أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون، الثلاثاء، أن أوروبا في مواجهة "خيار حضاري" مع تنامي الخطاب
القومي، والاتجاهات المناهضة للتجربة الاتحادية الأوروبية.
وقال الرئيس الفرنسي
في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، وهو يعرض اقتراحات مشتركة لإصلاح
الاتحاد الأوروبي: "تأتي هذه القمة (...) في ساعة حقيقة لكل من دولنا
ولقارتنا. إنه ربما خيار حضاري (...) بين من يريدون القول إن أوروبا باتت تتجه نحو
التفكك، والذين يريدون دفع أوروبا هذه قدما" في إشارة إليه وإلى ميركل.
ويبدو المستقبل
السياسي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على المحك في ضوء مطالبة الجناح اليميني
في الائتلاف الحكومي بمزيد من التشدد مع المهاجرين على الحدود.
وطالب وزير النقل
الإيطالي دانيلو تونينلي اليوم الثلاثاء وكالة الحدود الأوروبية بعدم السماح
للمهاجرين بالإبحار من الدول التي يتوقفون فيها بشكل مؤقت بدلا من ممارسة نشاطها
في البحر المتوسط.
وتأتي تصريحات تونينلي
في الوقت الذي قامت فيه الحكومة الشعبوية الجديدة بإغلاق موانئها أمام سفن إنقاذ
اضطرت إحداها لإنزال أكثر من 600 مهاجر في إسبانيا في مطلع الأسبوع وفي الوقت الذي
تصدرت فيه من جديد قضية الهجرة جدول أعمال الاتحاد الأوروبي.
ويستعد زعماء الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم التي ستعقد ببلجيكا نهاية يونيو/حزيران الحالي، لجمع طالبي اللجوء في مراكز خارج دول الاتحاد، حسب وسائل إعلام.
وبحسب مشروع البيان الختامي للقمة المرتقبة، والمسرب من قبل وسائل إعلام، فإن زعماء ورؤساء حكومات دول الاتحاد سيدعمون اقتراح جمع اللاجئين في مراكز خارج الاتحاد.
وبحث ماكرون، الجمعة
الماضية، مع رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، "مبادرات جديدة" حول قضية
الهجرة.
واستقبل ماكرون كونتي
في العاصمة الفرنسية باريس، في محاولة لتجاوز توترات اندلعت منذ أسبوع بين
البلدين؛ بسبب أزمة سفينة "أكواريوس" لإنقاذ المهاجرين.
وقال
"ماكرون" لـ"كونتي" إنه "لم يرغب أبدا في الإساءة إلى
إيطاليا أو الشعب الإيطالي بسبب قضية الهجرة"، وفق موقع "يورو
نيوز" الأوروبي.
وشهدت الأيام الأخيرة
تصاعدا في اللهجة بين باريس وروما بشأن سفينة أكواريوس، التي تنقل أكثر من 600
مهاجر غير شرعي، ورفضت إيطاليا ومالطا السماح لها بالرسو في موانئها.
وزاد ماكرون من حدة
التوترات، عندما وجه انتقادا قاسيا إلى روما، الثلاثاء الماضي، واصفا رفض إيطاليا
استقبال سفينة أكواريوس بأنه "سلوك معيب وغير مسؤول من قبل الحكومة"،
حسب المصدر ذاته.
وأصر الرئيس الأميركي
دونالد ترامب الثلاثاء على أن الهجرة تتسبب بارتفاع نسب الجريمة في ألمانيا، مشككا
بإحصائيات برلين الرسمية بشأن عدد الجرائم.
وقال ترامب عبر
"تويتر" بعد يوم من قوله إن الشعب الألماني "ينقلب على قادته"
في ما يتعلق بالهجرة وإن نسبة الجريمة "في ألمانيا ارتفعت بنسبة عشرة بالمئة
منذ استقبال المهاجرين"، مشيرا إلى أن المسؤولين الألمان "لا يريدون
تسجيل هذه الجرائم".
وردت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على تصريحات ترامب قائلة "ردي على ذلك أن وزير الداخلية الألماني عرض أخيرا الإحصاءات عن الجريمة وهي تتحدث عن نفسها".
وفي تقرير عن العام 2017 نشر في أيار/مايو الفائت، اشاد وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر بأن عدد الهجمات الجسدية على الأفراد أو الممتلكات تراجع الى "ادنى مستوى تاريخي منذ 1992".
وأضاف ترامب أن "الوضع
أكثر سوءا في بلدان أخرى" داعيا الولايات المتحدة إلى عدم القيام بالأمر ذاته
في وقت تواجه فيه سياسة "عدم التساهل" التي تتبعها إدارته حيال الهجرة جدلا
مع فصل السلطات أكثر من 2300 قاصر من أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن عائلاتهم.
أوروبا تواجه ترامب في قمة الدول السبع الكبرى
نتنياهو: الاتفاق النووي مع إيران لن يصمد بعد انسحاب أمريكا
نتنياهو يبحث الملف النووي الإيراني مع 3 دول أوروبية