أثارت الأنباء المتداولة اليوم حول
عملية عسكرية إيطالية قريبا في
ليبيا، ردود فعل وتساؤلات حول صحة العملية وأهدافها.
وكانت بعض الصحف المحلية والدولية نقلت خبرا نسبته لصحيفة "لاستمبا" الإيطالية، عن عملية عسكرية مرتقبة في الغرب الليبي، وقيام تحركات لرحلات استطلاعية من قواعد "سيشيليا" و"اقوستو" الإيطالية، كما تم نقل قطع بحرية باتجاه شواطئ ليبيا عبر وزارة الدفاع في روما.
نفي
في المقابل، نفت
السفارة الإيطالية لدى ليبيا، ما تم تداوله من أنباء على بعض المواقع ووسائل الإعلام حول استعداد روما لشن عملية عسكرية في ليبيا خلال الفترة المقبلة، واصفة الخبر بالمزور وأنه "عمل رديء للغاية وغير مضحك"، وفق موقعها الرسمي على "تويتر".
وكانت وكالة "آكي" الإيطالية قد أكدت في وقت سابق أن "روما تخشى من تدهور الوضع في ليبيا، وسط صعوبات تواجهها
حكومة الوفاق هناك مع انتشار للمنظمات الإجرامية.
ووقعت
إيطاليا اتفاقية مع حكومة الوفاق لتدريب وتجهيز وتمويل خفر السواحل الليبي كجزء من جهود روما لإعادة السفن وإعادة المهاجرين إلى ليبيا، وسط جدل ورفض لهذه الاتفاقية ودعاوي قضائية أمام المحكمة الأوروبية ضد الاتفاقية التي وصفت بأنها "توطين للمهاجرين في ليبيا".
جس نبض
ورأى متابعون للوضع أن "الهدف من هذه الأخبار ربما يكون جس نبض للرأي العام المحلي، تم شن عمليات فعليا في الغرب الليبي وخاصة في قضية الهجرة غير الشرعية"، في حين قال آخرون إن مثل هذه الأخبار تمثل "عين حمراء" للميليشيات التي تحاول اقتحام مقرات الحكومة الليبية.
والسؤال: ما صحة هذه العملية وطبيعتها؟ ولماذا لم تعلق حكومة الوفاق على مثل هذه الأنباء؟ ولم اقتصر الرد على "بوست" لسفارة روما في طرابلس؟
تغطية على "درنة"
من جهته، رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى تويجر، أن "الخبر لن يعدو كونه محاولة لتضليل الرأي العام ولفت انتباهه عما يجري في مدينة درنة (شرق ليبيا) من معارك وتهديد لحياة المدنيين".
وأوضح في تصريح لـ"
عربي21"، أنه "لا يوجد مبرر الآن ولا داعي لقيام دولة إيطاليا بمثل هذه العملية، حال صحت الأنباء عن نيتها في ذلك أصلا. وأنه "لا علاقة له بالاتفاقية بين روما وحكومة الوفاق حول ملف الهجرة غير الشرعية"، حسب تقديره.
حماية "السراج"
وقال المحامي الليبي، طاهر نغنوغي، إن "تواجد إيطاليا عبر قوات بحرية بالقرب من الشواطئ الليبية يأتي في إطار تنسيق مع المجلس الرئاسي ورئيسه
فائز السراج خوفا من التدهور الأمني في العاصمة".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "السراج يخشى حدوث فوضى في طرابلس بعد تهديد بعض مدن جوار العاصمة بالدخول إليها بقوة السلاح، لذا كان لابد من ضمان عدم حدوث ذلك".
عمل منفرد
لكن الناشط السياسي الليبي، فرج فركاش، أشار إلى أن "نشر خبر عن عملية عسكرية إيطالية في ليبيا مع نفي السفارة له، ربما يكون من أهدافه أنه رد ضمني على ما تم تداوله من نية قوات من مدن "مصراتة والزنتان وترهونة" باقتحام مقر الحكومة في طرابلس".
لكنه استدرك: "لكن إيطاليا الآن منشغلة بأزمتها السياسية، هذا أولا، ثم إن الأحزاب الفائزة هناك شعبوية وليس التدخل العسكري من أدبياتها، وثالثا لا يمكن لإيطاليا في ظل تنافسها مع فرنسا أن تقوم أيا منهما بعمل منفرد دون تنسيق"، وفق قوله لـ"
عربي21".