تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تهجم فيه على السفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، ونقلت القناة السابعة التابعة للمستوطنين في تقارير ترجمتها "عربي21" عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين تضامنهم مع فريدمان، وتحليلهم لدوافع عباس في هذا الخطاب الهجومي على كل الأطراف.
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إن "الفلسطينيين يعيشون صدمة أن الإدارة الأمريكية لم تعد تدللهم، كما كانت في الماضي، وباتت تطلب منهم مطالب أساسية مثل الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، ووقف دعم العمليات المسلحة، والتراجع عن تمويلها وتشجيعها".
وأضاف: هذه العلاقة الجديدة بين الولايات المتحدة والفلسطينيين جعلتهم يفقدون توازنهم، لأنهم يعيشون الدور الذي يشعر به الطفل الذي لم يعد مدللا، ولذلك فإنهم ليسوا معنيين بالحوار، ويرفضون التوصل للسلام.
نائبة وزير الخارجية تسيفي حوتوبيلي قالت إن "عباس وسع من مفردات قاموس الشتائم ضد الإدارة الأمريكية خلال هجومه على فريدمان، وهذا الأسلوب يلخص الرواية الفلسطينية كلها، فبدلا من إدانة الهجمات المسلحة، والانشغال ببناء مستقبل الفلسطينيين، يقضي الزعماء الفلسطينيون أوقاتهم في توزيع الاتهامات، وقد بات العالم يدرك من هو سبب المشكلة في الشرق الأوسط".
وأبدت حوتوبيلي رسالة دعم لفريدمان من خلال نشر صورة لها معه على صفحتها في الفيسبوك، وكتبت تحتها "نحن خلفك"، قائلة إن "إسرائيل تبدي إعجابها بإدانة السفير للعمليات الفلسطينية ومحاربته لها".
وأضافت: فريدمان يمثل إدارة أمريكية تعرف تاريخ المنطقة جيدا، وتقوم بخطوات تاريخية بعيدة المدى، وتطلب من الفلسطينيين أن يتحملوا المسؤولية، ويكونوا أكثر فعالية بمحاربة الهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، زاعمة أن الشتائم التي استخدمها عباس في خطابه تهين الشعب الفلسطيني نفسه، ولذلك فإن هذه القيادة الفلسطينية لن تحظى بدعم دولي.
موشيه يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي السابق اتهم عباس بممارسة الكذب، استكمالا لإنكاره حصول المحرقة النازية ضد اليهود، واعتباره أن اليهودية ديانة وليست قومية، ولا يرى مكانا للدولة اليهودية، ولا يعتبر أن هناك صلات تاريخية بين القدس واليهود.
وأضاف: "كل هذه التفوهات الصادرة عن عباس تؤكد أنه لم يعد شريكا للسلام، ويكتفي بالتهجم على سفير صديقتنا الكبرى في العالم".
وقال وزير الإسكان وعضو المجلس الوزاري المصغر "يوآف غالانت" لصحيفة يديعوت أحرونوت إن "خطاب عباس يمهد طريقه للنزول عن المشهد السياسي مع سلسلة من الإخفاقات، دون تحقيق أي إنجازات، وهو يعيش حالة إحباط تدفعه لاستخدام عبارات حمقاء".
وأضاف في تصريحات ترجمتها "عربي21" أن إسرائيل مطالبة بأن تكون في حالة استعداد وجاهزية، تحسبا من أي فعل قد يقدم عليه عباس، لأنه يمر في وضع إشكالي حقيقي.
واعتبر الجنرال إيتان دانغوت المنسق السابق لأنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية لصحيفة معاريف أن "عباس يمر بحالة إحباط، لكنه ما زال يمسك بمقاليد الأمور".
وأوضح في حوار ترجمت بعض مقتطفاته "عربي21" أنه قضى عشرات الساعات في لقاءات ثنائية مع أبو مازن، ورغم أنه محبط من انهيار مشروعه السياسي، ويشعر بالانكسار الحقيقي بسبب السياسة الأمريكية، فإنه بات يشعر أنه ليس لديه ما يخسره، ولذلك شرع بمهاجمة الجميع.
وذكر المستشرق الإسرائيلي في موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة بنحاس عنبري، أن ما وصفه "خطاب الشتائم" الذي ألقاه عباس يعبر عن حالة الإحباط المتزايد في صفوف القيادة الفلسطينية من التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط عموما، وما يتعلق بالقضية الفلسطينية خصوصا.
وقال الكاتب بصحيفة مكور ريشون آساف غيبور، إن "خطاب عباس سيسهم في عزل السلطة الفلسطينية، لأنه أطلق النار على جميع الأطراف، لكن اللافت أنه يهاجم الإدارة الأمريكية رغم علمه أنه لا بديل عنها في العملية السياسية في الشرق الأوسط".
وأضاف في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن عباس ليس لديه خطة بديلة للتوجه الأمريكي، والأوروبيون لا يحركون ساكنا تجاه المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والدول العربية آخذة بالابتعاد عن القضية الفلسطينية، وكل ذلك يتزامن مع خطاب عباس الذي سيحشر السلطة في زاوية العزلة السياسية.
جولات القادة في أفريقيا.. صراع ناعم على الثروات (إنفوغراف)
هكذا تسعى إسرائيل لبث سمها في عسل كأس العالم
ما الخيارات الفلسطينية لمواجهة إغلاق "فيسبوك" لصفحاتهم؟