تحدث كاتب إسرائيلي الأحد، عن مخاوف تتملك القيادة الإسرائيلية من مواجهة ضد روسيا وإيران، على ضوء التطورات التي تشهدها الساحة السورية، في أعقاب الهجوم على مطار التيفور العسكري، إلى جانب الترقب بعد الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية في دمشق.
وقال الكاتب الإسرائيلي آريئيل كهنا في مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية وترجمته "عربي21"، إن
"كثرة اللاعبين الدوليين والإقليميين في سوريا، يعد من أبرز مسببات الصداع
لإسرائيل"، موضحا أن الاصطفاف الروسي الإيراني يفقد تل أبيب قدرتها على
التحرك في المنطقة كما كانت تفعل من قبل.
واستكمل قائلا: "لأنه يجعلها تحتك بقوتين الأولى
عالمية (روسيا)، والأخرى إقليمية (إيران)، واللتان أصبحتا قريبتين من إسرائيل أكثر
من ذي قبل، في ظل الانكفاء الأمريكي من المنطقة"، بحسب تعبيره.
وأعرب آريئيل عن استغرابه من تصريح الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب حول سحب قوات بلاده من سوريا، مذكرا إياه بما حدث لسلفه الأسبق جورج
بوش الابن، عندما خطب أمام الجمهور الأمريكي في عام 2000، قائلا: "حان الوقت
لإعادة الناس إلى الوطن"، للحد من انتشار القوات الأمريكية في أماكن مختلفة
من العالم.
اقرأ أيضا: هذه أهداف الضربات الغربية في سوريا.. هل وصلت الرسالة؟
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن "النتيجة كانت أنه
بعد أقل من سنة، أسقط أسامة بن لادن برجي التجارة العالمية في نيويورك، لتدخل
واشنطن إثر هذه الأحداث حربين: الأولى في العراق والثانية في أفغانستان، علما
بأنهما لم تنتهيا فعليا إلى حد الآن".
وشدد على أن "العالم بحاجة للولايات المتحدة
حتى وإن لم تكن ترغب في ذلك؛ فما حدث مع بوش الابن تكرر مع ترامب الأسبوع
الماضي"، مبينا أنه "بعد أيام من إعلانه الانسحاب من سوريا قريبا جدا،
بدأت تصله اتصالات من زعماء العالم على غرار ماي من المملكة المتحدة، وماكرون من
فرنسا، والعبادي من العراق، وابن زايد من الإمارات، الذين يريدون تنسيق الجهود
لتوجيه ضربة قوية ضد نظام بشار الأسد".
وحذر من أن الضربة الأمريكية، قد تورط إسرائيل في
حرب من نوع لم تعهده من قبل، وتدفعها إلى التصادم مع قوتين إحداهما عالمية وهي
روسيا، وأخرى إقليمية وهي إيران.
وأشار إلى ما أكده رئيس معهد أبحاث الأمن القومي،
اللواء المتقاعد عاموس يدلين أن "هناك تطورين جوهريين في ما يتعلق بالجبهة
الشمالية، فالنقاشات في الولايات المتحدة حول شن حملة عسكرية ضد سوريا، ومناقشة
الرد الإيراني ضد إسرائيل على خلفية الهجوم على مطار التيفور، تطوران يبدوان
منفصلين ولكن من الممكن أن يدمجا".
اقرأ أيضا: هكذا أجابت موسكو عن سؤال "لماذا لم ترد على الضربات بسوريا؟"
وقال الكاتب إن "هناك واقعا جديدا في الجبهة
الشمالية، حيث أصبح لإسرائيل بحكم الواقع جارة جديدة في الشمال، اسمها روسيا وليس
شرطا أن تكون لطيفة، وفي الحقيقة، تؤكد ردة فعل موسكو على الهجوم المنسوب إلى
إسرائيل على مطار التيفور، أن سيد البيت الحقيقي في سوريا هو فلاديمير بوتين".
