تواصل الصحافة الإسرائيلية تغطيتها لمسيرات العودة، وتبعاتها السياسية على مستقبل الصراع مع الفلسطينيين.
وذكر الكاتب الإسرائيلي رافي لاوفرت أن المسيرات الفلسطينية الجارية حاليا تؤكد أن الصراع العربي الإسرائيلي يتركز في قطاع غزة، و"هي مسيرات تنم عن حالة من الصعوبة والضغط، بجانب أيديولوجية تحركها مفادها القضاء على إسرائيل، مع أن هذه الصعوبة قد تكون فرصة نعثر من خلالها على حل لهذه المعضلة المتجددة".
وأضاف في مقاله على موقع نيوز ون، ترجمته "عربي21" أن الحسم الذي تضعه المسيرات أمام الإسرائيليين لا يحمل مفاضلة بين الحرب والسلام، وإنما بين إمكانية خضوعنا للفلسطينيين أو تعبهم أمامنا، لأنهم يخوضون معنا عملية استنزاف، ولا يطالبون بأقل من الحصول على "الكل".
وتابع: "وهذا يتطلب من إسرائيل أن تعلن سياستها إزاء هذه المسيرات بتخيير سكان القطاع بين استمرار معاناتهم أو المزيد من العنف، مقابل العمل على تحسين ظروف حياتهم، وإلا فليس أمامهم من خيار آخر سوى الهجرة من غزة".
وقال إن المسيرات الفلسطينية هي امتداد لجولات من المواجهة التي يخوضها الفلسطينيون ضدنا، سواء عبر الحروب العسكرية أو الانتفاضات أو العمليات المسلحة، موضحا أن هذه المسيرات كشفت عن سمات لم يعرفها الإسرائيليون من قبل.
اقرأ أيضا: أكاديمي إسرائيلي: غزة تشهد مجزرة وإسرائيل"تشيطن" الفلسطينيين
وفي هذا الصدد أضاف: "فقد اضطرت دولة كإسرائيل مسلحة جيدا أن تقف قبالة متظاهرين عزل، بحيث تم تحييد هذه القوة العسكرية التي تحوزها في مواجهتهم، كما أن هذه المسيرات أوقعت إسرائيل في معضلة يبدو أنه ليس لها حل، لأنها تضطرها للمفاضلة بين امتصاص هذه المظاهرات بكل ثمن، وتقليص الخسائر البشرية في صفوف الإسرائيليين، وفي الوقت ذاته قد يتسبب ذلك بسقوط ضحايا غير مسلحين من الفلسطينيين".
مصدر عسكري إسرائيلي كبير قال للقناة العاشرة أن تواصل هذه المسيرات الفلسطينية "يعود لإشراف مباشر من قبل كوادر حماس عليها، وتوزعهم على كافة مناطق التماس مع القطاع، مما يضطر الجيش لإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية للحدود الجنوبية، لأن حماس تنشر جميع قواعدها وكوادرها في مختلف مناطق تجمع المسيرات".
أما المراسل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون فقد قال أن حماس بدأت تظهر بين حين وآخر سيطرتها على المسيرات الجارية على حدود غزة، سواء من خلال إقامتها للمرافق العامة في أماكن تجمع المتظاهرين، الدروس الدينية، والمحاضرات الوطنية، والدراجات النارية المشرفة على المسيرات، حتى أن خدمة الإنترنيت المجانية متوفرة، فضلا عن شاشات عرض كبيرة.
وأضاف في تقريره لصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن السيناريو الأسوأ بالنسبة للجيش يتمثل في محاولة الآلاف من الفلسطينيين اجتياح خط الهدنة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في يوم النكبة.
مع اعتقاده بأن الجمعة الثالثة من المسيرات تشير أن الطرفين، الفلسطينيين والإسرائيليين، يحسنون من مواقفهم الميدانية، ويستخلصون الدروس والعبر، ويتحضرون جيدا لليوم المفصلي 15 أيار، يوم "نكبتهم ويوم استقلالنا"، على حد وصفه.
اقرأ أيضا: شهيد ومئات الجرحى في جمعة "حرق العلم" بغزة (بث مباشر)
ونقل عن أحد الضباط الإسرائيليين قوله: "نحن متمركزون في هذه المواقع اللصيقة بحدود غزة، لأننا في حال تركناها، فإنه خلال خمس دقائق سوف يهجم المتظاهرون الفلسطينيون باتجاه مستوطنات نيريم والعين الثالثة، وهذا هو السيناريو الأخطر الذي يشغلنا هذه الأيام، أكثر من الأسابيع الثلاثة الماضية، ولذلك فإننا نضع المزيد من القوات العسكرية مسافة كيلو متر كامل خلف الخطوط الأمامية، لأن هذا ما يخطط له الفلسطينيون في أواسط مايو أيار القادم".
أما قائد فرقة غزة السابق الجنرال آيتال آيزنبرغ حذر أن الفلسطينيين يحاولون استنزاف القوات الإسرائيلية على الحدود، وربما يلجأون للمس بالجنود الإسرائيليين، ولذلك يجب البحث عن أساليب ووسائل توقف هذه المسيرات قبل الوصول لأواسط مايو، لأنها لن تتوقف عند هذا التاريخ.
مقارنة إسرائيلية بين انتفاضة الحجارة ومسيرة العودة
موقع إسرائيلي يعدد "إنجازات حماس المؤكدة" من مسيرة العودة
إسرائيل تتخوف من سيناريو اجتياز الجدار العازل مع قطاع غزة