توقفت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية عند التصعيد القائم حاليا بين إسرائيل وإيران في سوريا.
وبدأت الصحيفة تقريرها الذي كتبه عاموس هرئيل؛ محرر الشؤون العسكرية، ونشر (الجمعة) بالإشارة للهجمات الخمس التي نفذها الطيران الإسرائيلي ضد مواقع مرتبطة بإيران في سوريا، وهي كالتالي: "منشأة كبيرة لإنتاج السلاح تم قصفها في أيلول الماضي، قاعدة مليشيا شيعية قصفت في كانون أول الماضي، هجومان ضد
إيرانيين في قاعدة سلاح الجو السوري "تي 4" قرب حمص، وفي هذا الأسبوع تم قصف إرسالية صواريخ كبيرة كانت في طريقها من الجنوب إلى حلب".
ويقول التقرير: "في حرب الأدمغة التي تجري بين آيزنكوت (رئيس الأركان الإسرائيلي) وضباطه، وبين الجنرال
قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" في الحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن النشاطات في الخارج، يبدو أن إسرائيل زادت بشكل كبير مبلغ الرهان".
واستذكرت الصحيفة التجارب السابقة مع سليماني، خلال العقود الماضية وما فيها من أخطاء، قائلة: "في لبنان. في 1996، بعد عملية "عناقيد الغضب" وضعت إسرائيل على نفسها قيودا في عملها من أجل ضمان الهدوء في بلدات الشمال، ومكّنت حزب الله من التطور ليصبح تهديدا عسكريا أكثر جدية، أزعج الجيش الإسرائيلي حتى انسحابه من جنوب لبنان بعد أربع سنوات. في العام 2006، بعد حرب لبنان الثانية، قفزت المنظمة عدة درجات في قدراتها، أيضا بسبب أن إسرائيل لم تصمم على تطبيق ذلك البند في قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي حظر تهريب السلاح لحزب الله. النتيجة هي أن ترسانة الصواريخ والقذائف للحزب زادت عشرة أضعاف، ووصلت إلى أكثر من 100 ألف صاروخ، وهو قادر الآن على ضرب أي هدف في إسرائيل".
وهنا تنقل "هآرتس" عن مصدر أمني قوله: "يحظر السماح لهذا المسخ بأن يكبر مرة أخرى، برعاية إيران في سوريا".
وذكّرت بقول وزير الدفاع ليبرمان إن إسرائيل ستعمل على إحباط ذلك "مهما كان الثمن". ثم تسأل: "هل هذا الثمن يشمل حربا مع إيران في سوريا؟"، وتجيب: "رغم الروح القتالية التي تبثها القدس، إلا أنهم في الجيش يعتقدون أنه ما زال هناك مجال مناورة واسع لمواصلة عمل مصمم دون التدهور والوصول إلى حرب. التطورات متعلقة أيضا بالتذبذبات في القناة النووية، جزء من الخط الهجومي الحالي يتم تبريره بادعاء أن إيران تنتظر قرار ترامب في 12 أيار الحالي بشأن اتفاق النووي، لذلك ستفكر مرتين قبل أن ترد الآن على الهجمات في سوريا. إذا انسحبت الولايات المتحدة حقا، فإن الظروف ستتغير وستقتضي بالتأكيد أيضا إعادة دراسة جديدة في طهران بخصوص سياستها في سوريا".
ويضيف التقرير: "بصورة مفاجئة، لا يجري في إسرائيل اليوم أي نقاش سياسي بشأن التداعيات المحتملة لعمليات في سوريا. المستوى الذي حددته إسرائيل هنا مرتفع جدا: إحباط تام للوجود العسكري الإيراني في سوريا. أيضا بُعد كبير جدا عن حدودها. التقدير هو أن إيران، وبالتحديد في أعقاب العمليات المنسوبة لإسرائيل، زادت جهودها وأرسلت المزيد من الأشخاص وأنظمة السلاح إلى سوريا".
ويشير التقرير إلى الجدل الداخلي الإيراني حول الموقف في سوريا بالقول: "إذا كان هناك الهدف هو دق إسفين بين المحافظين والمعتدلين في إيران على خلفية طموحات سليماني، والخلاف حول المبالغ الكبيرة التي ينفقها النظام لتشجيع فروعه في الخارج، فيبدو أن هذا الهدف لم يتحقق بعد".
وينتهي التقرير إلى القول: "خلافا لجولات توتر سابقة، فإن إٍسرائيل تواجه الآن إيران بصورة مباشرة. صحيح أن إيران توجد مقابلنا في موقع متدن في سوريا، لكن في وقت لاحق وفي حالة التصعيد، تستطيع أن تدمج حزب الله في المواجهة".