خرج الحزب الشيوعي العراقي عن صمته، الجمعة، وأدلى بتصريحات هدد فيها بالانسحاب من تحالف "سائرون" الذي يعد هو أبرز مكوناته، وذلك بعدما أعلن زعيم التيار مقتدى الصدر عن تشكيل تحالف مع زعيم ائتلاف الفتح هادي العامري.
وقال الحزب عقب اجتماع مجلسه الاستشاري في بيان له إن "الاجتماع توقف باهتمام كبير عند آخر تطورات الوضع في العراق، لاسيما المتعلقة بالعملية الانتخابية ومخرجاتها، كذلك عند ما حققه تحالف سائرون من موقع متقدم في انتخابات مجلس النواب لسنة 2018، وما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة وقبله تكوين الائتلافات السياسية الضرورية لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر".
ودعا "السلطات الحكومية والقوى والأحزاب السياسية إلى العمل كل من موقعه وبحكم مسؤوليته، لتجنيب بلدنا المنزلقات الخطرة والحيلولة دون أن تكون نتائج الانتخابات وما تولد عنها من غضاضات وطعون وشكاوى سبيلا إلى إشاعة الفوضى وتعريض السلم الأهلي إلى الاهتزاز".
وجدد الحزب "تمسكه بمشروع التغيير والإصلاح في منطلقاته الأساسية الداعية إلى بناء دولة المواطنة، ونبذ المحاصصة الطائفية والتصدي للفساد وحصر السلاح بيد الدولة وتقديم الخدمات للناس وتأمين البطاقة التموينية وتنويع الاقتصاد الوطني وضمان استقلالية القرار العراقي، وإطلاق تنمية مستدامة عبر الاستخدام العقلاني لموارد البلد، النفطية منها أساسا".
وتابع بأن "هذه المنطلقات هي حجر الزاوية في إطار تحالفنا في سائرون، وستكون الآن، وفي المستقبل كذلك، أساسا لأي تعامل لنا مع التحالفات والائتلافات والتفاهمات المحتملة، على طريق تكوين الكتلة الانتخابية البرلمانية الأكبر ومستحقاتها".
وشدد الحزب على أن "الحزب حريص على استقلاله السياسي والتنظيمي والفكري، وسيصون هذا الاستقلال مهما كانت الصعاب والإشكاليات والتعرجات السياسية".
وأكد أنه "أسهم في تشكيل تحالف سائرون من أجل بلوغ هدفه الأساسي المتمثل في مشروع التغيير والإصلاح الذي اعتمده في مؤتمره الوطني العاشر، وإن النجاح الذي حققه التحالف في الانتخابات الأخيرة، لم يأت بمعزل عن تبنيه هذا المشروع وخوضه العملية الانتخابية تحت رايته".
وهدد الحزب بالانتقال للمعارضة ومغادرة تحالف "سائرون"، قائلا إن "ديمومة التحالف ترتبط باستمرار تبنيه للمشروع وبسعيه الملموس لوضع المشروع موضع التنفيذ، كذلك الحال بالنسبة إلى مشاركتنا ضمن سائرون في أي تشكيل حكومي مقبل، وما لم يعتمد هذا التشكيل المطالب الأساسية لمشروع التغيير والإصلاح، ويتضمن برنامجه ضمانات لتحقيقها، فإن الحزب لن يشارك فيه، وسيجد نفسه مضطرا إلى النظر في كافة الخيارات السلمية الأخرى المتاحة، بما فيها الانتقال إلى المعارضة".
وتابع بالقول: "نحن نمر اليوم في ظرف غاية في التعقيد وفي ظل تدخلات خارجية لم تتوقف يوما في شؤوننا الداخلية، فمن الطبيعي أن تنشأ تباينات في مقاربات التعامل مع ما يستجد من قضايا".
وأردف الحزب: "نحن إذ نقدر عاليا كل الأصوات والآراء التي أبدت حرصا على الحزب، فإننا نطمئن الجميع بأن الحزب لن يكون لا اليوم ولا غدا أسير أي تحالف مهما كبر وعظم دوره، فالمنطلق كان ولا يزال خدمة الشعب وكادحيه والدفاع عن مصالحهم، وضمان استقلال بلدنا وسيادته وحريته في اتخاذ قراره".
وقال الحزب: "إننا نؤكد أيضا في كل هذه المسيرة السياسية الشائكة أننا سنحتكم في نهاية المطاف عند تحديد المسارات والتوجهات، إلى تلك المنطلقات والى جماهير الحزب ورفاقه"،
وشدد على حاجة العراق للغيير والإصلاح؛ "فمن دونهما ستبقى الأوضاع تراوح في مكانها وقد تسوء أكثر، وأن من الضروري أن تصان إرادة التغيير التي عبر عنها المواطنون في الانتخابات الأخيرة، والتي نحذر من الالتفاف عليها والتراجع عنها".
يأتي بيان الحزب الشيوعي، عقب أيام من إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الأول، تشكيل تحالف بين "سائرون" و"الفتح" لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان.
معاون الصدر: هذه علاقة زعيم التيار بإيران.. وطلبه من الرياض
الصدر يعلن التحالف مع العامري لتشكيل أكبر كتلة بالبرلمان
موقع: "سحور" سليماني والمالكي والعامري يطيح بالصدر