أفادت مصادر يمنية بأن قيادة ألوية العمالقة، في جبهات الساحل الغربي في اليمن، طلبت من طارق صالح، ابن شقيق الرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح، إخلاء معسكر خالد بن الوليد من قواته.
وقالت مصادر مقربة من ألوية الساحل الغربي (العمالقة) لـ"عربي21" إن هناك أسبابا عدة لهذا الإجراء من قبل قيادة هذه الألوية ضد القوات التي يقودها ابن شقيق صالح في جبهة الساحل الغربي.
وكشفت المصادر، التي فضلت عدم كشف أسمائها، عن سببين مهمين لهذا الطلب الذي تلقته قوات طارق، يكمن الأول في "فشلها في إحراز أي مكاسب ميدانية على الأرض، منذ إعلانها العمليات ضد المتمردين الحوثيين في 19 نيسان/ أبريل الماضي".
ووفقا للمصادر اليمنية، فإن قوات طارق صالح، التي تطلق على نفسها اسم "حراس الجمهورية"، تعاني من "اختراق جماعة الحوثي لها، حيث تم تسجيل اتصالات بين عناصر تنتمي لهذا القوة مع الحوثيين".
وفي 19 من نيسان/ أبريل الماضي، أطلق نجل شقيق صالح أولى عمليات قواته المدعومة من أبوظبي، بإسناد جوي، ضد مسلحي جماعة الحوثي في جبهة المخا، بعد أشهر من تلقيها دورات تدريبية في معسكر أسسته القوات الإماراتية لها في بئر أحمد شرقي مدينة عدن.
وأشارت إلى أن ألوية العمالقة التي حررت معسكر "خالد بن الوليد" في وقت سابق من العام الماضي، والذي تتمركز فيه القوات التابعة لنجل شقيق صالح، وجهت طلبا لقيادتها بـ"ضرورة إخلاء المعسكر منها؛ خشية من تعرض جنودها للاستهداف، نتيجة اختراقها من قبل الحوثيين".
ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من قبل قيادات عسكرية في قوات طارق حول ما ذكرته المصادر.
ويوم الخميس الماضي، كشفت صحيفة "الأيام" الصادرة من مدينة عدن (جنوبا) عن إيقاف قيادة التحالف العربي" مشاركة طارق صالح وقواته" في العملية العسكرية التي بدأها في جبهة المخا جنوب غربي تعز، وجهته بالبقاء داخل معسكر خالد بن الوليد.
وفي أواخر الشهر المنصرم، ذكرت صحيفة "عدن الغد" الصادرة أيضا من عدن، أن مئات الجنود التابعين لطارق صالح باعوا أسلحتهم، بعد أيام محدودة من إعلان العملية العسكرية الأولى لها، وفرار آخرين.
وأفادت الصحيفة، نقلا عن مصدر في المقاومة الجنوبية في جبهة الساحل الغربي، لم تسمه، بأن المئات من جنود طارق صالح تم ترحيلهم من الجبهة بعد بيعهم لأسلحتهم.
وأضاف المصدر أن أكثر من 800 فرد من جنود نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل صالح باعوا أسلحتهم بعد وصولهم إلى الساحل الغربي، وحاولوا الفرار من الجبهة. مشيرا إلى أن المئات منهم وقعوا في قبضة زملائهم وتشكيلات أخرى في المقاومة الجنوبية، ورحلوا إلى مدينة عدن، حيث المعسكر التابع للجنرال طارق محمد عبدالله صالح.
ويعدّ طارق من أبرز القيادات العسكرية من عائلة صالح، وكان قائد الحرس الخاص لعمه في وقت تحول من حليف للحوثيين إلى خصم لهم، بعد ثلاثة أيام من المعارك الدامية في صنعاء، انتهت بمقتل عمه صالح في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2017، ليفر في أعقاب ذلك إلى محافظة مأرب (شمال شرق)، قبل أن ينتقل إلى شبوة (جنوب شرق) ومن ثم إلى عدن الساحلية.
وفي شهر آذار/ مارس الماضي، رفض قادة ألوية العمالقة المحسوبة على السلفيين في منطقة الساحل الغربي، الذي يضم مواقع استراتيجية منها "باب المندب" (الممر الملاحي الدولي)، القبول بمشاركة ابن شقيق الرئيس الراحل، علي صالح، "طارق" في القتال فيها باتجاه مدينة الحديدة "غربا"، قبل أن يتم فرض مشاركته بالقوة من قبل قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية. وفقا لما ذكره مصدر لـ"عربي21".
صحيفة: إيقاف مشاركة قوات طارق صالح بالساحل اليمني
مراقبون: أزمة حكومة اليمن مع الإمارات تدخل مرحلة اللاعودة
نقابة الصحفيين: أوضاع الصحافة في اليمن قاسية وخطيرة