كشفت مصادر إعلامية
كردية ان وحدات الحماية الكردية التي تشكل القوة الرئيسية في قوات
سوريا
الديمقراطية "
قسد" وافقت على نشر قوات عربية في شمال سوريا، وذلك بعد
زيارة مستشارين عسكريين سعوديين.
وكان وفد من دول عربية
قد زار مدينة عين العرب "كوباني" قبل أيام والتقى بمسؤولين في قوات
سوريا الديمقراطية وذلك بهدف تشكيل نواة قوة عربية جديدة في شمال وشرق سوريا وفق
مصادر كردية.
وأكد موقع
"باسنيوز" الكردي، أن وحدات الحماية الكردية وافقت على دخول القوات
العربية لشمال سوريا، وذلك بضغط من قوات التحالف الدولي الذي تقودها الولايات
المتحدة الأمريكية.
وبحسب الموقع، فإن
القوات العربية مبدأياً ستتمركز فقط في مناطق الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا
الديمقراطية، مشيراً إلى أن أمريكا ستسحب قواتها وستترك المنطقة لفصائل عسكرية
تابعة لها من بينها الوحدات الكردية بالاضافة إلى التشكيلات العربية الجديدة.
وتعليقا على الموضوع،
أكد الصحفي السوري المختص بالشأن التركي عبو الحسو، أن الوحدات الكردية لا تملك من
أمرها شئياً، منوهاً إلى إحدى الاجتماعات بين الأتراك وأميركا عندما قال مسؤول
أميركي دفاعاً عن وحدات الحماية ونفي ارتباطها بحزب العمال الكردستاني هل ترغبون
في أن نجعل وحدات الحماية تقاتل الـ"PKK"،
وبالتالي فإن كامل قرار هؤلاء بيد الأميركان.
ورأى في حديثه
لـ"
عربي21"، أن دخول قوات عربية على المدى البعيد ليس لصالح وحدات
الحماية لأنها عربية، وستحاول الاعتماد على عناصر عربية على حسابها مما سيؤدي إلى
إضعافها.
ولفت الحسو إلى أن
أميركا تحاول خلط الأوراق وتعقيد المسألة السورية بإدخال لاعبين جدد وتخفيف الضغط
التركي على كاهلها والتملص من التزاماتها تجاهها، حيث أن إدخال قوات عربية (سعودية
وإماراتية) يجعل المواجهة سنية سنية وتخفيف الضغط التركي على وحدات الحماية.
وأضاف الحسو أن الغاية
الأميركية هي لخلق بؤر توتر جديدة وإدخال لاعبين جدد وخلط الأوراق وتعزيز موقفها
على طاولة المفاوضات، كما انها تريد لجم الاندفاع التركي بزيادة عدد أطراف الصراع
أو خلق مواجهات جانبية تستنزف قواها وتدفعها إلى الانكفاء على نفسها.
من جهته، أشار المحلل
السياسي السوري جودت الحسيني إلى التصريحات التي صدرت خلال الفترة الأخيرة، والتي
تؤكد انسحاب القوات الأميركية ودخول قوات عربية بدلاً عنها.
وقال في حديثه
لـ"
عربي21": إن
السعودية وافقت على أن تكون هي البديلة بواسطة قوة
كوردية تستلم المنطقة، والتي ستكون حدودها الجغرافية من شمال حلب بمنطقة منبج
ومحافظة دير الزور والرقة.
وحسب الحسيني فإن
السعودية تحت غطاء منطقة نفوذ إسلامية تسعى إلى إقناع العرب بدخول إلى شمال سوريا،
وذلك بهدف مخطط الغاية منه ورقة ضغط على تركيا.
وتابع أن المصالح
والمخططات بسوريا وورقات المساومات وحرب الضغوطات بين مصالح الدول الإقليمية كثرت
على حساب الشعب السوري وأرضه، وكان آخرها هذا المخطط الذي يهدف على قيام أول
فيدرالية بسوريا تضم منبج والرقة ودير الزور.
في المقابل، يعتقد
الصحفي الكردي آلان حسن أن دخول قوات عربية إلى مدينة الرقة لا زال في طور التشاور
وحسب، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية ستستخدم هذه القوات للخروج الآمن من
مناطق شرق نهر الفرات، ومنع أي صدام بين الكُرد والعرب هناك، ولا يعني بأي حال من
الأحوال بقاءها لفترة طويلة.
وأردف في حديثه
لـ"
عربي21"، أن الاقتصار على مشاركة السعودية ومصر والإمارات مرده إلى
الخلافات العميقة بين الدول العربية حول مبدأ التواجد في سوريا، حيث أن وجود الجيش
المصري سيضمن عدم تمدد مهمة هذه القوات لتشمل أمور أخرى تكون المنطقة بغنى عنها؛
مثل مواجهة التنظيمات المقربة من إيران.