا بأس أن تفعل الأمرين معا".
ويضيف الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "المرأة تستطيع ارتداء قمصان كتب عليها (هذا ما هو شكل المرأة المؤيدة لحرية المرأة) دون أن تثير تعليقا، بغض النظر عن أي كان؛ وذلك لأن عليها تغطية القميص أينما ذهبت، ولذلك لن يرى القميص أحد، (على الأقل إلى الآن) لكن مع هذا فإن هذا يدل على مدى ليبرالية البلد".
ويشير ستيل إلى أن "النساء في السعودية لن يتعرضن للتحرش الجنسي؛ وذلك لأن النساء لا يمكنهن استخدام المواصلات العامة إلا بإذن (الولي) الرسمي الذي يجب أن يكون رجلا".
ويبين الكاتب أن "الحكومة البريطانية تصر على أن وضع المرأة في السعودية يتغير، وهذا أحد الأسباب التي تدعونا للترحيب بولي العهد، وفي الواقع فهو يتغير، ففي 2015 أدرج منتدى الاقتصاد العالمي السعودية في المرتبة 134 من 145 دولة (للمساواة بين الجنسين)، لكن في 2016 تم تصحيح ذلك، فأصبح ترتيبها 141 قبل أن تعود إلى المرتبة 138 العام الماضي".
ويذكر الكاتب أن "بعض الإصلاحات مثلا هي أن النساء يمكنهن دخول ملاعب الرياضة لأول مرة، وهذه هي السرعة التي تسير بها الإصلاحات، لدرجة أنه قد يصل بهم الحد إلى السماح لهن بغمس البسكويت في الشاي دون إذن مسبق".
ويجد ستيل أنه "لذلك كان من الصواب استقبال ولي العهد وحاشيته في قصر بكنغهام وتجوالهم فيه، وكان صوابا أن ينحنى له، وتقدم له الهدايا، ويتصور مع الحكومة لأنهم قدوة لنا جميعا".
ويقول الكاتب: "إنهم محدثون جدا، لكن لا يزال رائف بدوي في السجن، بعد أن جلد خمسين جلدة بسبب انتقاده للنظام في مدونته، وهذا يبين كم هم حريصون على التقدم، فربما كان الجلد بسبب استخدامه لبرامج قديمة، (فمن الآن وصاعدا يجب استخدام (غوغل كيوورد بلانر) لتكبير استراتيجية المحتوى)، ربما يقولون له ذلك عند جلده".
ويلفت ستيل إلى "داود المرهون، الذي اعتقل في 2012؛ لأنه شارك في مظاهرة ضد الحكومة، وطالب الادعاء في المحكمة أن يحكم عليه بالصلب، فكما ترى.. تحديث تحديث تحديث، يبدو أن ولي العهد مصمم على جر السعودية إلى القرن الأول".
ويقول الكاتب: "كما يزعم أنه سيقوم بجعل بلاده أكثر ديمقراطية، ومن يمكن أن تثق به للتأكد من شراكة السلطة ديمقراطيا، أكثر من ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود ورئيس الشؤون الاقتصادية ووزير الدفاع، الذي عينه أبوه الملك سلمان في هذه المناصب كلها".
ويبين ستيل أن "المشاعر نحوه كانت ظاهرة في الحب التلقائي الذي أظهر له قبل بدء زيارته على الطريق السريع (M4) الذي سيسلكه من المطار، حيث حملت لوحات الإعلانات الكبيرة صورا عملاقة لولي العهد، كتب عليها (جلب التغيير للسعودية)".
ويعلق الكاتب قائلا: "هذه اللوحات كانت إعلانات مدفوعة الأجر، قامت بها شركة علاقات عامة تم إنشاؤها من النظام السعودي، ولا يمكن إيجاد دليل أفضل على مجتمع راض، أكثر مما يدفع ولي عهده أموالا لصور عملاقة لشخصه ليستقبل نفسه أينما ذهب، وحتما من الصعب أن يبقى الشخص متواضعا ومتصلا بالناس عندما يكون الحب له بهذا المقدار، وأظن أنه قال لنفسه بخجل في موكبه: (اوه.. هذه صورة أخرى لي.. ما كان علي أن أذهب إلى هذا القدر من المتاعب، إني لطيف جدا)".
ويفيد ستيل بأن "الزيارة كانت قصيرة أيضا؛ لأنه علاوة على هذه القضايا كلها، فإن الحكومة السعودية تقوم بقصف اليمن، بشكل تعده الأمم المتحدة جرائم حرب".
ويذهب الكاتب إلى أنه "لذلك كان من الصواب أن يظهروا هذا الترحيب؛ لأن أفضل طريق لجعل شخص يحجم عن حربه الوحشية وجلد الناقدين هو أن ندعوه لمقابلة الملكة".
ويقول ستيل: "مثلا تقول تيريزا ماي المرة الماضية التي قابلت فيها ولي العهد: (أثرت معه الحاجة لفتح ميناء الحديدة أمام الإمدادات الإنسانية، ويسعدني أن أقول إن السعودية قامت بفعل ذلك، وهذا يبرر تعاملنا مع السعودية)".
ويعلق الكاتب قائلا: "السعوديون قاموا بفتح الميناء لأن تيريزا ماي اقترحت ذلك، إنها أقوى بكثير مما تظهر، ما عليها إلا أن تقول وهم يطبقون، إذا فلتتذكر يوما ما، عندما لا تكون مشغولة جدا، أن تثير مع الأمير الحاجة للسماح للنساء بالسفر دون إذن من الزوج، أو السماح لشخص بالكتابة في مدونته دون أن يعاقب بالجلد، فبالتأكيد سيقوم السعوديون بفعل ذلك أيضا".
ويختم ستيل مقاله بالقول: "لذلك يغضب المحافظون وأصدقاؤهم جدا عندما يسمعون أن جيرمي كوربين التقى قبل عشرين عاما بشخص من منظمة لا يتفقون معها، هم غاضبون جدا لأنه بدلا من الحديث معهم في الغرفة ذاتها والتسليم عليهم، كان يجب عليه أن يكون أخذهم لمقابلة الملكة والأمير تشارلز، وأن يقضي اليوم كله مع الحكومة، ويجب أن يكون باعه أسلحة بمليارات الدولارات.. ليس غريبا إذن ألا يثقوا به".
بلومبيرغ: هذا حجم الاستثمار المتبادل بين الرياض ولندن
واشنطن بوست: كيف تحولت زيارة ابن سلمان للندن لحرب دعاية؟
إندبندنت: هل تواجه ماي ابن سلمان بخصوص حقوق الإنسان؟