صحافة دولية

"لوموند": ابن سلمان يلمع صورته ويعد بدعم بريطانيا

الصحيفة قالت إن محمد بن سلمان يقدم نفسه على اعتباره أفضل صديق للندن- جيتي

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للمملكة المتحدة، حيث يحاول الأمير الشاب من خلال هذه الزيارة تلميع صورته على اعتباره يلعب دورا إصلاحيا في دولة عرفت بطابعها المحافظ المتشدد.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن ولي العهد السعودي، وحتى يحقق مساعيه، أقر حق المرأة في ممارسة قيادة السيارة. كما أعلن ابن سلمان عن رغبته في تنويع الاقتصاد السعودي لمجاراة انهيار أسعار النفط. إضافة إلى ذلك، جابت الدعاية التي سبقت زيارة الأمير فيما يتعلق بمشروعه المتمثل في "رؤية 2030"، جميع أنحاء بريطانيا.


وذكرت أن ابن سلمان قدم وعودا تجارية واستثمارية لبريطانيا تقدر قيمتها بنحو 65 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل 73 مليار يورو، مع إمكانية توقيع عقد لشراء 48 طائرة حربية من نوع "يوروفايتر تايفون" تتجاوز تكلفتها مليارات الدولارات.

 

اقرأ أيضا: الكشف عن لقاءات سعودية إسرائيلية سرية برعاية مصرية

وأفادت الصحيفة بأن ولي العهد السعودي حظي باستقبال غير مسبوق في المملكة المتحدة، حيث تناول فطور الصباح مع الملكة إليزابيث الثانية، قبل أن يتناول طعام العشاء مع رئيسة الوزراء، تيريزا ماي. بعد ذلك، التقى ابن سلمان بأبرز المصرفيين في لندن، فضلا عن وزير المالية البريطاني ورئيس أساقفة "كانتربيري".


وأوضحت أن محمد بن سلمان يقدم نفسه على اعتباره أفضل صديق للندن، حيث تحدث عن "فرص كبيرة" في مجال التجارة بين بلده وبين المملكة المتحدة التي بدأت رحلة البحث عن شركاء تجاريين جدد لمجاراة مرحلة ما بعد الانسحاب عن الاتحاد الأوروبي. 


في هذا السياق، أشار وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، في لقاء مع مستثمرين بريطانيين، إلى أن "السعوديين يمكن أن يمثلوا رابطا هاما نحو دائرة جديدة من الشراكة، لن نلتفت من خلالها إلى الوراء على غرار الكومنولث، بل سنرنو صوب المستقبل وصوب ديمغرافيا الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم الإسلامي، الذي تعد السعودية في قلب محوره".


وأضافت الصحيفة أن الأمير ابن سلمان لم يخض فحسب في الجانب السياسي والتجاري أثناء زيارته إلى لندن، بل التقى أيضا برئيس أساقفة كانتربيري ورئيس الكنيسة الإنجليكانية، جاستن ويلبي، الذي أعرب عن شديد أسفه إزاء الوضعية الإنسانية الصعبة التي تعصف باليمن والتهم التي تلاحق السعودية في خصوص استهدافها للمدنيين العزل.

 

وانتقد الأسقف منع غير المسلمين من أداء شعائرهم الدينية علنا داخل المملكة السعودية، ولكنه لم يتلق أي رد بخصوص هذه النقطة من قبل الأمير الشاب.

 

اقرأ أيضا: اتفاق سعودي بريطاني حول الأزمة في اليمن

وأحالت "لوموند" إلى أن المملكة تعتبر ممارسة السحر جريمة يعاقب عليها القانون السعودي بالموت، إلا أنه، وفي الوقت الراهن، أضحى بإمكان السعوديين خلال الأيام القادمة متابعة أفلام هاري بوتر. وفي هذا الإطار، نوه وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، إلى أنه لا يرى أي مشكل في متابعة هذه النوعية من الأفلام.


وتحدثت الصحيفة عن مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية التي أثارت جدلا واسعا، ليس نظرا لاستخدامها في الحرب الدائرة في اليمن فحسب، ولكن على خلفية قضية فساد تورط في إطارها مسؤولون سعوديون في عقد كبير يعود تاريخه إلى سنة 1985. 


وحسب منظمة "آفاز" غير الحكومية، بلغت قيمة الصادرات البريطانية من الأسلحة إلى السعودية قرابة 1.22 مليار يورو خلال النصف الأول فقط من سنة 2017.


وقالت إن زيارة الأمير السعودي لم تكن محل ترحيب من قبل الجميع، حيث صرحت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن اهتمامها العميق بالوضع الإنساني في اليمن.

 

من جهته، أثار زعيم المعارضة في حزب العمال، جيريمي كوربين، ضجة تحت سقف البرلمان منتقدا قيادة العديد من المستشارين العسكريين البريطانيين للحرب الدائرة في اليمن، الأمر الذي فنده مكتب رئيسة الوزراء البريطانية.


وفي الختام، أوردت الصحيفة أن العديد من الأشخاص تظاهروا أمام مقر الحكومة البريطانية، وذلك للتعبير عن رفضهم للتدخل السعودي في اليمن، مطالبين بإحالة محمد بن سلمان على المحاكمة. في الأثناء، رفع المتظاهرون لافتات لصور طفل من بين الأنقاض وهو يرفع عينيه للسماء في رسالة منادية بوقف بيع القذائف البريطانية للمملكة السعودية.

الأكثر قراءة في أسبوع