مع بداية الولاية الثانية للسيسي، وعلى طريقة تضخيم اكتشاف حقل "ظهر" للغاز بالبحر المتوسط؛ أعلن نائب برلماني أن هناك كميات (هائلة) من البترول والغاز الطبيعي بالمنطقة الساحلية من سفاجا وحتى برانيس بالبحر الأحمر، كشفت عنها سفينة أبحاث صينية.
النائب حمادة غلاب، وكيل لجنة الطاقة بالبرلمان، كان أكد في تصريحات صحفية، الأحد، أن التقارير النهائية عن الكشف الجديد سيتم الإعلان عنها خلال 3 أشهر، مشيرا إلى أن عمليات البحث عن الغاز والبترول بالبحر الأحمر هي إحدى نتائج اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، المثيرة للجدل.
وقال إنه لم يكن باستطاعة مصر التنقيب والبحث عن البترول والغاز الطبيعي بمياه البحر الأحمر، قبل اتفاقية ترسيم الحدود، ومن ثم أصبح لمصر الحرية الكاملة والقانونية لإجراء بحث (سيزمي)، بكل المناطق الاقتصادية داخل حدود المياه بالبحر الأحمر، وإن مصر بدأت تجنى ثمار الاتفاقية مع السعودية.
الإعلان أثار التكهنات حول كونه جاء لطمأنة المصريين مع بداية الفترة الثانية لقائد الانقلاب عبدالفتاح لسيسي، وتقليل مخاوفهم مما يثار حول رفع أسعار الوقود مجددا ورفع الدعم بشكل نهائي عن الطاقة، كما أن ربط النائب بين الكشف البترولي وبين اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية أثار تعجب بعض المحللين والمتابعين.
كذبة أبريل
البرلماني السابق عاطف عوض، أكد أنه "إعلان سخيف يمكن وضعه في خانة التخدير والتهدئة والتبشير بطول الأمد"، موضحا بقوله: "فما أكثر الإعلانات عن اكتشافات حقول بترول وغاز لم يصدق منها شيء حتى الآن".
وقال لـ"عربي21"، إنه "لا معنى ولا تفسير ولا علاقة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية باكتشاف بترول أو غاز"، مضيفا: "وإن كنت أتمنى صحة الخبر، لكن صياغته تنم عن أن الأمر لا يعدو سوي (كذبة أبريل)".
عوض، أحد مؤسسي حزب الوسط المعارض، أكد أن "التنازل عن جزيرتي (تيران وصنافير) تم وانتهى أثره، ولا يوجد ثمة ضغط سياسي من أي نوع -رغم الرفض الشعبي- لكي يبحثوا عن غطاء أو إلهاء"، موضحا أنها "اجتهادات فردية ممن يظنون أنهم يستطيعون التقرب من النظام بالأكاذيب والمخدرات حتى من دون طلب من النظام"، مشيرا إلى أن "هؤلاء أخطر على النظام من معارضيه؛ فهم يساهمون في تشويه صورته".
قشة الغريق
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي أسامة الألفي، أن "الغاز وجوده معروف منذ زمن، ولا علاقة له باتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية"، موضحا أن "هناك تقسيما دوليا معتمدا يحدد الحدود البحرية لدول العالم".
مساعد رئيس تحرير "الأهرام" الأسبق قال لـ"عربي21"، إنه "بالنسبة لرفع سعر الوقود (متوقع منتصف العام) فهذا أيضا لا علاقة له بالكشف المعلن عنه؛ لأن رفع سعر الطاقة يأتي بناء على اتفاق موقع مع البنك الدولي".
ويعتقد الألفي أن "الحديث عن أن اكتشاف الغاز تم بسبب ترسيم الحدود مع السعودية لا يجعل الشعب المصري ينسى أرضه، بخاصة أن هناك 1000 كم من سيناء خصصت لمشروع مشترك مع السعودية (نيوم)، وسيكون لهذه المساحة قوانينها الخاصة، ولا تنطبق عليها قوانين البلاد إلا في حالات جرائم قتل أو سرقة".
وحول اعتبار الإعلان رسالة لمن اختار السيسي رئيسا للمرة الثانية أنه لم يخطئ باختياره، أشار الكاتب المصري إلى أن السيسي "ليس بحاجة لهذا"، مضيفا: "وأعتقد أن الإعلان يهدف للتخفيف من الاحتقان الشعبي بسبب الغلاء بمنح الشعب أملا، والغريق يتمسك بقشة".
اقرأ أيضا: خسارة مصر من صفقات الغاز مع BP تقدر بـ 32 مليار دولار
إلهاء عما سيحدث
وفي تحليله، قال المنسق العام للتجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، محمد سعد خيرالله، إن السيسي "كما استهل فترته الرئاسية الأولى بالاستباق والإعلان عن جهاز الكمبوليت كيور (جهاز الكفتة)، يسير على المنوال ذاته، ويبدأ فترته الثانية بكذبة أخرى".
خيرالله، أضاف لـ"عربي21": "يبدو بأن هذا طقس محبب ونهج أصبح تفاؤلي للسيسي، لكنه بالطبع كارثي كالعادة على المصريين"، موضحا أن "كل ما يخص الإعلان عن الاكتشافات عبارة عن أكاذيب تتلوها أكاذيب".
وحول استغلال الكشف للتغطية على رفع سعر الوقود، قال إن "الجميع يعلم بأن النظام بذل المستحيل كي يتم تأجيل تطبيق الشريحة القادمة التي تم الاتفاق عليها وصندوق النقد الدولي، وكان له ما أراد بتدخلات خليجية وأمريكية"، متوقعا أن تشهد "الشهور القادمة موجة غلاء داهمة على الشعب برفع الشرائح، حسب نص الاتفاق".
ودعا السياسي المصري الجميع لرصد كل الأكاذيب التي ستخرج للمداراة حول هذا الموضوع، معربا عن أمله بأن يكون المجتمع "أطعم" ضد الأكاذيب والأوراق المخلوطة، مؤكدا أن "(اللادولة) التي أوصلنا إليها السيسي أصبحت تدار بمبدأ (داري على كوارث، والدنيا هتمشي) و(حدث ينسي حدثا) و(مسلسلات بص العصفورة) التي لا تنتهي للإلهاء عن ما يحدث من سقوط سيتزايد مستقبلا".
وعن ربط الكشف البترولي باتفاقية السعودية للتغطية على التنازل عن (تيران وصنافير) قال خيرالله، إن "النظام يعتبر بأنه ملف طاله النسيان، وبالتالي موضوع الغاز مختلف، فهو للتغطية على ما هو قادم من تفريط خاص لمشروع (نيوم) وليس (تيران وصنافير)"، مشيرا إلى أن "الإلهاء والوعود بالخير تكون للتغطية على ما سيتم وليس ما تم".
تخدير
وفي تعليقه، أكد الكاتب والباحث السياسي، جمال المنشاوي، أن الهدف من ذلك الإعلان هو "تخدير الشعب"، مشيرا في حديثه لـ"عربي21"، إلى استغلال ذلك الكشف للترويج للسيسي، وقال "إنهم سينسبون نزول المطر، وطرح الشجر للعبقرية الموجودة".
اقرأ أيضا: بكم اشترت مصر غاز إسرائيل.. وما حقيقة تحولها لمركز للطاقة؟
صحيفة إسبانية: شعبية السيسي دخلت مرحلة الاحتضار
انتخابات الرئاسة بمصر.. حضور لكبار السن وغياب للشباب (شاهد)
"السيلفي والفسفوري".. طريق الحصول على رشاوى الانتخابات بمصر