بعد انتظار أشهر، خرج إلى العلن تقرير اللجنة البرلمانية حول المهمة الاستطلاعية لأسعار المحروقات، الذي طال انتظاره من طرف المغاربة، وبعد شهر من حملة مقاطعة ثلاث علامات تجارية، تستحوذ على سوق المحروقات، والماء، والحليب.
التقرير الذي جرى تسريبه للصحافة مساء الجمعة، أياما قبل عقد لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب (غرفة أولى)، بعد أن عمم رئيس اللجنة دعوة للأعضاء لعقد اجتماع يوم الثلاثاء 15 أيار/مايو المقبل.
تقرير تحت الضغط
كشفت مصادر متطابقة أن تقرير المهمة الاستطلاعية المؤقتة، خرج تحت الضغط على رئيسها، عبد الله بووانو، رئيس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، والقيادي في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة.
اقرأ أيضا: الحكومة المغربية تدافع عن الشركات وتهدد من يروج أخبارا كاذبة
مصدر مسؤول بإحدى شركات المحروقات الذين التقوا برئيس اللجنة عند إعداد التقرير، قال لـ"عربي21"، إن "رئيس لجنة المهمة الاستطلاعية أقر لهم بتعرضه لضغوطات كبيرة أثناء إعداد التقرير".
وتابع ذات المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "كان رئيس اللجنة قد أعلن بلسانه أن التقرير خرج تحت الضغط، وأنه لم يستطع أن يفعل أكثر من هذا، فماذا تريد أن يقول الآخرون؟".
أعضاء اللجنة رفضوا "إدراج أية إشارة لبنية أسعار المحروقات، بناء على معطيات وزارة الاقتصاد والمالية
اقرأ أيضا: فوربس: أخنوش 5 أغنى رجل أعمال بشمال أفريقيا وسويرس أولا
وتابعت الفقرات المحذوفة: "بعدما نزلت أسعار المحروقات إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ سنوات السوق الدولية، تساءل مجموعة من الخبراء والمتتبعين في المغرب حول كلفة التأمين على مخاطر ارتفاع أسعار الغازوال، الذي كلف الحكومة 509 ملايين درهم، إذا تجاوز السعر العالمي سقف 120 دولارا للبرميل الواحد، وهو ما لم يحدث بعدما عرفت أسعار المحروقات انخفاضا غير مسبوق".
وزاد الموقع: "إن هذه الصيغة جاءت في ظرفية خيمت عليها توقعات باستمرار ارتفاع أسعار البترول، وعلى خلفية سياسة تحرير أسعار المحروقات؛ حيث مكن هذا التأمين من الاحتياط بسبب خطر تقلبات ارتفاع أسعار البترول في الفترة ما بين 13 أيلول/ سبتمبر و31 كانون الأول/ ديسمبر 2013".
وختم بهذا السؤال، نقلا عن الفقرات المحذوفة: "كيفية فتح اعتمادات أداء لهذا التأمين مع أنها لم تكن مدرجة في قانون المالية لسنة 2013 الذي صادق عليه البرلمان؟".
وتعود النازلة إلى 2013، حين كان عزيز أخنوش، وزيرا للمالية بالنيابة، بعد استقالة نزار بركة بسبب خروج حزب "الاستقلال" من حكومة عبد الإله بن كيران.
خلاصات التقرير
جرى على نطاق واسع من يوم الجمعة 11 أيار/ مايو، ترويج نسخة من تقرير لجنة المهمة الاستطلاعية المؤقتة، حول أسعار المحروقات، الذي جاء خاليا من الأرقام التي تثبت أرباح الشركات، بل قال إن الدولة والأبناك هما المستفيدان الأكبران من عملية تحرير سوق المحروقات.
"اللجنة الاستطلاعية" التي شكلها مجلس النواب للوقوف على أسعار البيع للعموم وشروط التنافسية في قطاع المحروقات، بعد عملية تحرير السوق، خلصت إلى أن الدولة هي أول مستفيد من قرار التحرير ورفع الدعم عن المواد البترولية.
وقال التقرير الذي سيناقش يوم 15 أيار/مايو الجاري أمام البرلمان قبل أن يعرض على العموم، إن الدولة استفادت من توفير ما يزيد عن 35 مليار درهم سنويا، من نفقات المقاصة والتي بلغت سنة 2012 مستوى قياسيا يقدر بـ 56 مليار درهم.
وخلص التقرير إلى القول بأن كلفة التوزيع والتقسيط كانت تمثل 6% بالنسبة للغازوال أي ما يعادل 0.55 درهم، و7% بالنسبة لثمن البنزين أي ما يقارب 0.69 درهم في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 قبل التحرير، ليسجل أن نمو متوسط الفارق بين الأسعار المحتسبة استنادا إلى تركيبة الأسعار ما قبل التحرير والأسعار المعتمدة بعد التحرير، بزائد 96 سنتيما في اللتر في الغازوال، و76 سنتيما في البنزين.
اقرأ أيضا: ارتفاع سعر المحروقات بالمغرب والحكومة تبرئ "الدرهم"
وقال التقرير، أيضا، إن القطاع البنكي هو الذي استفاد من فترة المقاصة بما أنه كان يقوم بتغطية مديونية الدولة اتجاه الشركات بفوائد عالية.
ونقل التقرير عن مجلس المنافسة قوله إنه "يصعب التأكيد على وجود تواطؤ بين شركات المحروقات في تحديد الأسعار في محطات الوقود من عدمه".
ورغم أن المؤشرات تقول بأن التقرير أنهى في لجنة المهمة الاستطلاعية وأنها قدمت كل ما لديها، إلا أن قياديا في حزب العدالة والتنمية قال لـ"عربي21"، لا شيء انتهى ونملك حقنا في المطالبة بكل المعطيات وبسطها في جلسة 15 ايار/ مايو القادم، فلا أحد يملك ان يصادر حقنا في النقاش".
يذكر أن اللجنة الاستطلاعية البرلمانية يرأسها عبد الله بووانو عن حزب "العدالة والتنمية"، وكانت قد تشكلت على خلفية انتقادات وجهت لشركات المحروقات اعتبرت أن الأسعار التي تطبقها مرتفعة مقارنة مع ما يجب أن تكون.
دبلوماسي جزائري: تصعيد الرباط هدفه كسب ود خصوم طهران
تضامن عربي مع المغرب.. وإيران و"البوليساريو" تردان
هل سينجح لقاء "المشري وصالح" في حل أزمات ليبيا؟