نشر موقع "ذا إنترسبت" تقريرا أعدته إيونا كريغ، عن المعركة على مدينة الحديدة في اليمن.
وتقول كريغ إن "مقاتلين يمنيين بزي خليط بين العسكري والوزرة/ المواز، التي يلبسها الرجال في اليمن، وقفوا قريبا من بلدة البويقة، في تشكيل غير منظم على طول الطريق قرب المياه الزرقاء للبحر الأحمر".
وتضيف الكاتبة أن "المقاتلين يعرفون باسم (المقاومة الوطنية اليمنية)، التي تضم أعدادا من المقاتلين الذين يرتدون الصنادل، ويبدو عليهم الهزال وتعب سنوات الحرب، ويعرفون بقوات (تهامة)، بالإضافة إلى مقاتلين من (حراس الجمهورية)، الذين يقودهم ابن أخ الرئيس علي عبدالله صالح، الذي قتله الحوثيون في نهاية العام الماضي، وقوات من الانفصاليين الجنوبيين وسلفيين وقوات سودانية، وهؤلاء هم حلفاء أمريكا الفعليون الذين يقاتلون حلفاء إيران في اليمن الحوثيين".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا التحالف اليمني تقدم سريعا منذ أن زادت الإمارات العربية المتحدة دعمه بعد مقتل صالح، حيث كان الأخير متحالفا مع الأمريكيين حتى الإطاحة به، وساعد الحوثيين في السيطرة على العاصمة صنعاء عام 2014، إلا أنه غير موقفه العام الماضي، ما دفع الحوثيين لقتله.
ويذكر الموقع أنه لم يبق من الموالين لصالح إلا عدد قليل، ومنهم ابن أخيه طارق، الذي فر من المناطق الخاضعة للحوثيين، لافتا إلى أنه سواء كان طارق يريد الانتقام، أو يبحث عن منافع سياسية، فإنه انضم للقتال مع الحوثيين، وجلب معه قوات جديدة، بمن فيهم فرقة من الجنود السابقين في الحرس الجمهوري.
وتكشف كريغ عن أن الإماراتيين يقومون بتدريب مقاتلين جدد، وتوفير العربات المصفحة والمصفحات الجديدة؛ لكسر حالة الجمود على خطوط القتال، حيث يقول قائد ميداني: "بالطبع، نتلقى أوامرنا من الإماراتيين".
ويفيد التقرير بأن الجماعات اليمنية الوكيلة استطاعت في الأسبوعين الماضيين التقدم نحو 50 ميلا، منوها إلى أنه أبطأ تحركهم آلاف من الألغام التي زرعها الحوثيون المنسحبون من الحديدة، الذين لم يقاوموا كثيرا، لكنهم وصلوا هذا الأسبوع إلى منطقة الدريهمي، التي لا تبعد سوى 10 أميال عن هدفهم النهائي, وهو ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ عام 2014.
ويبين الموقع أن المقاومة الوطنية اليمنية، التي تريد السيطرة على الميناء، لا يمكنها التقدم دون دعم جوي من الطيران السعودي والدعم الميداني الإماراتي، مشيرا إلى أن مسؤولا سابقا في البيت الأبيض قال إن عددا من المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى تعهد الإمارات بعدم ضرب الميناء دون أي دعم أمريكي.
وتنقل الكاتبة عن جوست هيلترمان من برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، قوله: "لا يمكن لهذه القوات النجاج ضد الحوثيين دون دعم الإمارات، ولن تنجح هذه دون ضوء أمريكي أخضر ودعم".
وينوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة لم تبد حتى هذه اللحظة استعدادا لدعم هذا الغزو، إلا أن هناك تقارير تتحدث عن تغير محتمل في الموقف، لافتا إلى قول مصدر أمريكي بارز، نقلت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال": "هناك ناس يشعرون بالإحباط ومستعدون للقول: دعونا نعمل هذا، ونحن نبحث هذه الفكرة منذ وقت طويل، وهناك حاجة لعمل شيء ليغير الدينامية، ولو ساعدنا الإماراتيون لعمل هذا بطريقة أفضل، فسيكون ذلك جيدا".
ويعلق الموقع قائلا إن "النبرة البطولية تناقض التداعيات الكارثية المحتملة لهجوم كهذا، خاصة أن الميناء مهم للمساعدات الإنسانية، فهو مهم للحصول على المساعدات الإنسانية والتجارية برغم القيود الشديدة التي فرضتها السعودية، التي تشمل منع البضائع داخل الحاويات من دخول الحديدة، حيث يتوقع مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة تشرد 340 ألف نسمة لو وصل القتال للميناء، بشكل يزيد عدد النازحين، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين تشردوا منذ الحملة التي قادتها السعودية في آذار/ مارس 2015".
وتنقل كريغ عن مدير مكتب اليمن في منظمة "ميرسي كوربس" عبدي محمد، قوله: "أي عرقلة لشريان الحياة الحيوي هذا سيكون بمثابة حكم إعدام على ملايين اليمنيين"، مشيرا إلى أن الاحتياجات الإنسانية كبيرة، وعرقلة العمل في الميناء ستقضي على آمال إبعاد شبح الكارثة الإنسانية.
