استنكرت المعارضة السورية بمختلف مكوناتها السياسية تناوب نظام بشار الأسد على رئاسة منتدى الأمم المتحدة لنزع السلاح، معتبرين أنها "صدمة لضمير الإنسانية، وخيانة لضحايا النظام في هجماته الكيماوية".
ويأتي تسلم النظام السوري رئاسة منتدى الأمم المتحدة لنزع السلاح، بعد أسابيع فقط على وقوع هجوم بأسلحة كيماوية على مدينة دوما في ريف دمشق، وسط اتهامات للنظام بارتكاب الجريمة.
اقرأ أيضا: ضجة بشأن مؤتمر نزع السلاح ودول تقاطعه.. والسبب "سوريا"
من جانبه، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض، عبد الرحمن مصطفى، في رسالة وجهها لـ 18 دولة، إلى مقاطعة المنتدى طيلة الأسابيع الأربعة، التي يتولى فيها نظام الأسد الرئاسة، من بينها حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وكندا واليابان.
وقال إن "رئاسة نظام الأسد لمنتدى نزع السلاح يقوض مصداقية الأمم المتحدة، ويشكك بنزاهة إطار نزع السلاح؛ لأن استخدام النظام للأسلحة الكيماوية وغير التقليدية القاتلة، وسعيه غير الشرعي إلى امتلاك أسلحة نووية يتعارض مع الأهداف والمبادئ الأساسية لمؤتمر نزع السلاح".
وأشار مصطفى إلى "انتهاك نظام الأسد اتفاقية الأسلحة الكيماوية وقرارات مجلس الأمن الدولي على نحو سافر، حيث تم توثيق تلك الانتهاكات من قبل آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة (OPCW) في تقريرها المقدم إلى مجلس الأمن الدولي في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
منظمات سورية تشجب
وشجبت منظمات سورية عدة تكليف نظام الأسد برئاسة مؤتمر نزع السلاح، معتبرين استكمالها "محاولة للمجتمع الدولي لإعادة تدوير النظام المتهم بارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة بحق الشعب السوري باستخدامه أسلحة محظورة بينها عشرات الهجمات بالسلاح الكيميائي".
وأدانت المنظمات الموقعة على بيان تلقت "عربي21"، نسخة منه، بشدة، تكليف نظام الأسد، مناشدة المجتمع الدولي العدول عن هذا القرار.
ودعت الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إلى ضرورة مقاطعة المؤتمر وعدم حضور "هكذا إهانة للقيم الإنسانية والمشاركة في منح وسام تقدير لمرتكب جرائم بهذه الخطورة وهذا الحجم"، وفق تعبيرها.
من جانبه، قال المحلل السياسي السوري المعارض حسن النيفي: "نحن أمام مفارقة مؤلمة جدا، بسبب تولي نظام الأسد رئاسة منتدى الحد من انتشار الأسلحة الكيماوية، خاصة أن المنتدى دولي وتحضره 65 دولة من ضمنها دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا".
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن مجرد السماح لنظام الأسد بتولي رئاسة المنتدى، "يدل بوضوح على هشاشة المنظمات العالمية التي تتولى شؤون الحد من انتشار الأسلحة الكيماوية، والتي تسمح لنظام مجرم قام باستخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه وارتكب العديد من المجازر الكبيرة".
وأضاف، أن الأمم المتحدة تنتظر تقرير لجنة تقصي استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما، حيث من الممكن أن يكون النظام المتهم المباشر، وبالتالي كيف لهم أن يسمحوا له بترأس منتدى نزع السلاح.
وأكد النيفي أن تكليف نظام الأسد برئاسة مؤتمر نزع السلاح "ليس إهانة للسوريين وضحايا الكيماوي فقط، وإنما إهانة لمعظم القيم التي يتمسك بها العالم المعاصر والمنظمات الدولية التي تعمل على الحد من انتشار الأسلحة الكيماوية"، وفق قوله.
وانطلقت رئاسة دورة مؤتمر نزع السلاح من سويسرا إلى سوريا بحسب الترتيب الأبجدي في قائمة الدول الأعضاء التي يبلغ عددها 65 بلدا.
ومن المنتظر أن يتولى النظام السوري رئاسة الدورة لأربعة أسابيع، على أن تتسلم تونس بعدها رئاسة الدورة.
بدوره، قال المدير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش هيليل نوير، إن "رئاسة نظام بشار الأسد لأعمال نزع الأسلحة العالمي والنووي، شيء مثل وضع المغتصبين في حظيرة مليئة بالنساء".
وسبق أن أشارت مصادر لوكالة الأناضول التركية، إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لا يمتلك صلاحية تغيير رئيس دورة مؤتمر نزع السلاح، مبينة أن نظام الرئاسة بالتناوب بدأ عام 1979 بحسب الترتيب الأبجدي.
وأضافت أن منع تولي سوريا دورة الرئاسة الحالية، يكون إما باجتماع الدول الأعضاء في المؤتمر، واتخاذها قرارا بحسب الرئاسة، أو عبر انسحاب سوريا من رئاسته.
"أونروا" عن مخيم اليرموك: غارق بالدمار والعودة له صعبة