نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأزمة التي يمر بها نادي
باريس سان جيرمان في الفترة الأخيرة.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن نادي باريس سان جيرمان يعد من أكثر المؤسسات المدمرة التي عرفتها صناعة
كرة القدم في هذا القرن، حيث تعتمد قرارات النادي على رجل واحد فقط، ألا وهو ناصر الخليفي. وقد دفع هذا الأمر أقرب المتعاونين مع الخليفي يتجنبون الإفصاح عن كل أفكارهم خوفا من إقالتهم، وذلك وفقا لرأي واحد من أكثر الخبراء المخضرمين الذين يعملون ضمن النادي.
وبينت الصحيفة أن رئيس النادي الباريسي قد عقد العزم على التشبث بنيمار جونيور إلى آخر لحظة. ووفقا لمصادر مقربة من رئيس النادي، لم تتغير خطط الخليفي، حيث قرر إقالة المدرب أوناي إيمري، كما يعتقد أنه مطالب بمضاعفة رهاناته. إثر إقصاء النادي من دوري أبطال أوروبا، ينوي الخليفي الاستعداد للموسم المقبل مع الحرص على الاحتفاظ بنيمار. ومن المتوقع أن يشارك
نيمار في مهمة اختيار المدرب الجديد للفريق، من ضمن قائمة مختصرة ستضم كلا من زيدان وتيتي ولويس إنريكي، كما سيساهم أيضا في اختيار
اللاعبين الذين سيلعبون إلى جانبه.
والجدير بالذكر أن الامتيازات التي يتمتع بها نيمار لم يحظ بها أي لاعب في تاريخ كرة القدم مطلقا، بالإضافة إلى كونه يتقاضى أكثر من بقية زملائه في الفريق، حيث ينال تقريبا 47 مليون يورو في كل دورة.
وأحالت الصحيفة إلى أن ناصر الخليفي يعتبر المسؤول الأول عن استثمارات إمارة قطر في صناعة
الرياضة، كما يعد أيضا أحد المراجع المالية لكرة القدم باعتباره رئيس الشبكة العالمية للقنوات الرياضية بي إن سبورت، الرائدة في الإنتاج التلفزيوني وحقوق البث. فمن خلال مكتبه حيث مقر شركة بي إن سبورت وباريس سان جيرمان، يعمل الخليفي على اعتباره نائبا للأمير جاسم آل ثاني. وعلى ما يبدو أن الخليفي محاط بشكل جيد من قبل الفنيين الذين يعرفون الكثير عن كرة القدم.
وأضافت الصحيفة أن علاقة المدير الرياضي لنادي باريس سان جيرمان، أنتيرو هنريكي وماكسويل ستشيرر برئيس النادي تتسم بالحذر. فنادرا ما يكشفان عن وجهة نظرهم خاصة إذا كانا يعلمان أن ذلك سيكون مصدر إزعاج لرئيس النادي، حيث يدركان أن الخليفي متردد للغاية في طرح أفكاره الخاصة، وفي حال استنجد بآراء الآخرين فذلك دون أدنى شك ليتأكد من قراراته. فضلا عن ذلك، أصبح خبراء النادي يدركون تماما أنه لن يكون من الصعب التخلص من نيمار هذا الصيف، لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك.
وأوردت الصحيفة أن رئيس النادي يرفض الاستماع إلى أي انتقاد في حق البرازيلي نيمار. وفي هذا السياق، أكد أحد رجال الأعمال المقربين من النادي أن "بقية الفريق يرون أنه فوزهم يتحقق من خلال نجاح نيمار وخسارتهم أيضا تقترن بفشل نيمار".
وأوردت الصحيفة أن الخليفي يرفض قطعا النظر في إمكانية بيع نيمار. بل على عكس ذلك تماما، يريد أن يمنحه المزيد من القوة لكسب ولائه وجعله يؤمن أنه أكثر سعادة في صفوف النادي الباريسي. وللموسم الثاني على التوالي، أعلن قادة باريس سان جيرمان أن غزو دوري أبطال أوروبا كان الهدف الأول من الاستثمار، أي انتداب نيمار، الذي بلغت قيمته مبلغا خياليا. في المقابل، واجه النادي الهزيمة الثانية على التوالي في أول مباراة إقصائية.
وأضافت الصحيفة أن نيمار قد خسر العديد من أنصاره ضمن نادي باريس سان جيرمان نتيجة لقراره القيام بعملية جراحية بدلا من اللعب ضد نادي ريال مدريد. ومن جهتهم، يرى بعض المسؤولين في النادي أن نيمار يحاول أن يخلق نوعا من التوتر في صلب الفريق منذ أشهر بحثا عن مخرج له من النادي، لكن الخليفي لن يعير ذلك أي اهتمام.
وتجدر الإشارة إلى أن الانهيار التام أو استمرار مشروع نادي باريس سان جيرمان يعتمد على نتيجة العلاقة بين نيمار ورعاته القطريين. إلى جانب ذلك، لم يتحدث الخليفي مع موظفي النادي منذ 14 شباط/فبراير الماضي. كما أعرب الخليفي عن ندمه الشديد بشأن إبقاء المدرب إيمري طيلة سنة 2017، بعد هزيمة النادي في الكامب نو بنتيجة 6 مقابل 1 ضد نادي برشلونة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن إيمري، مدرب النادي، قد برر تلك الهزيمة بأن اللاعبين لم يتبعوا خطة اللعب بشكل جيد خلال تلك المباراة. وقد تراجع مردود الفريق خاصة بعد النتيجة التي مني بها في باريس، 4 مقابل 0، وهو ما أيده كل من اللاعب سيلفا وموتا وماركينوس. وعلى ما يبدو أن كلا من إيمري والخليفي، وباريس سان جيرمان بشكل عام، يعتمدون على إرادة نيمار.