قال يوآف زيتون، مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، إن تزايد ظاهرة وضع العبوات الناسفة على حدود غزة، وتفجيرها في الدوريات العسكرية الإسرائيلية، باتت تقلق الجيش الإسرائيلي، خاصة أننا أمام تكرار لها.
ونقل في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، عن منسق شؤون المناطق الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية، الجنرال يوآف مردخاي، قوله إن هذه العبوات مؤشر على رغبة حماس وباقي المنظمات الفلسطينية لإثارة التوتر الأمني، ما قد يزيد من مستوى التصعيد الميداني.
وخاطب المنظمات الفلسطينية بعدم اختبار قدرات إسرائيل؛ لأن كل تصعيد عسكري ميداني سيتحمل تبعاته الفلسطينيون، ويزيد من تعرضهم للخطر، لا سيما أن بعض هذه العبوات انفجرت في الأسابيع الماضية، وكادت توقع خسائر بشرية فتاكة، لولا أن معجزة حصلت!
آساف غولان، الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة إسرائيل اليوم، قال إن ظاهرة العبوات الناسفة أدخلت إسرائيل في شرك خطير، مقدرا أن تؤدي هذه العبوات أخيرا لتصعيد عسكري جدي في القطاع؛ لأن آخر تفجير لها قبل ساعات ينضم لسلسلة سابقة من هذه العبوات تم تفجيرها في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن تزايد هذه العبوات يطرح السؤال المهم: هل باتت إسرائيل أمام شكل جديد من أنشطة حماس العسكرية، من خلال إدارة صراع مسلح محلي معها قرب الجدار الحدودي؟
بكلمات أخرى قال الكاتب: هل إن إقامة إسرائيل للجدار تحت أرضي شرق غزة، لمنع دخول الأنفاق داخل إسرائيل، سيدفع حماس لمرحلة جديدة من العمل تتمثل بزيادة حجم الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي؟
وأوضح أن الأمر قد لا يكون متعلقا بحماس مباشرة، وإنما بأوساط فلسطينية داخل غزة، بغرض توريط الحركة مع إسرائيل، ناقلا عن الجنرال يعكوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أنه لا يمتلك معلومات دقيقة حول وقوف حماس خلف هذه العبوات، التي تعمل على تسخين الأجواء مع إسرائيل.
وأضاف: يجب الإدراك أن قطاع غزة يشهد خلافات داخلية بين حماس وباقي التنظيمات الراغبة بإدخالها مع إسرائيل في مواجهة عسكرية واسعة، ما يتطلب التريث قبل توجيه إصبع الاتهام لحماس بالمسؤولية عن وضع هذه العبوات الناسفة.
وأكد أن قطاع غزة مليء بالأسلحة والوسائل القتالية، وليس صعبا إعداد ووضع عبوات ناسفة على الحدود مع إسرائيل؛ ولذلك يجب عليها التروي في توجيه الردود القوية ضد حماس؛ لأنها قد لا تقف خلف هذه الظاهرة الجديدة، فضلا عن ضرورة ألا تخدم إسرائيل مصالح المجموعات المسلحة الصغيرة في غزة، الساعية لتوريط إسرائيل مع حماس من خلال قصف أهداف قوية للحركة.
أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع ويللا، قال إن واقعا أمنيا جديدا بدأت تشهده حدود غزة الشرقية منذ العام الجاري 2018؛ لأنها باتت تشهد في كل شهر حادث تفجير عبوة ناسفة.
ونقل في مقال مطول له ترجمته "عربي21" تقديرات لجهاز الأمن العام الشاباك أن تفجير هذه العبوات يتزامن مع التحضيرات الفلسطينية للمظاهرات الشعبية بعد أيام قليلة أواخر الشهر الجاري، مع أننا أمام عبوات ناسفة شديدة الانفجار، لا تبعد عن الجدار سوى مسافة قليلة، ومن الغريب أنها لم تسفر عن سقوط قتلى إسرائيليين، لكن رد الجيش الإسرائيلي كان قويا، ويجبي أثمانا باهظة من الطرف الثاني، قاصدا حماس.
وأضاف: في ظل عدم إعلان أي من المنظمات الفلسطينية مسؤوليتها عن وضع هذه العبوات، فإن الجيش حتى الآن لا يعرف الجهة التي تقف خلفها، وهل هناك عبوات أخرى مزروعة على الحدود لم تنفجر بعد.
وأكد أن فرقة غزة التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية، بقيادة الجنرال يهودا فوكس، ما زالت ترقب رغبة حماس بتسخين الحدود الشرقية لغزة، من خلال المظاهرات الأسبوعية في كل يوم جمعة، وهي بذلك تزيد من احتكاكات الفلسطينيين بالجنود الإسرائيليين، ومن خلال هذه المظاهرات تتمكن المنظمات الفلسطينية من زراعة هذه العبوات على بعد عشرات الأمتار من الجدار الحدودي.
وقال الناطق العسكري للجيش، رونين مانليس، إن الجيش لن يسمح بتحويل الجدار الحدودي مع غزة لساحة عمليات للفلسطينيين، على أن تبقى سياسة الرد الإسرائيلية ضد واضعي هذه العبوات كما هي.
ضابط إسرائيلي: حماس تتجه لتصعيد تدريجي بطيء على الحدود
ليبرمان يتهم حماس بالمشاركة في تفجير العبوة قرب حدود غزة
الاحتلال يهدد المتظاهرين الفلسطينيين على حدود غزة