ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن مليارديرا قام بتمويل حملة دونالد ترامب، ودعم ستيفن بانون، وأحد المساهمين الكبار في شركة "كامبريدج أنالتيكا"، تبرع بمليوني دولار لمنظمة سرية استهدفت الولايات المتأرجحة برسائل معادية للمسلمين أثناء حملة انتخابات عام 2016، وضعت على "فيسبوك" و"غوغل"، بحسب تحقيقات جماعة رقابية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن روبرت ميرسر، الذي يقال إنه تبرع منذ عام 2010 بحوالي 36.6 مليون دولار للمرشحين الجمهوريين، قدم المبلغ إلى المجموعة التي تطلق على نفسها "سيكيور أمريكا ناو/ احموا أمريكا الآن".
وتكشف الصحيفة عن أن من بين الدعايات التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، التي قرأها الناخبون في الولايات المتأرجحة، التي تضم نيفادا ونورث كارولينا، فيلم أظهر فرنسا وألمانيا بلدبن تحت حكم الشريعة الإسلامية، وأظهر كيف أصبح تلاميذ المدارس يتدربون للقتال من أجل تنظيم الدولة، فيما تمت تغطية صور الموناليزا لدافنشي بالبرقع، وأظهر صورا لبرج إيفل في باريس وكان الهلال الإسلامي معلقا عليه.
وينقل التقرير عن راوي فيلم الفيديو، قوله: "في ظل نظام الشريعة فإنه يمكنك الحصول على كل شيء في الدولة الإسلامية متوفر فيها طالما اتبعت القوانين".
وتلفت الصحيفة إلى أن موقع "بلومبيرغ" كشف في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2017، عن أن موظفين في كل من "غوغل" و"فيسبوك" عملوا مع "سيكيور أمريكا ناو"، التي أنفقت ملايين من الدولارات على دعايات انتخابية.
ويورد التقرير نقلا عن المنظمة الرقابية "أوبن سيكريتس"، قولها إن ميرسير كان المتبرع المهم لمنظمة "سيكيور أمريكا ناو"، حيث نشرت المجموعة السجل الضريبي لعام 2016، وكشف عن أن ميرسر، الشخصية التي تحب العزلة، والبالغ من العمر 71 عاما، هو الذي موّل المجموعة بمليوني دولار.
وتنقل الصحيفة عن مجموعة "أوبن سيكريتس"، قولها: "لم يسمع معظم الأمريكيين أن المنظمة اليمينية المحافظة وغير الربحية قامت بحملة دعايات، وليس لديها موظفون أو متطوعون، وتدير عملها من مكتب في واشنطن دي سي"، وأضافت: "الأهم من هذا، لم يشاهد معظم الناخبين الأمريكيين الحملة الدعائية؛ لأنها عملت يدا بيد مع (غوغل) و(فيسبوك)، وكانت مصممة لاستهداف الناخبين في الولايات المتأرجحة، الذين يتوقع استقبالهم دعايات كهذه".
وبحسب التقرير، فإن موقع "بلومبيرغ" كشف عن أن الدعايات صممتها شركة "ميديا هاريس"، التي تعمل في مجال الدعاية الإلكترونية من مقرها في أوستن- تكساس، وزعم أن المواد التي احتوت عليها أشرطة الفيديو جعلت بعض العاملين فيها غير مرتاحين، حيث "تم تصميمها لزرع الخوف في قلوب الناس"، بحسب أحد الموظفين في الشركة.
وتنوه الصحيفة إلى أن منظمة "سيكيور أمريكا ناو" ظهرت للعلن في عام 2011؛ لمعارضة إنشاء مركز اجتماعي ومسجد في نيويورك، قريبا من مكان هجمات 9/11، ومدير المجموعة هو ألن روث، المستشار السياسي الطويل لرونالد لاودر، الوريث لثروة إيستي لاودر، التي كانت داعمة للقضايا المؤيدة لإسرائيل.
ويفيد التقرير بأن موقع المجموعة يشير إلى أنها "ولدت من القاعدة الشعبية، ونضجت على الإنترنت، ونحن جيش ديمقراطي جمهوري مستقل محافظ وليبرالي على مستوى الأمة، ونشترك في القلق ذاته حول الأمن والحرية، ونعرف الرهانات، ولن نتراجع"، مشيرا إلى أن المجموعة شجبت الطريقة التي عالجت فيها إدارة باراك أوباما الهجوم على القنصلية في ليبيا عام 2012، وأنتجت، بالإضافة إلى الدعايات المعادية للمسلمين، موقعا ساخرا من هيلاري كلينتون.
وتقول الصحيفة إن ميرسر و"فيسبوك" و"هاريس ميديا" و"سيكيور أمريكا ناو" لم يردوا على أسئلة الصحيفة، فيما ورد في رد "غوغل" قولها: "لدينا سياسة متشددة تغطي ما يمكن السماح به للإعلان على (غوغل)، ونقوم بمتابعة الانظمة بشدة".
ويذكر التقرير أن اسم ميرسر ظهر في العناوين الإخبارية؛ بسبب علاقته مع "كامبريدج أنالتيكا"، التي استخدمت حسابات مستخدمي "فيسبوك"؛ لتوجيه حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأثرت على مواقف الناخبين في أمريكا عام 2016.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن ميرسر يملك هو وابنته ريبيكا ميرسر حصة كبيرة من موقع اليمين المتطرف الإخباري "بريتبارت نيوز"، ودعما ستيفن بانون، الذي عمل مديرا للموقع حتى اختلافه مع الرئيس دونالد ترامب.
واشنطن بوست: هكذا أدت "كامبريدج أنالتيكا" مهمتها بأمريكا
شركة أمريكية تبيع ملايين المعلومات من فيسبوك لحملة ترامب
الشركة التي ساعدت ترامب على الفوز تستخدم الرشاوي والجنس