نشرت صحيفة
"البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن
الانتخابات الرئاسية
المصرية، حيث يقبل المصريون على صناديق الاقتراع بلا مبالاة؛ للتأكيد على وجود
السيسي
في السلطة.
وقالت
الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المصريين وخلال السنوات السبع الماضية، عمدوا إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في العديد
من المناسبات، خاصة بعد الثورة وسقوط الحكم الاستبدادي. في المقابل، يشعر الشعب
المصري اليوم بخيبة أمل في ظل السباق الانتخابي الحالي.
وبينت
الصحيفة أنه بعد تنظيم مصر لستة انتخابات، يواجه المصريون اليوم استفتاء ماراثونيا؛ للتأكيد على سلطة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش، الذي نجح في الإطاحة بأول
رئيس مدني في تاريخ دولة الفراعنة الحديث، محمد مرسي، الذي يعيش بين جدران السجن
منذ سنة 2013.
ونقلت
الصحيفة إفادة المواطن المصري، محمد عبد الكريم حسن، وهو مصور حفلات زفاف متقاعد،
أثناء جلوسه على باب مدرسة عابدين، حيث تتم العملية الانتخابية، الذي قال:
"لم أصوت في الانتخابات منذ عهد جمال عبد الناصر". وقد استرجع هذا
الشيخ، البالغ من العمر 77 سنة، ذكرى رجل الجيش العربي الذي وضع نهاية للنظام
الملكي في سنة 1952، على أرض الفراعنة، وأعاد الكبرياء والشعور بالوطنية للمصريين.
وفي هذا السياق، اعترف الشيخ محمد، رافعا أصبعه الذي شابه اللون البنفسجي، قائلا:
"لقد صوتت لصالح الاستقرار، مثلما فعلت منذ سنوات".
وبينت
الصحيفة أنه لم يقبل على هذه الانتخابات في يومها الأول سوى بعض الرجال الطاعنين
في السن، الذين كانوا يتوافدون على صناديق الاقتراع من حين إلى آخر. في المقابل،
كانت نسبة إقبال الشباب على الانتخابات ضئيلة، حيث لم تنجح الحملة الانتخابية في
استقطاب سوى 11 بالمئة من الناخبين، أي ما يعادل 740 شخصا من بين 6558 شخصا مسجلين ضمن الانتخابات.
والجدير
بالذكر أن الناخبين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع إلا في حدود الساعة الخامسة
بعد الظهر، أي قبل أربع ساعات فقط من نهاية اليوم الأول من التصويت. من جهته، أعرب
أحد المشرفين على قاعات الاقتراع عن أمله في إقبال المزيد من المواطنين للتصويت
بعد انتهاء الدوام.
وأبرزت
الصحيفة أن إقبال موسى مصطفى موسى، المرشح البديل الوحيد للسيسي، على صناديق
الاقتراع لممارسة حقه في التصويت أثار نوعا من الحركية في مركز التصويت. ومن المثير للاهتمام أن شوارع العاصمة تحولت
إلى نموذج كوري شمالي، حيث يقدس رجال الأعمال وجميع الهيئات شخصية السيسي عن طريق
الملصقات والمنشورات، التي أثارت اشمئزاز الكثيرين.
وأضافت
الصحيفة أن الحياة في القاهرة، المدينة التي تضم حوالي خُمس سكان مصر، تسير وفقا
لوتيرتها الطبيعية، دون أي اكتراث بالعملية الانتخابية. في الأثناء، يمكن فقط
مشاهدة مجموعة صغيرة من أنصار الرئيس السيسي، حاملين الأعلام الوطنية في ميدان
التحرير، الذي كان مسرحا للثورة المصرية، ورمزا لها، فضلا عن أنه المكان الأكثر
زيارة من قبل الصحافة الدولية.
وأفادت
الصحيفة بأنه على الرغم من أن أول أيام الانتخابات لم يشهد تدفقا كبيرا من قبل
المواطنين على صناديق الاقتراع، إلا أن الكثيرين يتوقعون أن يكرر السيسي تجسيد
سيناريو 97 بالمئة من الأصوات، الذي جعله
يحتل المرتبة الأولى خلال الانتخابات الفارطة. في الأثناء، يترقب الجميع ما إذا كان معدل
المشاركة في هذه الانتخابات سيتجاوز نسبة 45 بالمئة.
من
جهته، أدلى السيسي بصوته صباح أمس في مدرسة حي هليوبوليس بالقرب من القصر
الرئاسي. وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن نسبة المشاركة كانت عالية نسبيا في
القاهرة والإسكندرية وأسوان وسيناء أيضا، دون تقديم أي بيانات رسمية. في المقابل،
دعت بعض المنظمات والجماعات المعارضة إلى مقاطعة ما وصفوها "بالمهزلة
الانتخابية".
وفي
الختام، تناولت الصحيفة تجربة الشاب المصري مجدي، البالغ من العمر 18 سنة، الذي
أدلى بصوته لأول مرة في الانتخابات. وأكد
هذا الشاب، الذي يحلم بأن يلتحق بجامعة العلوم السياسية في القاهرة، أنه يريد أن
يمارس حقه. وقد اعترف بشكل صريح، قائلا:
"أتفهم تماما أولئك الذين لم يأتوا إلى مراكز الاقتراع. لا يرغب الكثير من
أصدقائي في المشاركة في التصويت؛ لأنهم يشكون في مصداقيته".