تشهد مناطق الإدارة الكردية في
سوريا حالة من الغضب الشعبي بسبب استمرار الوحدات الكردية بحفر الخنادق في محيط المدن والبلدات الخاضعة لسيطرتها، وذلك على الرغم من الأخطار المحدقة التي تسببها هذه الخنادق.
وما أجج الغضب الشعبي وفاة طفل قبل يومين غرقا جراء سقوطه بأحد الخنادق المغمورة بالمياه والتي حفرتها الوحدات في مدينة عامودا بريف
الحسكة، لينضم الطفل إلى طفلين سابقين قضوا جراء حوادث مماثلة في ريف الحسكة وعين العرب (كوباني) بريف حلب.
وقال المسؤول الإعلامي في منصة "int" الإخبارية جوان رمو أن الطفل سعيد برو الذي مات يوم السبت، هو الحالة الثالثة من نوعها في غضون شهرين.
وبحسب رمو، فإن مخاوف الأهالي لا تقتصر على الأضرار من الخنادق بشكل مباشر، بل تتعداها إلى مخاوف من انهيار الأبنية القريبة من الخنادق بسبب طبيعة التربة في المنطقة.
وأضاف لـ"
عربي21"، أن الوحدات ما زالت تواصل حفر الخنادق في كل المدن القريبة من الحدود التركية من عامودا إلى المالكية بالحسكة وصولا إلى كوباني إلى ريف حلب، تحسبا لهجوم بري قد تشنه
تركيا على هذه المناطق.
من جانبه، أكد نائب رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة محمود الماضي، أنه "بعد معركة
غصن الزيتون وطرد المليشيات الكردية من أهم معاقلها في عفرين أدركت تلك المليشيات الخطورة التي تواجهها من قبل تركيا والجيش الحر لاسيما تلك التهديدات التي أخذت تطلق من المستويات العليا في الحكومة التركية ضمن الحرب على الإرهاب التي حسمت أمرها تركيا حيالها".
وأضاف لـ"
عربي21"، أن مليشيات الوحدات الكردية رغم يقينها أن هذه المعركة محسومة ولا قبل لها بمواجهة تركيا والجيش الحر، إلا أنها تريد أن تعطي انطباعا لدى الشارع ومواليها أنها قوية ولا يمكن أن تفرط بالمكتسبات التي حققتها".
وتابع الماضي قائلا: "ثم إن الحسكة هي آخر معاقل هذه المليشيا فلا بد أن تحاول إقامة تحصينات وأنفاق تحسبا لأي مواجهة تحصل مع الخارج أو انتفاضة ضدها من الداخل".
وفي السياق ذاته، لفت الماضي إلى تنامي القلق الشعبي جراء مواصلة مليشيا الوحدات حفر الخنادق، ومواصلة القيام بأعمال التحصينات الإسمنتية حول المواقع العسكرية، ما ينذر بحسب الماضي بقرب تحول مناطق الإدارة الذاتية إلى ساحة مواجهة قد تؤدي إلى نزوح الأهالي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في آذار/ مارس بالتزامن مع سيطرة قوات بلاده و"الجيش السوري الحر" على عفرين، أن "تركيا عازمة على مواصلة عملية غصن الزيتون في سوريا حتى تتمكن من القضاء على الإرهابيين في منبج والقامشلي وعين العرب".
يذكر أن الوحدات الكردية شرعت منذ بداية العام الجاري بحفر الخنادق حول المدن والبلدات القريبة من الشريط الحدودي السوري-التركي في شمال سوريا، وذلك تحسبا لاجتياح تركي لهذه المناطق، كما جرى في عفرين.