تفاعل مثقفون وإعلاميون وسياسيون مع النتائج الأوّلية للانتخابات البلدية في تونس، التي كشفت عن تقدّم حزب النهضة على باقي الأحزاب على غرار نداء تونس وائتلاف الأحزاب المدني والجبهة الشعبية.
الأكاديمية والكاتبة ألفة يوسف سخرت من فشل بعض الأحزاب بقولها: "كالعادة يحمل الفاشلون المسؤولية لسواهم، للطقس، لجار الجار، للشيطان، لله، لا يهم".
وتابعت بمنشور لها في موقع "فيسبوك": "المهم أنهم على حق (..) وأن الغير هو المخطئ دوما (..) طبقة سياسية لا تريد النظر الى وجهها في المرآة (..) خوفا من بشاعة ما سيشاهدون"، مضيفة أن "فزاعة الإخوان الذين فقدوا سطوتهم في العالم كله سقطت، لذلك لم ينجح إحياء (التصويت المفيد) الميت".
واعتبرت الباحثة ومديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة أنّ "القوّة المواطنيّة هي الرّابحة.. أهمّ قوّة رابحة هي القائمات المستقلّة، وليست حركة النهضة".
وقالت في موقع "فيسبوك": "أهمّ خاسر لجزء هامّ من المصوّتين السّابقين لها، رغم التّرتيب، حركة نداء تونس ثمّ حركة النهضة، وفي الكثير من القائمات المستقلّة متطوّعون صادقون، نجحوا في تجنيد المواطنين رغم قلّة الإمكانيات".
وتابعت: "نسبة التصويت ضعيفة وليست كارثيّة كما كانت تتوقّع جوقة النّاعبين بخراب البلاد.. سعيدة بالتّمرين الدّيمقراطيّ".
من جهتها، كتبت المديرة السابقة لمعهد الصحافة الجامعية سلوى الشرفي: "التونسي عوض بعض الأحزاب المتخاذلة وحتى الخائنة للأمانة ونجح.. والنموذج قائمة (الأفضل) المستقلة في مدينة مهمة مثل أريانة حيث تغلبت على الحزبين الكبيرين، درس هام صالح لسنة 2019".
بكائيات
وعلّق المدوّن والإعلامي بإذاعة موزاييك هيثم المكّي: "والآن عادة تنطلق فعاليات مهرجان التنغنيغ (البكائيات) على اكتساح النهضة للبلاد، واللوم على المواطنين والشباب الذين لم يقوموا بواجبهم الانتخابي والذين لم يفهموا الديمقراطية".
وتابع بمنشور له في "فيسبوك": "هو في الأصل لوم لأنهم لم يذهبوا للتصويت ضد النهضة، وكأن الشعب والشباب والمواطنين لازم كلهم يتجندوا لتحقيق طموحاتهم في الانتصار على النهضة، مهما كان الثمن، ومن أجل الشعارات اللي يوزعونها له فيها، والخوف المتحول إلى هوس من خطر الإسلاميين".
وكتب الباحث قاسم الغربي: "تعليق أولي على الانتخابات في تونس: يبدو أننا نتّجه إلى مرحلة طويلة من غياب أي هيمنة لحزب واحد على الفضاء السياسي وهذا في حد ذاته جيد جدا".
من جانبه، اعتبر الإعلامي لطفي العماري أنّ "النهضة انهزمت بالمرتبة الأولى.. خلافا لما يعتقد الكثيرون.. النهضة حزينة لفوزها والتظاهر بالفرح يخفي هلعا كبيرا وخوفا أكبر على حظوظها في قادم الاستحقاقات".
وقال بمنشور له في فيسبوك إنّ "النهضة وضعت نفسها في الواجهة والمواجهة مع المواطن في تفاصيل حياته اليومية وستغرق في أوحال البلدية، وعندما تحل مواعيد 2019 ستكون النهضة في أتعس حالاتها هيكليا وشعبيا.. وستكون أمام باقي الأحزاب فرصة العمر السياسي لتنبعث من رمادها الانتخابي".
بينما قال الناطق باسم حزب النهضة، عماد الخميري، إن حركته راضية كل الرضا عن النتائج التي حققتها في البلديات، في حين أكّد القيادي في الجبهة الشعبية، الجيلاني الهمامي، في تصريح لإذاعة "شمس أف أم" أن "الجبهة" غير راضية عن نتائجها لأنها لم تبرز مشروعا متكاملا يجذب الناخب بل ظلت في حالة دفاعية وانتقاد للمنظومة الحاكمة".
النهضة تقتبس عن النداء
كما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات على صورة نشرتها حركة النهضة على صفحتها الرسمية في فيسبوك مباشرة بعد صدور النتائج الاولية لـ"البلديات" تضمنت عبارة "فبحيث.. نحبك يا نهضة #تحيا_تونس"، المقتبسة من شعار نداء تونس في الحملة الانتخابية للبلديات "فبحيث...نحبّك يا تونس".
ونفى القيادي بالنهضة النائب نوفل الجمالي أن تكون الصورة التي نشرتها صفحة النهضة في فيسبوك هجوما معاكسا على نداء تونس.
وقال في تصريح لإذاعة "ديوان أف أم"، الاثنين، إنّ اقتباس هذا الشعار والتصرف فيه "هو دليل اعترافنا بالعبقرية الاتصالية لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي.. نحن اقتبسنا كلمة رئيس كل التونسيين وهذا من حقنا أن نستعمل كلاما فيه عبقرية اتصالية".
هكذا قرأ محللون وسياسيون نتائج الانتخابات البلدية في تونس
"عفو رئاسي خاص" يثير حفيظة أحزاب معارضة في تونس.. لماذا؟
سابقة : أمن وعسكر تونس يستعدان للاقتراع ودعوات للمقاطعة