نشرت صحيفة "
آس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تاريخ المشاحنات العنيفة بين المشجعين الروس ومشجعي المنتخب الإنجليزي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن حوالي عشرة آلاف مشجع إنجليزي قد وصلوا إلى مدينة فولغوغراد الروسية، المدينة التي تشتهر بإحدى أبرز المعارك في الحرب العالمية الثانية. وقد مرت سنتان على أحداث العنف والشغب التي دارت بين المشجعين الروس والمشجعين الإنجليزيين خلال بطولة أمم أوروبا سنة 2016. وقد حولت هذه المشاحنات ميناء مرسيليا القديم بفرنسا إلى ساحة معركة بين أكثر المشجعين عنفا. وقد تواصل هذا العنف في ملعب فيلودروم مخلفا 31 جريحا، من بينهم حالة حرجة.
وأضافت الصحيفة أن مشاركة المنتخب الإنجليزي في
كأس العالم روسيا 2018 ستزيد من حدة هذه الأزمة بين الطرفين. من جهتها، تأهبت السلطات الروسية بشكل كبير عند وصول الجماهير الغفيرة خلال اليوم الذي احتضن المباراة التي جمعت المنتخب الإنجليزي بنظيره التونسي. وخلال الأشهر الأخيرة، نشر المشجعون الروس العديد من مقاطع الفيديو التي تعرض تهديدات موجهة للإنجليز. وعلى سبيل المثال، نشر مشجعو فريق سبارتاك موسكو مقطع فيديو تحت عنوان "في انتظار وصول الإنجليز"، يبرز مجموعة من المشجعين وهم يتدربون في الغابة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم توجيه توصيات للجماهير الإنجليزية المقيمة في روسيا بمناسبة كأس العالم، بأن يتجنبوا كل أنواع المشاحنات والنزاع مع المواطنين الروس. وقد التزم الإنجليز بهذه التوصيات خلال المباراة التي جمعت منتخب بلادهم بالمنتخب التونسي. وتتعدد الأسباب التي تفسر الرهبة من نشوب عنف بين الروس والإنجليز. فقد أمضت الجماهير الإنجليزية يوما كاملا في مهرجان الفيفا للمشجعين، وتجولت في الشوارع دون ارتداء قمصان أو رفع أعلام. ومن المتوقع أن يتدفق مشجعو المنتخب الإنجليزي بأعداد هائلة، خلال هذا اليوم.
وأردفت الصحيفة أن مخطط مشجعي المنتخب الروسي لا يزال غامضا ومحل قلق مستمر. في المقابل، لا يكن الروس أي عداوة لأي منتخب من المنتخبات المشاركة في المونديال، حيث لم تحدث أي مواجهات أو أعمال عنف في أي مدينة روسية إلى حد الآن.
وذكرت الصحيفة أنه من المعطيات الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار، حقيقة أن المشجعين الروس في العادة هم أكثر عنفا خارج روسيا من الداخل. لكن مناسبة كأس العالم تعد الفرصة المثالية بالنسبة لمشجعي كل من نادي زينيت سانت بطرسبرغ وسبارتاك موسكو، لإظهار مدى شراستهم. ويذكر أن جماهير هذه الفرق أثارت الكثير من الشغب خلال زيارتها إلى مدينتي سان سيباستيان وبلباو خلال الدوري الأوروبي. وقد أسفرت المواجهات بين مشجعي نادي سبارتاك ومشجعي نادي أتلتيك بيلباو عن وفاة شرطي نتيجة إصابته بأزمة قلبية عند تدخله لوقف العنف بين جمهور الفريقين. في المقابل، تواجهت هذه الفرق على الأراضي الروسية في كنف الهدوء دون تسجيل أي أعمال عنف أو اشتباك.
وأكدت الصحيفة أن مدينة فولغوغراد التي استقبلت الجماهير الإنجليزية في روسيا لها رمزية تاريخية تتماشى مع تاريخ العنف بين المشجعين الروس والإنجليز. فقد احتوت فولغوغراد معركة ستالينغراد الشهيرة في الحرب العالمية الثانية. وتزخر "مدينة ستالين" بقدر كبير من ذكريات المعارك القديمة التي دارت بين الجيش الأحمر التابع للاتحاد السوفييتي والقوات المسلحة الموحدة لألمانيا النازية التي تلقب بالفيرماخت. وقد دارت هذه المواجهة لمدة ستة أشهر مخلفة مليوني قتيل.
ختاما، نقلت الصحيفة أن كل من المشجعين الإنجليزيين والتونسيين أيضا قاموا بزيارة متحف الحرب في المدينة، وقد وجدت تعزيزات أمنية كثيفة لكنها أقل من تلك الموجودة في العاصمة موسكو على سبيل المثال. على العموم، يعد قدوم الإنجليز أكبر خطر يواجهه مونديال هذه السنة في ساحة تعد ذات تاريخ حربي أسطوري.