وكشف الكاتب الإسرائيلي أن "هامش الحذر الذي
تلتزم به إسرائيل من أجل عدم المساس بالقوات الروسية في سوريا في تنام، بينما
يتلقى الإيرانيون الصفعات الواحدة تلو الأخرى بشكل علني، ويبدو أن صبرهم قد نفذ،
لذلك أصبح تحقيق هدف إسرائيل الاستراتيجي في منع التموضع الإيراني في سوريا، أكثر
صعوبة، ما يعني أن المواجهة مع إيران باتت قريبة".
بناء على ذلك، بين آريئيل أن الاصطفاف الروسي الإيراني
يعرقل عمل القوات الإسرائيلية ويحد من حرية نشاطها كما كان من قبل، ويزيد من
المناوشات المباشرة بين إسرائيل والقوات الإيرانية، ويرفع سقف التوترات.
وأوضح أنه على مدى أكثر من ثلاث سنوات من الغزو
الروسي لسوريا، أصبح مجال تحرك إسرائيل يتضاءل تدريجيا، مقابل ازدياد النفوذ
الروسي الإيراني، مستدلا بما كشفه رئيس هيئة الأركان في مقابلة صحفية عشية عيد
الفصح، الذي أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل وسيواصل عمله في سوريا ضمن إطار ما
يعرف بـ"حرب بين الحروب".
وأشار الكاتب إلى أن العلاقات الشخصية والمهنية بين
الروس والإيرانيين تزداد؛ فهم يتبادلون التنسيق ومعلومات التجسس، وموسكو تمتلك
منظومة رادار تغطي كامل المجال الجوي في إسرائيل، والأمر سيان بالنسبة للإيرانيين
والأسد، وإن كان ذلك بصورة أقل، ويبدو أنهما ينقلان هذه الخبرات إلى حزب الله.
اقرأ أيضا: خيبة أمل إسرائيلية من الضربة الأمريكية لسوريا.. ليتها لم تقع
وأورد أن نقطة الغليان التي بلغتها إسرائيل
تفسر الإدانات الغاضبة من موسكو بشأن تصرفات تل أبيب، منوها إلى اتفاق بوتين
ونتنياهو السابق حول الآلية المحددة من التنسيق، مستدركا بقوله: "لكن الآن نرى
أن الرئيس الروسي يطلب من إسرائيل، عدم القيام بأي عمل يمكن أن يزعزع استقرار
سوريا أو يضر بأمنها".
في المقابل، أفاد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي بأن
نتنياهو أجرى خلال الأسبوع الماضي مكالمة هاتفية مع بوتين، وأكد له أن إسرائيل لن
تسمح لإيران بتأسيس قواعد عسكرية في سوريا.
وعلى الرغم من العلاقة المميزة التي تجمع نتنياهو
وبوتين، خاصة أنه لا يضمر كرها لإسرائيل بل يكمن هدفه في الهيمنة على سوريا وكله
أمل أن لا تقف إسرائيل عقبة في طريقه، إلا أن ذلك لا ينفي احتمال حدوث صراعات
محددة مع القوات الروسية.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أنه "منذ حرب 67
إلى حرب 2014 في قطاع عزة، كانت جميع حروب إسرائيل في الصيف، وربما هذه ليست بشرى
سارة للإسرائيليين الذين يحتفلون بالذكري السبعين لإسرائيل"، مطالبا
الإسرائيليين الأخذ بالحسبان أن روسيا باتت جارة جديدة لهم في الشمال، وقد حان
الوقت ليعتادوا وجودها.
هكذا قرأت الصحافة الإسرائيلية القصف على سوريا
تقدير إسرائيلي: رد محتمل من طهران كفيل بإنهاء نفوذها بسوريا
صحيفة إسرائيلية تلمح لضوء أخضر روسي لاستخدام الكيميائي