أعلن النظام السوري توصله إلى اتفاق مع "فيلق الرحمن"، الفصيل المعارض المسلح، الذي كان ينتشر على مساحة كبيرة من الغوطة الشرقية (جنوبها)، قبل تمكن النظام من السيطرة على غالب المنطقة المحاصرة.
ويأتي هذا الاتفاق بعد ست سنوات صمدت خلالها المعارضة في معقلها الأساسي قرب دمشق، إلا أنها تتعرض اليوم لنكسة في الغوطة الشرقية، مع استكمال خروج مقاتلين من مدينة حرستا، واتفاق ثان لإجلاء آخرين من بلداتها الجنوبية.
ووفقا للتلفزيون الرسمي السوري، فإن الاتفاق تم التوصل له اليوم الجمعة، على أن يبدأ تنفيذه صباح السبت، ويقضي بإخراج مقاتلين مع عائلاتهم من عدد من البلدات والأحياء.
من جهته، أكد "فيلق الرحمن" الاتفاق مع النظام السوري، الذي يقضي بخروج المقاتلين مع عائلاتهم من الغوطة الشرقية.
وقبل التوصل إلى الاتفاق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 70 شخصا في القصف على بلدات جنوب الغوطة.
وبين هؤلاء 37 مدنيا قتلوا في غارات روسية على بلدة عربين.
وقال المرصد إن "القصف الروسي بالغارات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقا أو اختناقا"، مشيرا إلى أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من انتشالهم سوى في وقت لاحق خلال الليل وفجر الجمعة.
واستهدف القصف بـ"القنابل الحارقة" مناطق عدة في الغوطة خلال الليل، تضمنت أيضا مدينة دوما.
ونفى الجيش الروسي إلقاء قنابل حارقة في الغوطة الشرقية، زاعما أن طائراته "لا تشن ضربات على الأحياء السكنية" فيها.
خروج الدفعة الثانية من حرستا
في سياق متصل، استكمل منذ صباح الجمعة خروج الدفعة الثانية من مقاتلي حركة أحرار الشام ومدنيين من مدينة حرستا غرب الغوطة.
وبعد اتفاقي حرستا والجنوب، لا يزال مصير مدينة دوما شمالا التي يسيطر عليها "جيش الإسلام"، الفصيل الأقوى في الغوطة، غير معروف مع استمرار المفاوضات فيها مع الجانب الروسي.
وفي منطقة تماس عند أطراف حرستا، تجمعت منذ صباح الجمعة أكثر من 30 حافلة محملة بمئات المقاتلين والمدنيين، ولا تزال تنتظر اكتمال القافلة قبل أن تنطلق باتجاه إدلب في شمال غرب البلاد، وفق وكالة "فرانس برس".
اقرأ أيضا: نظام الأسد يواصل قصف الغوطة وأحرار الشام تغادرها لإدلب
من جهته، قال رئيس المجلس المحلي في حرستا، حسام البيروتي، إن "مشهد الناس مبك فعلا، خرجوا من تحت الركام، خرجوا من أقبية دفنوا فيها دون أكل أو خدمات، خرجوا للحياة من جديد، رغم شعورهم بالخذلان من المجتمع الدولي".
وخرجت، الخميس، دفعة أولى تضم 1580 شخصا، بينهم 413 مقاتلا، من مدينة حرستا، ووصلت بعد رحلة استغرقت ساعات طويلة إلى محافظة إدلب.
وبعدما كان كرر مرارا رفضه الإجلاء، أعلن فصيل فيلق الرحمن، الخميس، وقفا لإطلاق النار في مناطق سيطرته؛ لإفساح المجال أمام "مفاوضات نهائية"، للتوصل إلى حل ينهي "المعاناة".
مصير دوما
وفي دوما أيضا، تجري حاليا مفاوضات بين روسيا ومسؤولين في مدينة دوما، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات، التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.
وقد تؤدي المفاوضات في دوما إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة "مصالحة" بعودة مؤسسات الدولة إليها وبقاء مقاتلي "جيش الإسلام" من دون دخول قوات النظام.
اقرأ أيضا: اتفاق لخروج مقاتلين من الغوطة لإدلب وأوضاع مأساوية للنازحين
وتتواصل منذ أيام عدة حركة نزوح جماعي من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالا، أحد المعابر الثلاثة التي حددتها قوات النظام للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.
يشار إلى أن حصيلة القتلى في الغوطة الشرقية ارتفعت إلى 1630 مدنيا، بينهم أكثر من 320 طفلا، خلال شهر.
جيش النظام يمهل مقاتلي المعارضة بحرستا ساعات للمغادرة
نزوج جماعي بالغوطة والنظام يتقدم ميدانيا وينفذ غارات عنيفة
بدء إجلاء حالات حرجة من الغوطة.. واستمرار تقدم النظام وغاراته