انشغلت الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل بمتابعة التطورات
الميدانية الحاصلة في قطاع غزة، واستمرار عمليات القصف الإسرائيلية خلال اليوم
المنصرم، وسط دعوات تصعيدية، ومطالبات بعدم التنازل أمام الفصائل الفلسطينية.
ونقلت
صحيفة معاريف عن يوفال شتاينيتس، وزير الطاقة، وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون
الأمنية والسياسية، أن "إسرائيل قد تضطر لإعادة احتلال غزة، ولذلك يجب طي
صفحة هذه الجولة من التصعيد في غزة، بحيث نجبر الفلسطينيين على التفكير 77 مرة قبل
التوجه للمواجهة القادمة".
وأضاف،
في تصريح ترجمته "عربي21"، أنه
"في ظل إطلاق القذائف الصاروخية ورشقات الهاون التي لم تتوقف طيلة يوم أمس،
فإننا قد نذهب لخيار توجيه ضربة إلى غزة، وإعادة احتلالها، ووضع حد، ولمرة واحدة
وأخيرة للنظام الحاكم هناك ممثلا بحماس، رغم أن إسرائيل غير معنية بإعادة احتلال
كامل أنحاء القطاع، ونأمل ألا نضطر للذهاب لهذه الضربة الكبيرة، لكن من الأهمية أن
تكون ضربتنا هذه المرة قوية وقاسية؛ كي لا يتدهور الوضع أكثر من ذلك".
وأوضح
أن "الطرف الآخر في غزة غير معني بالتصعيد العسكري؛ لذلك يجب علينا أن نضرب
بكل قوة، بحيث يضطروا في غزة لكبح جماح أي مجموعات صغيرة تحاول أن تشكل إزعاجا،
ومن الواجب أن تتلقى هذه المجموعات في قادم الأيام ضربة قوية ردا على إطلاق
القذائف المستمر طيلة يوم كامل على غلاف غزة".
وأوضح
شتاينيتس أنه "يجب التفكير من خارج الصندوق، والتركيز في الوضع الإنساني في
غزة، لأن أبا مازن يبدو معنيا بأن يحشر غزة في الزاوية، فما يكون منها إلا
الانفجار في وجه إسرائيل، ما يتطلب منا أن نفكر بعملية جذرية عميقة تعمل على تغيير
الوضع في غزة، وهذا الموضوع وضع على الطاولة في الأشهر الأخيرة، وقد اقترحت قبل
أربع سنوات منح غزة ميناء بحريا في قبرص بمراقبة وفحص إسرائيلي، وإلغاء الحصار
المفروض عليهم، وإتاحة المجال أمامهم للخروج والاستيراد والتصدير، وفي الوقت ذاته،
تتمتع إسرائيل بحق مراقبة وتفتيش كل ما يدخل ويخرج من غزة وإليها".
وختم
بالقول إنه "يجب أن تكون ردودنا على ما حصل في غلاف غزة قوية ومؤلمة، وطالما
أن حماس هي صاحبة البيت المسيطرة على غزة، فإننا يجب أن نطوي صفحة هذا التصعيد، ما
يضطرهم في المرة القادمة يفكرون ليس سبع مرات، وإنما 77 مرة قبل التوجه للمواجهة
القادمة، مع العلم أن سياسة الاغتيالات بقيت موجودة على طاولة المباحثات، ولم تغب
يوما واحدا، لكني اعتقد أن الردع الإسرائيلي قائم، رغم أنه ليس محكما، وعلى الطرف
الثاني أن يدرك أن هذه السياسة قد تتجدد في المستقبل".
صحيفة
يديعوت أحرونوت نقلت عن عمير بيرتس وزير الحرب الأسبق وعضو الكنيست عن حزب العمل،
وأحد سكان مستوطنة سديروت قرب حدود غزة، قوله "إن إطلاق القذائف
الصاروخية من غزة باتجاه إسرائيل هو مستوى متقدم من التصعيد، ما يعني وجود تنسيق
أو غض للطرف من قبل حماس عما يحصل داخل القطاع، ولذلك تتحمل الحركة المسؤولية عن
ذلك، ويجب علينا الرد بقوة ودون أي مساومة".
