قالت صحيفة "دير
شبيغل" الإلمانية إن ولي العهد
السعودية محمد بن سلمان يبدو أنه ينتهج سياسية
"الكيل بمكيالين" تجاه
المرأة السعودية فهو من جهة منحها جملة من الحقوق
إلا أنه في المقابل شن حملة اعتقالات لناشطات حقوقيات.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه على الرغم من أن قرار رفع حظر قيادة
السيارة على المرأة سيدخل حيز التنفيذ بتاريخ 24 حزيران/ يونيو المقبل، إلا أن السلطات السعودية أقدمت على اعتقال
سبع ناشطات حقوقيات سعوديات لطالما كافحن من أجل تمتع المرأة بحق قيادة السيارة.
لعل أشهرهن لجين الهذلول، التي اعتُقلت في أبوظبي ورُحلت إلى المملكة العربية
السعودية.
وأكدت أنه في الوقت
الذي يظهر فيه ولي العهد السعودي
ابن سلمان في ثوب المدافع عن المساواة بين المرأة
والرجل في بلاده، أصدر أوامر باعتقال الناشطات الحقوقيات بتهمة خيانة الوطن.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت هؤلاء النسوة لحملة تشويه على وسائل الإعلام. وقد أفادت
ناشطة سعودية، رفضت الكشف عن اسمها خشية تعرضها للاعتقال، أن "ولي العهد السعودي يرغب في السيطرة
على كل شيء، بينما يريد أن يعترف الجميع بجميله".
ونقلت الصحيفة عن هذه
الناشطة أن "السلطات السعودية تتهم الناشطات بالخيانة العظمى، ولا توجد تهم
أكثر قسوة. أما الأمر الجديد فهو تعرض عائلاتنا للتهديد، حيث حظرت عليهم السلطات
السفر. وفي الوقت الراهن، تنتهج الحكومة
السعودية سياسة قمعية. تخيل أن أطفالك يستيقظون فجأة ليجدوا والدتهم متهمة
بالخيانة بعد أن كانت أستاذة جامعية محترمة. ولا يجب علينا أن نكتفي بالصمت، بل
علينا أن نرحب بالإصلاحات وأن نشكر ولي العهد على ما قدمه لنا".
وأضافت أن الناشطة
السعودية، لجين الهذلول، لم تدل بأي تصريح صحفي منذ وقت طويل، ولم تنشر أي تغريدة
على حسابها على تويتر منذ أشهر. وأكثر ما يثير الاستغراب أن الحقوقيات السعوديات
تعرضن للاعتقال دون أن يتم رفع أي دعوى في حقهن، حيث ادعت مديرية الأمن العام
السعودية أنهن تعاملن مع جهات أجنبية.
وأفادت الصحيفة بأن
الحقوقيات السعوديات يعملن في إطار شبكات منظمة ويتحدثن مع وسائل الإعلام الأجنبية
والمنظمات الحقوقية العالمية. وبفضل جهودهن، أصبحت قضية تمييز المرأة في السعودية
محل انتقاد الصحافة الغربية، الأمر الذي من شأنه أن يثير قلق بن سلمان، الذي يحتاج
للدعم الغربي في مشروعه الإصلاحي "رؤية 2030".
وأوضحت أن هؤلاء
الناشطات الحقوقيات يشكلن خطرا على السياسة الداخلية السعودية، خاصة أنهن لعبن
دورا بارزا في تحريك طيف واسع من الشارع السعودي من خلال حملاتهن المطالبة بحق
المرأة السعودية في قيادة السيارة. علاوة على ذلك، ساهمت هؤلاء النسوة في وضع
مسألة رفع وصاية الرجل على المرأة على
طاولة الحوار.
واستشهدت الصحيفة
بتصريح أدلت به الناشطة الحقوقية السعودية التي التزمت بإخفاء هويتها، قالت فيه إن "ولي العهد السعودي لا يدرك
دورنا كناشطات، علما بأننا ساهمنا في اطلاع المجتمع السعودي على أفكار جديدة وحثه
على مناقشتها. في المقابل، يبدو محمد بن سلمان مهووسا بالسلطة إلى درجة أنه لا
يسمح لأي طرف بمشاركته في تسيير دواليب الدولة".
وذكرت الصحيفة أنه منذ
شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات استهدفت في البداية
المفكرين والوجوه المحافظة، الذين انتقدوا مشروع "رؤية 2030". وفي شهر
تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس السنة، تعرض عدد من رجال الأعمال والأمن للاعتقال
بتهمة الفساد، لتشمل هذه الحملة في نهاية المطاف الناشطات الحقوقيات.
وبينت الصحيفة أن مصير
الناشطات المعتقلات مجهول، حيث أوردت الناشطة الحقوقية "أشعر بالقلق حيال وضع
النساء المعتقلات وحالتهن الصحية". من جهتها، لم تنظر السلطات السعودية بعين
الرحمة سوى إلى ناشطتين حقوقيتين مسنتين، أطلقت سراحهما بعد أيام من اعتقالهما
نظرا لحالتهما الصحية المتدهورة.