أعلن الجيش المصري، اليوم الأحد، مقتل 4 مسلحين، على الأقل وتوقيف 252 شخصا ، في اليوم التاسع والخمسين للعملية العسكرية الشاملة بأنحاء البلاد.
جاء ذلك في بيان عسكري (رقم 18) متلفز، تضمن نتائج مبدئية لخطة "المجابهة الشاملة"، التي انطلقت في 9 فبراير/ شباط الماضي تحت عنوان "سيناء 2018"، وتستهدف مواجهة مسلحين بسيناء ودلتا مصر والظهير الصحراوي غربي وادي النيل، دون تحديد مدة العملية.
وأعلن البيان الذي نقله المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، أن العمليات أسفرت خلال الأيام الماضية عن نتائج منها "قيام القوات الجوية باستهداف وتدمير وكرين للعناصر الإرهابية أسفر عن مقتل عدد من التكفيريين (لم يحدد)" .
وأوضح أنه تم " القضاء على 3 عناصر تكفيرية شديدي الخطورة والقبض على فردين آخرين وسط سيناء"، بخلاف "القضاء على عنصر تكفيري شمال سيناء"، دون تفاصيل أكثر.
وأشار إلى القبض على 250 فرداً من العناصر الإجرامية و المطلوبين جنائياً والمشتبه بهم، لافتا إلى أنه جارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
واستنادًا إلى البيانات العسكرية السابقة، يرتفع عدد القتلى إلى 167 مسلحا على الأقل، بخلاف 24 عسكريًا وعدد الموقوفين إلى 3942 شخصا، تم الإفراج عن عدد كبير منهم لم يحدد، منذ بدء العملية الشاملة بالبلاد.
ويطلق الجيش المصري تعبير "عناصر تكفيرية" على المنتمين للجماعات المسلحة الناشطة في سيناء، ومن أبرزها تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي أعلن في نوفمبر/تشرين ثاني 2014، مبايعة تنظيم الدولة، وغيّر اسمه لاحقًا إلى "ولاية سيناء".
وأشار البيان إلى "تدمير 386 ملجأ ووكرا ومخزنا عثر بداخلها على 16 قنبلة يدوية و 8 دانات هاون بالإضافة إلى محطة إرسال"، فضلا عن "اكتشاف وتفجير 30 عبوة ناسفة تمت زراعتها لاستهداف قوات المداهمات بمناطق العمليات".
وكشف عن "تنظيم أكثر من 584 كمينًا ودورية أمنية على الطرق الرئيسية ومناطق الظهير الصحراوي وفرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية فى الاتجاهين الغربي والجنوبي".
وأشار إلى "اكتشاف وتدمير عدد من الأنفاق بمدينة رفح شما سيناء".
وأوضح أن القوات المسلحة تواصل دفع القوافل الغذائية وتوزيع كميات كبيرة من الحصص التموينية، وإمداد المواطنين بكافة السلع والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية عن طريق منافذ.
في وقت سابق، قالت مصادر قبلية في مدينة العريش لـ"عربي21" إن جميع الأفران الخاصة بإنتاج الخبز في المدينة والمناطق المجاورة توقفت تماما عن العمل بفعل شح الوقود والدقيق، وأغلقت المحال التجارية أبوابها وأضحت الأسواق "خرابات" لا حراك فيها بفعل الحصار الذي عطل كل مناحي الحياة.
ويعاني الأهالي من نقص حاد في المواد الأساسية خاصة الخبز، والخضار، ووقود السيارات وغاز الطهي، ويضطر سكان مدن العريش والشيخ زويد ورفح للاصطفاف يوميا في طوابير طويلة أمام عربات يسيّرها الجيش، بهدف الحصول على بضعة أرغفة من الخبز، أو جزء يسير من المواد الغذائية.
اقرأ أيضا: سيناء تئن تحت حصار الجيش بذريعة استمرار العمليات العسكرية
ولم يتوقف الحال عند نقص الإمدادات الحيوية، إذ يمنع الأهالي من الدخول أو الخروج من شمال سيناء، حتى إن ذوي الحالات الإنسانية الملحة من المرضى والطلاب لا يسمح لهم بالمغادرة صوب مدن القناة أو القاهرة، فضلا عن حملات المداهمة للبيوت والاعتقالات التي تمارس يوميا، الأمر الذي فاقم المعاناة وعزل تلك المنطقة في أقصى شمال شرق البلاد عن العالم، وقلب حياة السكان إلى جحيم، بحسب المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها خشية الملاحقة الأمنية.
وفي إشارة لاستمرار العملية العسكرية، ختم البيان بالقول: "تواصل القوات المسلحة والشرطة جهودها للقضاء على البنية التحتية للعناصر الإرهابية".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مصادر مستقلة، أهلية أو دولية حول طبيعة العمليات.
وانطلقت العملية العسكرية الأحدث في ظل حالة الطوارئ التي بدأت في أبريل/نيسان 2017، وتم تجديدها للمرة الثالثة 13 يناير/كانون ثاني الماضي لمدة 3 شهور.
وشهدت مصر، خلال السنوات الأربع الماضية "هجمات إرهابية" طالت دور عبادة ومدنيين وقوات شرطة وجيش بعدة مناطق لاسيما شمال سيناء.
"ولاية سيناء" يوثق عمليات ضد الجيش ردا على المجابهة الشاملة
محللون: السيسي سيحتاج لوقت طويل لإنهاك تنظيم الدولة بسيناء
لماذا وقع السيسي اتفاقية عسكرية رفضها مبارك وطنطاوي؟