وأضاف
في تصريح ترجمته "عربي21" أنني "لا أظن أننا
أمام معركة جديدة، فلدينا العديد من الأدوات التي نقرر إدخالها إلى غزة، لكن الأهم
أن السياسيين الإسرائيليين مطالبون باتخاذ قرارات إستراتيجية، ومنها إمكانية
احتلال غزة، شرط أن يكون مرتبطا بعملية سياسية واسعة".
صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت جملة ردود فعل ترجمتها "عربي21" لعدد من الساسة الإسرائيليين.
وزيرة
القضاء آيليت شاكيد من حزب البيت اليهودي قالت أن "الرد على غزة يجب أن يكون
عاصفا جدا، وكأن هناك دما إسرائيليا مسفوكا، وهناك فرضية يتم بحثها في بعض الأروقة
تتعلق بزعزعة سلطة حماس في غزة، حتى أن احتلال القطاع أمر مطروح على الطاولة، لأنه
في حال وقعت كارثة متمثلة بسقوط صاروخ فلسطيني على حديقة أطفال، فإن ذلك سيؤدي
لحرب، ما يشجع توسيع رقعة الرد، وطرح جميع السيناريوهات على الطاولة".
أما
زئيف ألكين، وزير شؤون القدس من حزب الليكود، فقال "إنني أتوقع من وزير الحرب
ورئيس الأركان اتخاذ قرارات جوهرية للرد العنيف جدا، لأن الشرق الأوسط يحترم من
يفعل ولا يقول، ومن يوجه الضربات القوية المؤلمة، وأياً كان التنظيم الذي أطلق هذه
القذاف الصاروخية فإن حماس هي المسؤولة، وهي من يجب أن تدفع الثمن باهظا، ولا يهم
من أطلق القذائف، العنوان المسؤول في غزة هو حماس قبل كل شيء".
وأضاف
أن "أحدا ما في غزة يحاول تحدي إسرائيل، ما يتطلب من الجيش القيام بخطوات
كبيرة وصعبة، والرد على من يحاول تحدينا بصورة مؤلمة؛ للحفاظ على مستوى الردع
المتحقق منذ عدة سنوات.
في
حين طالب رئيس الكنيست يولي أدلشتاين من إسرائيل ألا تسمح لأي من المنظمات
الفلسطينية زعزعة استقرار وأمن سكان مستوطنات غلاف غزة.
موقع
القناة السابعة التابع للمستوطنين نقل عن وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس قوله، إننا
"نقترب من خيار الحرب مع مرور الوقت، رغم أننا لسنا معنيين بهذه الحرب، وكذلك
الطرف الثاني، لكن لدينا خط أحمر".
أما
وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، فقال إن "أي مكان تخرج منه قذائف صاروخية
باتجاهنا سيتم مهاجمته، وسيكون هدفا مشروعا للاستهداف".
القناة 14 التلفزيونية نقلت عن وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان قوله إن
"إسرائيل مطالبة بأن تستعيد تطبيق سياسة الاغتيالات في قطاع غزة، وفي ظل
استمرار القصف الصاروخي الفلسطيني على غلاف غزة، فإن الرد الإسرائيلي سيكون أكثر
قسوة، يجب على قادة حماس أن يخافوا على حياتهم، ويجب استخدام القوة الأكثر فتكا
التي تحوزها إسرائيل".
صحيفة معاريف نقلت تصريحات ترجمتها "عربي21" لوزير
الداخلية أرييه درعي، جاء فيها: "إننا سنضرب في الأماكن الأكثر حساسة لحماس،
لأننا لن نعيش مجددا في واقع يطلقون فيه علينا قذائفهم".
أما عضوة الكنيست كاسنيا سيفاتلوفا من حزب العمل، فقالت إن "حل
المعضلة القائمة في غزة تتمثل بتجريدها من السلاح، من خلال التعاون مع المجتمع
الدولي، وإنهاء حكم حماس في القطاع، بهذه الطريقة فقط يمكن إعادة إعمار غزة".
هآرتس: هذا ما تخاف منه إسرائيل خلال الفترة المقبلة
ليبرمان: مستعدون لدفع الثمن الباهظ لنقل سفارة أمريكا للقدس
جنرال إسرائيلي لا يستبعد انتقام حماس من إسرائيل خارج حدودها