ارتفعت وتيرة التصعيد الكلامي بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي تدعو لانفصال الصحراء، وسط حديث عن تعزيزات دفعت بها الرباط، إلى مناطق الصحراء، تحسبا لأي تطور في المنطقة، ردا على مناورات عسكرية قامت بها الجبهة.
وتسارعت الأحداث بعد قيام وحدات تابعة للبوليساريو بمناروات عسكرية يومي الأربعاء والخميس في منطقة "المحبس" في إقليم/محافظة "آسا الزاك" الخاضعة لسلطة الدولة المغربية.
المغرب يحرك جيشه
وكشفت مصادر متطابقة، أن المغرب عمد خلال الساعات الماضية إلى تعزيز حضوره العسكري في المناطق الجنوبية، بالموازاة مع تصريحات الحكومة تحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها.
وحسب ذات المصادر فعلى مدى اليومين الماضيين، شوهدت شاحنات تابعة للقوات المسلحة الملكية تصل إلى مدينة العيون الجنوبية، محملة بالعتاد العسكري، وسط تعزيز لحضور الجنود المغاربة في المناطق الجنوبية.
وأفاد مصدر مطلع، أن آليات عسكرية مغربية شوهدت وهي تتحرك خلال الأيام الأخيرة باتجاه المناطق العازلة من أجل وضع حد لاستفزازات جبهة البوليساريو الأخيرة، والتي بلغت حد انتهاك الجدار الأمني العازل بواسطة جنود مسلحين وآليات عسكرية واقامة خيام بالقرب منه.
اقرأ أيضا: تحركات الاتحاد الأفريقي.. تدفع برلمان المغرب لاجتماع طارئ
من جهته، تابعت موقع "كود" الإلكتروني أن الجنرال دوكردارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، عبد الفتاح الوراق، شرع السبت في عقد سلسلة من الاجتماعات العسكرية والتفتيشية بالقيادة العسكرية الجنوبية.
وأفاد الموقع نقلا عن مصادره، أن هذه الاجتماعات أثمرت اتخاذ قرار رفع التأهب للدرجة القصوى بكل القطاعات وشبه القطاعات العسكرية، وكذا إلغاء العطل بالنسبة لكافة الجنود والضباط وضباط الصف بكل المناطق العسكرية الجنوبية.
وتابع أن الجنرال دوكردارمي عبد الفتاح الوراق أعطى تعليماته بإرسال المعدات العسكرية من المخازن المركزية إلى النقاط العسكرية ونقاط التماس.
وافق هذه الإجراءات، توضح المصادر نفسها، نشر عدة مقاتلات في الملحقات الجوية استعدادا لأي طارئ.
وكان مسلحون تابعون لجبهة البوليساريو الانفصالية قاموا، الخميس الماضي، بمناورة عسكرية، في المنطقة العازلة بالصحراء، على بعد كيلومتر واحد شرق الجدار الأمني، في بلدة المحبس، التي تعتبر منطقة مغربية تابعة لإقليم أسا الزاك.
الجبهة تتوعد بالرد
لم تقف جبهة البوليساريو، الداعية إلى انفصال الصحراء عن المغرب، مكتوفة اليدين تجاه الردود المغربية، حيث اتهمت الجبهة المغرب بمحاولة "التنصل من عملية السلام".
وقال عضو الأمانة الوطنية، المنسق مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، المينورسو، محمد خداد: إ"ن قوة الواقع الصحراوي وصلابة الموقف الأفريقي وقرارات المحكمة الأوربية وتوجهات الأمين العام للأمم المتحدة وجدية المبعوث الشخصي في تطبيق قرارات الأمم المتحدة والدفع نحو الحل المحدد بوضوح في قرارات مجلس الأمن 2353 المؤكدة على حق الشعب الصحراوي في تصفية الاستعمار وتقرير المصير، حاصرت المغرب ودفعته للتملص من التزاماته".
وتابع وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للبوليساريو، أن هدف هذه الحملة "الأساسي تحويل أنظار الرأي الداخلي المغربي عن سلسلة الهزائم المتتالية التي يتلقاها تباعا بسبب احتلاله الصحراء".
وأفاد خداد أن جبهة البوليساريو وبقدر ما هي ملتزمة بالاتفاق العسكري رقم1 وكافة الاتفاقيات العسكرية التي تحكم وقف إطلاق النار، وبقدر دعمها الجاد لمجهودات الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي؛ من أجل التوصل إلى حل سلمي عادل ودائم يدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".
وشدد على أن الجبهة "في منتهى الجاهزية والاستعداد والصرامة للرد وبقوة على أي تحرك مغربي يحاول المساس بالأراضي المحررة أو تغيير الأمر الواقع".
سياسيا
سارعت عدد من الأحزاب السياسية المغربية إلى دعوة قياداتها لاجتماعات عاجلة، لمدارسة التطورات التي يمر منها ملف الصحراء.
وعقد حزب التقدم والاشتراكية اجتماعا لمكتبه السياسي بعد ظهر الإثنين 2 نيسان/ أبريل الجاري.
ومن المقرر أن تعقد الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اجتماعا مساء الإثنين، وضع على رأس جدول أعماله تباحث مستجدات القضية الوطنية، وأعلن أن الكلمة الافتتاحية للاجتماع التي سيلقيها الأمين العام سعد الدين العثماني، ستنقل مباشرة على صفحات الحزب بشبكات التواصل الاجتماعي.
ودعا حزب الأصالة والمعاصرة، أعضاء مكتبه السياسي، من أجل الحضور لاجتماع عاجل يوم الثلاثاء، لتباحث مستجدات القضية الوطنية.
اقرأ أيضا: المغرب محذرا: سنتعامل بحزم مع الاستفزازات بالمنطقة العازلة
التصعيد الجديد الذي تعرفه المنطقة، كان بسبب قيام مسلحي جبهة البوليساريو بمناورة عسكرية، في المنطقة العازلة بالصحراء، على بعد كيلومتر واحد شرق الجدار الأمني المغربي، في بلدة "المحبس"، التي تعتبر منطقة مغربية تابعة لمحافظة أسا الزاك بالجنوب الشرقي للبلاد.
وقالت المصادر المغربية، إن أربع سيارات عسكرية دخلت منطقة المحبس على دفعتين، بين الساعة السادسة والسابعة من مساء الخميس 30 آذار/ مارس، وتوقفت على بعد كيلومتر واحد من الجدار الأمني، حيث نزل منها تسعة مسلحين ونصبوا خياما عدة.
المغرب محذرا: سنتعامل بحزم مع الاستفزازات بالمنطقة العازلة
تحركات الاتحاد الأفريقي.. تدفع برلمان المغرب لاجتماع طارئ
مجلس الأمن يؤيد إعادة إطلاق المفاوضات حول الصحراء الغربية