وجهت جريدة "أخبار اليوم" المغربية، أصابع الاتهام إلى كل من السعودية والإمارات، بالوقوف خلف تحريك ملف متابعة مدير تحريرها "توفيق بوعشرين".
وسجلت مصادر "عربي21" أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عبر عن انزعاج المملكة من افتتاحيات بوعشرين، ونقل ذلك بشكل رسمي إلى نظرائه المغاربة، فيما باءت محاولات "الإمارات" شراء الجريدة بالفشل، لتعلن وضع "بوعشرين" في لائحة الممنوعين من دخول الإمارات.
واعتقل الصحفي توفيق بوعشرين يوم الجمعة 23 شباط/ فبراير الماضي، ووجهت له النيابة العامة تهما ثقيلة تتعلق بـ"الاشتباه في ارتكابه جنايات الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف واستعمال السلطة والنفوذ، لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك العرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب".
السعودية تحتج على "أخبار اليوم"
وكشفت مصادر متطابقة لـ"عربي21" عن أن المملكة السعودية، عبر وزير خارجيتها، قدمت رسالة احتجاج إلى وزير خارجية المغرب، تخبر من خلالها الرياض أنها قررت مقاضاة توفيق بوعشرين بسبب ما يكتبه عن بلاد الحرمين.
وأفادت مصادر "عربي21" التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن افتتاحيات بوعشرين المنتقدة للحكام (الجدد) في بعض دول الخليج، كانت هي موضوع الاحتجاج السعودي.
وأوضحت أن بوعشرين سبق له أن "انتقد في افتتاحياته، تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وطريقة تنصيبه وكيفية إزاحة خصومه المفترضين على عرش السعودية، كما لم يتردد في الهجوم على طريقة تدبير ملف حقوق الإنسان في البلاد".
من جهتها قالت الجريدة، في عددها الصادر يوم الثلاثاء 20 آذار/ مارس الجاري، إن وراء اعتقال الصحفي توفيق بوعشرين ضغوطات كبرى مارستها دول خليجية على السلطة المغربية".
وتابعت الجريدة نقلا عن مصادرها، أن "دولة كبرى في الخليج احتجت على افتتاحيات بوعشرين التي علّق فيها على التطورات السياسية التي عرفها خلال الشهور الأخيرة".
وكشفت لـ"أخبار اليوم" أن "وزير خارجية دولة خليجية كبرى اتصل بالمغرب للاحتجاج، معلنا كذلك أن دولته قد قرّرت رفع دعوى قضائية ضد بوعشرين وأخبار اليوم".
تطمينات مغربية
وزادت أخبار اليوم، أن مسؤولا حكوميا مغربيا رد على وزير الخارجية السعودية، بالقول: "دعوا لنا هذا، نحن سنتصرف".
وتابعت: "لكن رغم ذلك، فقد بعثت وزارة خارجية ذلك البلد رسالة احتجاج عبر القنوات الدبلوماسية إلى المغرب، تعتبر أن ما ورد في افتتاحيات بوعشرين مسيء للدولة ولنظام الحكم فيها".
وشددت على أن الفترة الفاصلة بين توصل الدبلوماسية المغربية برسالة الاحتجاج السعودية، واعتقال بوعشرين بتهم (خيالية) مثل الاتجار في البشر، كانت قصيرة جدا".
ولم تستبعد الجريدة ومصادرها أن "تكون الضغوطات التي مورست على المغرب بخصوص افتتاحيات بوعشرين، صدرت عن أكثر من دولة واحدة في المنطقة نفسها".
وزادت إن "دولة ثانية سبق أن منعت بوعشرين من دخول أراضيها قبل أزيد من سنتين، بسبب افتتاحياته والخط التحريري لجريدة أخبار اليوم والموقع الإلكتروني اليوم 24".
رفض بيع أخبار اليوم للإمارات
في العدد ذاته، نشرت جريدة "أخبار اليوم" في عمود سمته "نقطة نظام.. علاقة بوعشرين بالإمارات"، أن علاقة توفيق بوعشرين، كانت متوترة مع الإمارات العربية المتحدة، في الفترة الأخيرة".
وتابعت أن "بوعشرين تلقى عام 2012، عرضا يقضي بدخول شريك إماراتي في رأسمال الشركة المصدرة للمجموعة الإعلامية، العرض تجسد أساسا في "إهدائه" مطبعة كاملة ومتطورة جدا، وهو ما رفضه بلباقة".
وأضافت أخبار اليوم، أنه "بعدما يئس الطرف الإماراتي من شراء جريدة أخبار اليوم والاستفادة من رصيدها من المصداقية والتأثير، وضع توفيق بوعشرين في لائحة سوداء، تضم أسماء الأشخاص الممنوعين من دخول أراضي الإمارات العربية المتحدة".
وزادت أن "هذه الخطوة تمت مباشرة بعد نشر الجريدة مضامين تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية، تضمن فقرات تقول بوجود خروقات لحقوق الإنسان داخل هذه الدولة".
ومضت تقول إن "هذا التوتر في العلاقة سوف يشتد عندما اتخذت هذه الجريدة موقفا محايدا من الحصار الذي فرضته ثلاث دول خليجية، هي كل من الإمارات والسعودية والبحرين، إلى جانب مصر على دولة قطر، وهو الحياد نفسه الذي عبر عنه الموقف الرسمي للمغرب".
وخلصت الجريدة إلى أن هذه المعطيات، إلى جانب أخرى، تؤكد وجود مؤامرة شاركت فيها أطراف مختلفة ضد توفيق بوعشرين، المتابع بتهم خيالية، من قبيل الاتجار بالبشر.
آل الشيخ يخرج الأزمة الصامتة بين المغرب والسعودية للعلن؟
مصر من أكبر مستوردي السلاح في العالم (إنفوجرافيك)
ترامب يتصل هاتفيا بوليّي عهد السعودية والإمارات.. لماذا؟