قتل ثمانية وجرح سبعة آخرين، في مدينة سبها، جنوب ليبيا، السبت، بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحين من قبيلة التبو، وآخرين من اللواء السادس مشاة من قبيلة أولاد سلميان عقب هدنة بين الطرفين لم تصمد إلا ثمانية وأربعين ساعة.
وتجددت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بعد دخول مسلحين من قبيلة التبو إلى قلعة سبها التاريخية، التي تطل على عدة معسكرات ومطار مدني وآخر عسكري، ومن بينها مقر اللواء السادس مشاة.
وفي وقت سابق على الاشتباكات أعلن المبروك الغزوي الحاكم العسكري لمنطقة سبها العسكرية المكلف من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تبعية اللواء السادس مشاة لعملية الكرامة، مما أثار حفظية التبو.
وقال مصدر عسكري من اللواء السادس مشاة لـ "عربي21"، إن مسلحين من التبو تسللوا فجر السبت على أقدامهم داخل قلعة سبها، مشتبكين مع قوات اللواء.
اقرأ أيضا: حفتر يطالب الأفارقة بالخروج من ليبيا ويهدد باستهدافهم
وكانت منطقة سبها العسكرية أعلنت الخميس وقف إطلاق النار في المدينة، وسحب جميع القناصين من أماكن تمركزهم، وفتح الطرقات المغلقة فورا.
وقال آمر المنطقة العسكرية اللواء المبروك الغزوي، التابع لعملية الكرامة، في منشور له، إن إطلاق النار أدى إلى إصابة الأبرياء ووفاة البعض منهم وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة التي تخدم المواطن وتؤثر في حياته اليومية.
وذكر القرار الموجه إلى اللواء السادس مشاة ومجلس قبائل التبو بسبها، إلى تكليف الكتيبة 160 مشاة بالإشراف على وقف إطلاق النار وضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وطالب مركز سبها الطبي، مواطني المدينة بسرعة التوجه إلى مصرف الدم، للتبرع، وسد العجز الحاصل في بعض الفصائل المطلوبة.
واستقبل مركز سبها الطبي منذ اندلاع المواجهات بين التبو وأولاد سلميان في الرابع من شباط/ فبراير الماضي، أكثر من عشرين قتيلا وقرابة مئة جريح، أغلبهم من النساء والأطفال والمدنيين.
وكان التبو وأولاد سلميان قد وقعوا اتفاق سلام بينهما بالعاصمة الإيطالية روما، في آذار/ مارس من عام 2017، ينص على الصلح الشامل بين الطرفين، وتعويض المتضرر من القبيلتين، حسب السائد في الأعراف المحلية في جنوب ليبيا، على أن تتكفل إيطاليا بدفع قيمة التعويضات، وعلاج الحالات المسعتصية في مستشفياتها.
وتنتشر قبائل التبو في مدن الكفرة وربيانة على الحدود مع تشاد جنوب شرق ليبيا وأوباري والقطرون وأم الأرانب ومرزق في جنوب ليبيا الغربي.
بينما يتوزع قبيلة أولاد سليمان في بلدة هراوة شرق مدينة سرت وسط ليبيا، إضافة إلى تقاسم النفوذ في مدينة سبها مع عدة قبائل أخرى مثل، المقارحة والقذاذفة والورفلة.
اقرأ أيضا: هل يستهدف حفتر الأفارقة في ليبيا بعد انتهاء مهلة مغادرتهم؟
وتشهد سبها منذ 25 فبراير الماضي، اشتباكات متقطعة باستخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وتتضارب الأنباء حول أطرافها، حيث يعتبرها البعض صراعا بين قبيلتي "التبو" و"أولاد سليمان"، بينما يتحدث آخرون عن معارك بين الجيش الليبي وقوات أجنبية، يقصد بها مجموعات مدعومة من تشاد.
وتنتشر في المنطقة قوات موالية لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا وأخرى تابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ويتفق الطرفان، رغم خلافاتهما، على تصنيف ما يجري في سبها بالعدوان من قبل قوات أجنبية.
ما هي فرص وصول سيف القذافي للحكم بعد غياب حفتر؟
"ميدل إيست آي" تكشف طبيعة ما يعانيه دماغ حفتر صحيا
أنباء متضاربة عن وفاة حفتر بباريس إثر إصابته بجلطة دماغية