تسود حالة من الهدوء الحذر قطاع
غزة، عقب العدوان
الإسرائيلي المتواصل ضد القطاع، الذي لم يمر دون رد من قبل المقاومة الفلسطينية، ما دفع مصر للتوسط من أجل تهدئة الأوضاع.
وفي إحصائية تقريبية، أفاد مصدر أمني فلسطيني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت نحو 17 موقعا عسكريا لكتائب
القسام وسرايا القدس في مختلف مناطق قطاع غزة.
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن طائرات الاحتلال استهدفت بالقصف المواقع سابقة الذكر أكثر من مرة، لافتا إلى أن من ضمن الأماكن التي استهدفتها بالقصف والتي شملت صواريخ حربية وأخرى من طائرات الاستطلاع، لسان بحري (ميناء خان يونس قيد التجهيز)، وورشة، كما قصف أكثر من نقطة رصد تابعة للمقاومة.
كما ذكر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تغريدات له على "تويتر"، أن "الجيش استهدف أكثر من 65 موقعا في جميع أنحاء قطاع غزّة، من مخازن أسلحة، ووسائل قتالية بحرية، ومواقع تدريبات"، مع العلم أنه وفق متابعة "
عربي21" للقصف الإسرائيلي، فقد عملت طائرات الاحتلال الحربية على قصف عدة مواقع أكثر من مرة.
ولفت موقع "المصدر" الإسرائيلي، إلى أن جيش الاحتلال "يعرض الهجوم على غزة (خلال اليومين الماضيين) بصفته عملية خطيرة وهامة لم تحدث منذ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014".
وأوضح أن "من يتابع جولة القتال بين إسرائيل وحماس يعرف أن حقيقة عدم وقوع قتلى فلسطينيين بعد 24 ساعة من القتال وإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية هي حالة مميّزة جدا".
في حين، أظهرت المشاهد التي بثتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "
حماس"، وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ووصلت "
عربي21" نسخة عنها عبر مكاتبها الإعلامية، قوة رد المقاومة المشترك بين كتائب القسام وسريا القدس.
وكانت المقاومة قد حذرت الاحتلال، من التمادي في عدوانه على القطاع، حيث قامت بقصف المواقع والمستوطنات الإسرائيلية التي تحيط بقطاع غزة، بعشرات قذائف الهاون والصواريخ وذلك "وفاء لدماء الشهداء"، بحسب البيان.
تهدئة بوساطة مصرية
وفي ظل تأكيد حركتي حماس والجهاد، على التواصل لتهدئة عبر الوسيط المصري وفق تفاهمات عام 2014، وتشديدهما على أن المقاومة الفلسطينية ملتزمة بها، ما التزم الاحتلال الإسرائيلي بها، يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية لن تمرر أي عدوان إسرائيلي جديد على القطاع دون "رد موجع"، وفق مراقبين.
وكان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب، قد أكد أن المخابرات المصرية أبلغت حركتي حماس والجهاد، عبر اتصالات جرت منذ ظهيرة يوم أمس، "بدعوتهم لعودة الهدوء وفق تفاهمات عام 2014".
وقال في تصريح خاص لـ"
عربي21": "نحن من جانبا كفصائل المقاومة الفلسطينية، لسنا معنيين بالتصعيد ولا مشكلة لدينا، ونحن (جميع فصائل المقاومة) سنلتزم بالهدوء وفق تفاهمات عام 2014 طالما التزم بها الاحتلال"، وهو ما أكدته "حماس" في تصريح لعضو مكتبها السياسي، القيادي خليل الحية.
وأكد شهاب، أن التصعيد الإسرائيلي اليوم بحق غزة، يأتي "ضمن العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع"، مؤكدا أن "المقاومة اليوم كان لها رد قوي على هذا العدوان الإسرائيلي"، كما أوضح أن رد المقاومة "أربك الاحتلال بشكل كبير، وكان للمقاومة الفلسطينية اليوم اليد العليا".
كما كشف "المصدر" الإسرائيلي، أن "مصر وقطر تتوسطان بين إسرائيل وحماس"، موضحا أن "ممثلين عن كلا البلدين وصلا إلى قطاع غزة اليوم صباحا".
وأضاف: "تعتقد حماس والجهاد أنهما ستكونان المنتصرتين في حال انتهت جولة القتال اليوم، فلقد أوضحتا لإسرائيل أنها غير قادرة على الإضرار بعناصرهما دون أن تدفع الثمن، وفي الواقع غيرتا قواعد اللعبة التي حددت منذ عام 2014".
وفي المقابل، "تقف إسرائيل أمام معضلة؛ فهي تحتاج إلى إيقاف جولة القتال بهدف تركيز جهودها على سوريا، ولكن هذه الخطوة قد تعزز الرغبة لدى حماس والجهاد الإسلامي لاستفزازها"، وفق الموقع.
وفي الوقت الذي لم تعترف إسرائيل رسميا بالتواصل إلى تهدئة، ألمح عضو المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت"، المتطرف نفتالي بينيت، إلى ذلك في تصريح له فضل فيه العمل على الإضرار بـ "رأس الأفعى (
إيران)" وتجنب التورط في حرب في غزة.
سفينة لكسر الحصار
وفي سياق متصل، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات الفجر الأولى اليوم، عن جميع ركاب سفينة "حرية"، من طلاب وجرحى ومرضى، في حين لا زالت تعتقل قبطان السفينة.
وأكد المتحدث باسم هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، أدهم أبو سلمية، في تصريح وصل "
عربي21" نسخة عنه، أن قوات الاحتلال أفرجت في الساعات الأولى من فجر اليوم، في المرحلة الأولى عن 14 مشاركا وأبقت لديها ثلاثة آخرين، ومن ثم قامت بعد ساعات قليلة بالإفراج عن اثنين وهما؛ الجريح المقعد رائد خليل ديب ومساعد قبطان سفينة "حرية" محمد أحمد العامودي.
فيما لا يزال يعتقل القبطان سهيل محمد العامودي، وبذلك يكون قد أفرج عن 16 مشاركا من أصل 17 إجمالي عدد المشاركين على متن سفينة "حرية".