قالت مجلة "إيكونوميست" إن لاعب فريق
ليفربول لكرة القدم،
محمد صلاح، منح
المصريين شيئا ليتحدثوا عنه بفرح، مشيرة إلى أن مهاجم ليفربول وحد الأمة في ساعات اليأس التي تعيشها.
وتقول المجلة إن "صناع الفوانيس المصرية كانوا يعملون مع قرب حلول رمضان على الانتهاء منها وتزيينها بالهلال أو الأشكال الهندسية، ليعلقها المصريون في بيوتهم ومحلاتهم طوال شهر رمضان، لكن الزبائن كانوا يريدون نموذجا مختلفا: الوجه المبتسم والشعر المتعجد أو قميص ليفربول".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الكثير قيل حول محمد صلاح وتأثيره في بريطانيا في هذا الوقت، من زيادة ظاهرة العداء للأجانب، حيث تحول لاعب مسلم مولود في بلد أجنبي إلى اهتمام وطني، وصرخ المشجعون: "لو أحرز هدفا ثانيا فسأصبح مسلما"، مستدركا بأنهم قلقون من أثر شهر رمضان على أدائه في المباراة النهائية "تشامبيون ليغ"، التي ستعقد اليوم في العاصمة الأوكرانية كييف.
وتستدرك المجلة بأن "تأثيره أعمق في بلده الأصلي مصر، فوجهه في كل مكان، وليس على الفوانيس فحسب، لكن على القمصان والملصقات التي توضع على السيارات، وحتى مقاهي وسط القاهرة، وزحام العاصمة معروفة، لكن عندما ينزل صلاح إلى الملعب، فإن المصريين يتجمعون حول شاشات التلفزيون في المقاهي، وتتوقف حركة السيارات في الشوارع".
ويجد التقرير أن "هناك القليل مما يمكن أن يفرح المصريين، فقد ذهبت وعود الثورة المصرية عام 2011، وحلت محلها ديكتاتورية يدعمها الجيش ومصاعب اقتصادية، فالقاهرة عاجزة، وأصبحت مدينة متحملة أكثر من كونها محبوبة، لكن الشكوى عن أي من هذا قد يقود إلى السجن، فبعد عاصفة غريبة ضربت القاهرة في نيسان/ أبريل، تقدم وزير بقانون يحرم على المصريين مناقشة أحوال الطقس".
وتلفت المجلة إلى أنه "عوضا عن ذلك، فإن المصريين يتحدثون عن المهاجم من دلتا النيل الذي سحر المشجعين بحركة قدمه، وهم معجبون بتقواه وتواضعه وحفاظه على أخلاقيات العمل، وكان نجاحه بمثابة حلو مر، فمثل الكثير من المصريين كان عليه الخروج من بلاده ليحقق حلمه، ولم يلعب مع فريق بلده سوى موسمين قبل أن يرحل إلى أوروبا".
ويعلق التقرير قائلا إنه "ربما كان هذا رحمة له؛ لأن
الرياضة المصرية ليست بعيدة عن السياسة، فنادي الزمالك، وهو أحد أهم النوادي، هو داعم كبير للرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي، وتجنب صلاح السياسة، وتبرع بـ5 ملايين جنيه مصري (280 ألف دولار) لصندوق أنشأه السيسي".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إن هناك القليل مما سيتم الانتباه إليه عندما يلعب محمد صلاح مع الفريق المصري لأول مرة، في مباريات كأس العالم، في أول مشاركة لمصر منذ عام 1990.