قال مراسل الشؤون العربية بصحيفة مكور ريشون العبرية آساف غيبور، إن مصر "توجهت بطلب للحصول على مساعدة إسرائيل للحفاظ على ضخ مياه نهر النيل، من خلال إقناع أصدقائها في إثيوبيا لإقامة نقاش إضافي في موضوع سد النهضة لأنه قد يستقطع بعضا من مياه نهر النيل".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "العلاقات المصرية الإسرائيلية تشهد مزيدا من الدفء والسخونة، لاسيما في ظل الأوضاع الأمنية للمنطقة، وباتت تتعزز مؤخرا مع دخول حافز جديد عليها يرتبط بمياه نهر النيل".
وأوضح أن رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي "طلب مساعدة إسرائيل في إيجاد حل لهذا الموضوع ثقيل العيار الذي يشغل المصريين وهو مياه نهر النيل، على اعتبار أن المصدر الأصلي للنهر الذي يشق الجمهورية المصرية من جنوبها إلى شمالها، يعود إلى النيل الأزرق في أثيوبيا، ولذلك فإن مصر التي تعتمد بالكلية على مواردها المائية من نهر النيل قلقة جدا من التبعات المتوقعة لبناء سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النهر".
وأشار غيبور إلى أن "القلق المصري يعود إلى أن السد الذي يجاور حدود إثيوبيا والسودان من المتوقع أن يحصل على كميات إضافية من نهر النيل، مع العلم أن الإثيوبيين يطلبون تشغيل 16 توربيناً للكهرباء لصالح السد، من أجل تعويض مليارات الدولارات التي تم إنفاقها في الاستثمار ببناء السد".
اقرأ أيضا: هل تخسر مصر معركة المياه مع أثيوبيا.. وما حظوظ تدويلها؟
وأضاف: "في حين أن الهدف الأساسي للسد يتمثل بأن تنجح إثيوبيا في مضاعفة إنتاج الكهرباء لديها، لكنه في الوقت ذاته يغلق الطريق أمام أنابيب المياه في وجه قرابة مائة مليون مصري متعطشين للاستفادة من مياه النهر، مما دفع السيسي للشروع في مفاوضات جديدة مع الإثيوبيين لمنع تحقق هذا الخطر، عقب عشرات السنين من تجاهل مصر لدول أفريقيا الجنوبية، حتى أن مصر في عهد مبارك هدد أثيوبيا بهجوم عسكري".
الصحيفة الإسرائيلية نقلت عن أوساط دبلوماسية في القاهرة أن مصر طلبت من إسرائيل مساعدتها في إيجاد حلول لها لهذه الأزمة الجديدة.
وقال غيبور: "في ضوء الموقف الحاد الذي وقفته مصر لمواجهة مسيرات العودة بقطاع غزة، وموقفها المنضبط تجاه صفقة القرن للرئيس دونالد ترمب، فإنها تتوقع من إسرائيل أن تساعدها في مفاوضاتها مع إثيوبيا، حيث بدأت المفاوضات في الخرطوم أوائل أبريل المنصرم، بمشاركة ممثلين من السودان ومصر وإثيوبيا، لكنها منيت بفشل ذريع، ورغم تحديد موعد جديد للمفاوضات في القاهرة، لكن أديس أبابا أعلنت اعتذارها عن المشاركة".
وختمت الصحيفة بالقول: "طلب المصريون من الإسرائيليين إقناع أصدقائهم الإثيوبيين بالحضور للمفاوضات، كما أن القاهرة دعت واشنطن للتدخل لدى أديس أبابا، حيث قام وفد من الخارجية الأمريكية بزيارة الخرطوم والقاهرة لبحث الأزمة الناشبة، لكن أديس أبابا لم تستجب للطلب الأمريكي حتى الآن".
هل يكون سد النهضة طريق إسرائيل للتطبيع مع القاهرة؟
إثيوبيا: مصر مسؤولة عن فشل مفاوضات السد.. والقاهرة ترد
مصر والسودان وإثيوبيا يواصلون بحث سد النهضة في الخرطوم