سياسة دولية

تعرف على موقع التجارب النووية الذي فككته كوريا الشمالية

تحيط بالموقع الذي يعد مثالياً لاحتواء قوة عصف التفجير النووي، جبال شاهقة في إقليم شمال هاميغيونغ (شمال شرق) على حدود الصين- جيتي

أفاد صحافيون عن انفجارات قوية في موقع التجارب النووية الكوري الشمالي الوحيد المعروف والذي وعد الزعيم كيم جونغ أون بتفكيكه، مسلطاً الضوء على منشأة بونغي-ري السرية القريبة من الحدود مع الصين.

شهد الموقع الذي يمكن الوصول إليه عبر أنفاق تحت الأرض ست تجارب نووية أجرتها بيونغيانغ آخرها في أيلول/سبتمبر.

وأعلنت كوريا الشمالية في بداية أيار/مايو انها ستفجر الأنفاق التي تقود إلى المنشأة أمام مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية الذين دُعوا لمتابعة الحدث.

ويعد تفكيك الموقع مبادرة حسن نية، لكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرر الغاء قمته التي كانت مرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في 12 حزيران/يونيو في سنغافورة.

بيئة مثالية

 
تحيط بالموقع الذي يعد مثالياً لاحتواء قوة عصف التفجير النووي، جبال شاهقة في إقليم شمال هاميغيونغ (شمال شرق) على حدود الصين وهو محفور عميقاً تحت جبل غرانيتي يناهز ارتفاعه ألفي متر. ويمكن رؤية الأنفاق التي تقود إلى الموقع من عدة اتجاهات.

وكشف عن وجوده في تشرين الاول/اكتوبر 2006 مع اول تجربة نووية كورية شمالية في عهد الزعيم الراحل كيم جونغ ايل، والد جونغ أون. ومنذ ذلك الحين بات مراقبا بالاقمار الاصطناعية.


اقرأ أيضا :  لهذا السبب ألغى ترامب لقاءه مع زعيم كوريا الشمالية


أجريت التجربة الاولى في النفق الشرقي والثانية والثالثة في النفق الغربي والتجارب الاخرى في النفق الشمالي بحسب مسؤولين من أجهزة الاستخبارات.

وتحدثت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب الخميس عن ثلاثة انفجارات في الأنفاق أعقبتها تفجيرات دمرت مواقع مراقبة ومنشآت أخرى.

انفجار قوي

 
أظهرت التجارب التي أجريت في الموقع التقدم السريع للبرنامج النووي الكوري الشمالي وخصوصا منذ وصول كيم الى السلطة في 2011 حيث أشرف على أربع تجارب خلال ست سنوات.

التجربة الاولى التي اعتبرت عموما فاشلة بلغت قوتها كيلوطن فقط (الف طن) مقارنة مع 250 كيلوطن للسادسة في 3 ايلول/سبتمبر 2017، والتي فاقت بذلك 16 ضعفا قوة القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما في 1945.

لكن قرب بونجي-ري من الصين أصبح مصدر قلق لبكين. وسببت التجربة السادسة، هزة أرضية شعر بها السكان على الجانب الاخر من الحدود ما دفع العديد من الصينيين الى الفرار مذعورين.

سلامة الموقع


وعززت التجارب المخاوف من مدى سلامة الموقع مع تحذيرات وجهها علماء صينيون من تهديد بانتشار اشعاعات كبيرة في كل المنطقة.

وتجدد الجدل حول إصابة الموقع بأضرار في نيسان/ابريل بعد اعلان كيم إغلاقه.  وبينت دراسة أجراها خبراء زلازل في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية في الاونة الاخيرة ان التجربة النووية الاخيرة تسببت بانهيار صخور داخل جبل مانتاب الذي تجري تحته التجارب.

لكن سيئول نقلت ان كيم رفض فكرة عدم جدوى الموقع متحدثا عن "نفقين إضافيين أكبر حجما لا يزالان في حالة جيدة".

تنازل شكلي؟

 
جاء تصريح كيم بعد أن قال بعض المشككين ان تفكيك الموقع هو مجرد تنازل شكلي لأن الموقع لم يعد قابلا للاستخدام وقال آخرون ان بيونغيانغ تعلمت كل ما تحتاج لأن تعرفه بعد التجارب التي أجرتها.

وقال غو ميونغ هيون من معهد أسان للدراسات السياسية "لقد جمعوا كل المعلومات الضرورية وفي حال لم يقوموا باتلاف هذه المعلومات فيمكن التشكيك في أهمية تفكيك موقع حقق الغرض منه".

 

اقرا أيضا :  كوريا الشمالية توضح سبب اعتزامها نزع السلاح النووي


لكن جيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الاستراتيجية يرفض هذه الفرضية بقوله إنه ليس هناك ما يثبت ان الموقع لا يمكن استخدامه.

مخاوف من اشعاعات

 
يؤكد الشمال منذ فترة طويلة ان تجاربه لا تهدد البيئة ولا تصدر عنها "تسريبات اشعاعية".

لكن وسائل اعلام كورية جنوبية ويابانية تنقل عن منشقين كوريين شماليين وباحثين تعرض العاملين في الموقع او السكان في الجوار لاشعاعات مع تسجيل إصابات بمرض السرطان او ولادة اطفال يعانون تشوهات.

وهذا القلق اقنع وزارة التوحيد الكورية الجنوبية بان تجري السنة الماضية فحوصا طبية ل30 كوريا شماليا منشقاً من المنطقة التي يفترض انها تتأثر بهذه الاشعاعات.

وظهرت على أربعة منهم أتوا من منطقة كيلجو التي تضم بونغي-ري، عوارض يمكن ان تفسر بتعرضهم لاشعاعات. لكن الباحثين المشاركين في الدراسة قالوا إنه لا يمكن استخلاص اي نتائج لربط هذه المشاكل الصحية بتجربة نووية.