ما زالت الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد أمريكي رفيع إلى مدينة
منبج بريف حلب الشرقي، يحيطها الكثير من الغموض، في الوقت الذي تتواصل فيه التصريحات التركية حول ضرورة أن تخرج واشنطن وحدات الحماية الكردية من المدينة وتسليمها لأصحابها الحقيقيين.
وكان وفد من وزارة الخارجية الأمريكية برفقة المستشار ويليام روبوك، زار قبل أيام الإدارة المدنية التابعة لوحدات الحماية الكردية في مدينة منبج وريفها، واستقبلتهم الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي ممثلة بزينب قنبر وإبراهيم القفطان. وناقش الطرفان أوضاع المدينة الأمنية، ثم قاموا بجولة في أسواق منبج.
ويرى الأمين العام لحزب التضامن السوري، الدكتور عماد الدين الخطيب، أن زيارة الوفد الأمريكي لم تأت من فراغ وذلك بعد الإصرار التركي على التوجه عسكريا باتجاه مدينة منبج لإخراج قوات "
قسد".
وقال لـ"
عربي21"، إن
تركيا لن تتخلى عن موقفها، لأن غض الطرف عما يحاك على حدودها الجنوبية مع
سوريا سوف ينعكس على وضعها الداخلي ووحدة أراضيها.
ويعتقد الخطيب بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تضحي بثاني قوة حليفة لها في حلف الناتو إرضاء للأكراد في شمال سوريا الذين تحاول استغلالهم لمصالحها وسوف تخذلهم في لحظة ما، كما فعلت مع إقليم كردستان العراق بعد إجراء استفتاء الاستقلال .
وأكد على أن زيارة الوفد الأمريكي هي أولا للوقوف على حقيقة منبج ديمغرافيا وبالتالي تهيئة الأوضاع مع قوات سوريا الديمقراطية للانسحاب باتجاه غرب الفرات منعا للصدام مع القوات التركية .
بدوره يعتقد المسؤول العام لـ"الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة"، نواف الركاد، أن "زيارة الوفد الأمريكي جاءت على وقع احتدام الخلاف التركي-الأمريكي بسبب تداعيات معركة الرقة، ما أدّى إلى تفاقم التوتر السياسي بين الطرفين"، لافتا إلى أن "قرار مجلس الأمن القومي التركي جاء حاسما بشأن تنظيف الشمال السوري من بؤر تنظيم الـ (بي كا كا) الفرع السوري".
وأشار في حديث لـ"
عربي21" إلى أنه بعد انتصار عمليات غصن الزيتون في عفرين تتجه الأنظار الآن إلى منبج التي تحظى بحماية أمريكية إلى فترة قريبة.
وقال الركاد، إن "النقاشات ليست سهلة بين الجانبين الأمريكي والتركي، خاصة بعد إقالة تيلرسون وتعيين بومبيو، وبالتالي فربما تسير الأمور بشكل أبطأ، لكن المسؤولين الأتراك أكدوا دائما أنهم انتزعوا قرار تحطيم عظام الـ(بي كا كا) من الولايات المتحدة الأمريكية".
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد صرح، الأحد، بأن على واشنطن أن تتسلم السيطرة في منبج من وحدات الحماية الكردية، مؤكدا أنه في حال عدم تسليم المدينة إلى أصحابها الحقيقيين وإخراج التنظيم منها فستضطر تركيا لتحقيق ذلك.