خصصت صحيفة "الغارديان" افتتاحيتها للحديث عن الهجوم بالغاز الكيماوي على الغوطة الشرقية، ومسؤولية المجتمع الدولي لمواجهة جرائم نظام بشار الأسد.
وتقول الصحيفة إن "عودة نظام الأسد لاستخدام السلاح الكيماوي ضد أبناء شعبه في نهاية الأسبوع تعد عملا وقحا وهمجيا، حيث تعرض العشرات للاختناق في المنطقة المتبقية تحت سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية جراء الهجوم الكيماوي على منطقة دوما".
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "هذه ليست هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الغوطة الشرقية لهجوم، فمنذ الهجوم بغاز السارين في خان العسل عام 2013، حدثت عشرات الهجمات بالغازات الكيماوية، وتظهر هذه الهجمات ضد المدنيين احتقارا للإنسانية وقلة احترام لقوانين الحرب. ونفي المسؤولين السوريين وقوع الحادث، والحديث عن كون الأخبار عنه مفبركة هما استخفاف بالإنسانية".
وتجد الصحيفة أن "استخدام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية مرة تلو الأخرى مرتبط بسببين؛ الأول لأن لديه الأساليب والتصميم على استخدامها، أما الأمر الثاني فلأن الأسد يعلم أنه لن يعاقب على ما يقوم به، إن جرائم الأسد هي من عمل يديه لكنه نفذها بسبب الفشل في تطبيق العقوبات القانونية والعسكرية والدبلوماسية".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "بعض الناس يتساءلون لماذا يشعر النظام أنه يستطيع خرق واحد من المحرمات في الحرب، مع أنه يتقدم ببطء في مناطق الغوطة الشرقية، والجواب على هذا السؤال يقتضي الغوض عميقا في المناطق المظلمة في نفسية النظام، الذي يؤمن بالقوة الفائقة والحاجة لإرهاب المدنيين، ويعتقد بحقه في عقاب المعارضين بطريقة عشوائية وكون ذلك سياسة حرب".
وترى الصحيفة أنه "في ضوء محاولة تسميم الجاسوس الروسي سكريبال، فإن روسيا تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، حيث استطاع الطيران السوري ضرب دوما لأن روسيا هي التي تسيطر على المجال الجوي في غربي سوريا، وكان المستشارون الروس موجودين في القاعدة التي انطلقت منها الطائرات، وربما لم يؤد الروس دورا في القرارات الفردية السورية، إلا أنهم يوفرون الغطاء الدبلوماسي والعسكري لاستخدام الأسد السلاح الكيماوي، حيث استخدمت روسيا الفيتو بشكل مستمر، وهو ما أعطى نظام الأسد الضوء الأخضر للقتل".
وتقول الافتتاحية إنه "في السياق ذاته فإنه لا يمكن الدفاع عن السياسة الأمريكية بشكل عام، أو في حالة الهجوم يوم السبت، ففي أعقاب حرب العراق اتسمت السياسة الأمريكية في ظل باراك أوباما بعدم الحزم، لكنها تتسم بالفوضوية في ظل دونالد ترامب، فقبل عام عندما قتلت الحكومة السورية العشرات في خان شيخون قرب إدلب، قام ترامب برش 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية انطلقت منها الطائرات التي نفذت الهجوم".
وتنوه الصحيفة إلى أن "السياسة الأمريكية اتسمت منذ ذلك الوقت بالتأرجح، خاصة فيما يتعلق بالأكراد، ففي كانون الثاني/ يناير قال وزير الخارجية الأمريكي في حينه ريكس تيلرسون إن القوات الأمريكية موجودة لأمد بعيد، إلا أن ترامب أعلن قبل أسبوع عن نيته سحب القوات الأمريكية، وعاد وغير رأيه بعد يوم، حيث قال إن القوات ستظل هناك لعدة شهور، وليس غريبا أن يكون الأسد قد شعر بوجود فرصة، وهدد ترامب يوم الأحد النظام السوري بدفع ثمن باهظ، والحقيقة هي أن الولايات المتحدة أصبحت مهمشة بشكل متزايد".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "السقوط المحتوم للغوطة لن ينهي النزاع السوري، بل قد يكون علامة على بداية مرحلة جديدة، ومع هزيمة تنظيم الدولة وتأمين دمشق فستكون سوريا مقسمة إلى ثلاثة أقسام؛ نظام الأسد المدعوم من روسيا، وإيران، والأكراد المحميين من أمريكا، ومنطقة في شمال حلب تسيطر عليها تركيا، فسوريا ليست مستقرة كما كانت عند اندلاع الثورة عام 2011، وفي غياب الحل الدبلوماسي فالموتى في دوما لن يكونوا آخرهم".
التايمز: هل أرسل نظام الأسد ثوار الغوطة للقتال مع قواته؟
الغارديان: المعارضة لم تعد قادرة على هزيمة الأسد.. ولكن
نيوزويك: ما هي فرص تنظيم الدولة للسيطرة على العراق ثانية؟