ويجد التقرير أن أي نجاح للقوات المدعومة من السعودية والإمارات ليس مضمونا، وبحسب تحليل للجيش الأمريكي، اطلع عليه موقع "إنترسبت"، فإن القوات اليمنية تعاني من نقص الإرادة، بالإضافة إلى أن شهر رمضان بدأ في منتصف أيار/ مايو ويستمر حتى منتصف الشهر الحالي، الذي أبطأ تقدم هذه القوات، فيما قال مقاتلون على الخطوط الأمامية إنهم مترددون في القتال أثناء هذا الشهر.
ويكشف الموقع عن أن الوثائق العسكرية الأمريكية أشارت إلى النكسات الأخيرة، التي تعرض لها المقاتلون اليمنيون الذين تدعمهم الإمارات عندما حاولوا التقدم باتجاه مدينة تعز، التي يسيطر الحوثيون على جزء منها.
وتورد الكاتبة أنه جاء في وثيقة: "أشار الحرس الرئاسي الإماراتي إلى أن العمليات شرق المكلا لم تسر بحسب الخطة، وتكبدوا خسائر فادحة في الأوراح"، وذكرت الوثيقة هجوما ضد الحوثيين في عام 2017، في المنطقة ذاتها قرب البحر الأحمر، قامت به قوات النخبة الإماراتية، حيث تعرض الإماراتيون وعانوا من "مشكلة استخدام الأسلحة وتعطل عملها"، ووصفوا المعركة لاحقا بانها "جهنمية".
ويستدرك التقرير بأنه رغم تعهد الإمارات بعدم التقدم نحو الحديدة دون موافقة أمريكية، إلا أنها زعمت عدم قدرتها السيطرة على أفعال الجماعات الوكيلة، بشكل زاد من مخاطر تقدم القوات المعادية للحوثيين نحو المدينة دون الحصول على تفويض.
ويعلق الموقع قائلا إن هذا يتناقض مع المشهد على خطوط القتال، الذي أكد فيه المقاتلون أنهم لا يتحركون إلا بأوامر إماراتية، وقال الجنود إنهم يتلقون رواتبهم من الإماراتيين، فيما اعترف أكثر من قائد ميداني بأنهم لا يتحركون دون أوامر إماراتية، بما فيها أوامر من الضباط الإماراتيين المعسكرين قرب ساحل البحر الأحمر، لافتا إلى أن هيلترمان يرى أن قوة التسلسل القيادي مهمة؛ لأن فكرة عدم سيطرة القوات الأمريكية والإماراتية على المقاتلين قد تسمح لهم بالإنكار في حال وقوع هجوم.
وتعتقد كريغ أن أي هجوم ونجاحه ضد الحديدة يعتمدان على مهمة المبعوث الأممي مارتن غريفثز، الذي وصل إلى صنعاء في 2 حزيران/ يونيو، والتوصل لحل دبلوماسي، ووقف المعركة التي تلوح في الأفق، من خلال التوصل لاتفاق مع الحوثيين، وانسحابهم من الميناء، ووضعه تحت إدارة دولية.
ويورد التقرير أن "سكان الحديدة شاهدوا تعزيزات عسكرية ثقيلة قام بها الحوثيون، والتوصل إلى تسوية بين الطرفين سيفتح طريقا نحو سلام دائم، وفي حالة الفشل فستكون بداية معركة مدمرة للسيطرة على المدينة، وحتى تنجح الجهود السياسية فيجب إقناع الأطراف بأن هذه حرب عبثية لا منتصر فيها، كما يقول هيلترمان، فبعد ساعات من مغادرة غريفثز اليمن أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا ضد الجارة السعودية، وهناك خطة للأمم المتحدة منفصلة، سيتم الكشف عنها، وتضم، بحسب ما قيل، دعوة الحوثيين للتخلي عن الصواريخ الباليستية مقابل وقف التحالف السعودي الإماراتي الغارات الجوية، وحكومة انتقالية تعقب وقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن يقدم غريفيثز الخطة في الأسبوع المقبل".
وينوه الموقع إلى أن السعودية أعلنت عن التحالف في آذار/ مارس عام 2015؛ ردا على طرد الحوثيين الحكومة من صنعاء، بعدما سيطروا عليها خريف عام 2011، لافتا إلى أن ثلاثة أرباع السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة، يحتاجون للمساعدات الإنسانية، وقد تفاقم الوضع الإنساني بسبب القيود التي وضعتها السعودية على المعابر الجوية والبحرية بعد إطلاق الحوثيين الصواريخ الباليستية على السعودية، حيث يزعم المسؤولون السعوديون أن الصواريخ الإيرانية يتم تهريبها من خلال ميناء الحديدة، رغم رقابة الأمم المتحدة.
ويختم "ذا إنترسبت" تقريره بالإشارة إلى أن قادة عسكريين على الخطوط الأمامية يقولون إنهم سيقومون بقطع خطوط الإمدادات عن مديرية الحديدة، وفرض حصار عليها، بدلا من دخول المدينة.
صحيفة روسية: الرياض قوة ورقية تعتمد على الدعم الأمريكي
واشنطن بوست: هذه الدولة الوحيدة المستفيدة من حصار قطر
واشنطن بوست: لماذا على أمريكا وقف عملية الحديدة المتهورة؟