تجمع العشرات من أفراد عائلات الإسلاميين المعتقلين في بيروت الجمعة، للمطالبة بإطلاق سراح أقاربهم كجزء من عفو عام قبيل أول انتخابات برلمانية يشهدها لبنان
منذ نحو عقد.
ولطالما تحرك ناشطون للدفاع عن حقوق المعتقلين المتهمين بالارتباط بمجموعات
إسلامية "متشددة"، حيث قضى العديد منهم سنوات في السجن دون تحديد موعد لمحاكمتهم.
وكثف أقاربهم من تحركاتهم الداعية لإطلاق سراحهم، فيما قال وزير الداخلية
نهاد المشنوق الشهر الماضي، إنه تم تحضير مشروع قانون لإصدار عفو عام بحقهم.
واحتشد نساء وأطفال ورجال خارج مسجد محمد الأمين لدى انتهاء صلاة الجمعة.
وقدم عدد منهم من طرابلس، ثاني كبرى مدن لبنان التي يشكل المسلمون السنة
غالبية سكانها، حيث رفعوا لافتات تدعو إلى العفو عن أقاربهم الموقوفين.
وقالت المتظاهرة إيمان القرّ: "يريدون أن يعفوا عن تجار المخدرات.
أولادنا ليسوا إرهابيين".
من جهته، أكد رئيس هيئة علماء المسلمين في طرابلس الشيخ سالم الرافعي، أنه حث رئيس الوزراء سعد الحريري على "إنجاز العفو العام الشامل قبل الانتخابات
النيابية".
وأشار إلى وجود أكثر من 1300 معتقل إسلامي في لبنان، حيث لم تتهم إلا
حفنة منهم بالقتل.
ودعت متظاهرة أخرى إلى احترام جميع حقوق المعتقلين القانونية بغض النظر
عن انتمائهم السياسي.
وقالت: "على الدولة احترام حقوق المواطنين مهما كانت ارتباطاتهم
السياسية والدينية والطائفية".
ويستعد لبنان لأول انتخابات عامة منذ العام 2009 في أيار/مايو، بعدما
مدد المجلس الحالي ولايته لثلاث مرات خلال السنوات الماضية.
وتأتي التظاهرة في وقت أعلن المجتمع الدولي الجمعة في ختام مؤتمر عقد
في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني تقديم أكثر من 11 مليار دولار بين قروض وهبات، لتعزيز
اقتصاده واستقراره المهدّد جراء الأزمات الإقليمية.
وهزت مواجهات دامية مرتبطة بتحرك الإسلاميين طرابلس على مدى السنوات
الأخيرة، نسبت جزئيا إلى النزاع في سوريا المجاورة.
وفي 2011، اندلعت اشتباكات دامية في طرابلس بين أنصار المعارضة السورية
السنة وعلويين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد.
وفي 2007، حارب الجيش اللبناني الإسلاميين في مخيم نهر البارد للاجئين
الفلسطينيين شمال طرابلس، في معركة أسفرت عن مقتل العشرات.
اقرأ أيضا: السجناء الإسلاميون في لبنان يواصلون إضرابهم .. لماذا؟
احتجاجات بكاليفورنيا ضد قتل الشرطة لشاب أسود (فيديو)