قالت مصادر في المعارضة السورية، لـ"عربي21"، إن السلطات الأردنية اجتمعت يوم الأربعاء الماضي في العاصمة عمان مع ممثلين عن فصائل في الجنوب السوري، لحثهم على "ضبط النفس"، وعدم "الانجرار وراء الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها النظام مؤخرا"، حفاظا على مناطق خفض التصعيد من الانهيار.
تخوفات عمان تأتي بعد الحراك المتسارع الذي يشهده الجنوب السوري، وعقب قصف فصائل المعارضة، الاثنين الماضي، لرتل عسكري للنظام يضم مليشيات لحزب الله كان في طريقه من بلدة خربة غزالة نحو مدينة درعا.
ويحاول الأردن جاهدا الحفاظ على الاتفاق الذي وقعته في 2017 مع كل من وروسيا وأمريكا، الذي ينص على خفض التصعيد في جنوب غربي سوريا (القنيطرة ودرعا) ، و"وقف الأعمال العدائية"، وإعادة الاستقرار، ووصول المساعدات الإنسانية".
تحركات عسكرية وحشد طائفي
تحركات عمان تتزامن مع تحذيرات المعارضة من تحركات عسكرية للنظام السوري ومليشيات تابعة له تحاول السيطرة على طريق دمشق- عمان، ومناوشات عسكرية لفصل بصرى الحرير عن مدينة درعا، وشق طريق إلى مباشر من بلدة أرزع إلى مدينة السويداء التي يسيطر عليها النظام.
ويقول الناطق العسكري باسم "جيش الثورة" أبو بكر الحسن، لـ"عربي21"، إن " تحريك الأرتال العسكرية من قبل النظام يأتي في كل مناطق الجنوب السوري، وتحديدا في مناطق داعل، ودرعا البلد، ومثل الموت، والمعبر القديم، واللجاة بصرى الحرير، وحاول النظام قبل يومين التقدم بعد مناوشات في بصرى الحرير، بهدف السيطرة وقسم اللجاة والسير عن درعا، وفتح طريق مباشرة من أرزع إلى السويداء".
ويرى أبو الحسن أن التخوفات الأردنية "مبررة"، حيث يقول إن "التخوف الأردني مبرر؛ بسبب تواجد قوات إيرانية ضمن جيش النظام في المنطقة، وهذا يتنافى مع الاتفاق الثلاثي لخفض التصعيد، كما تتخوف المملكة من موجة نزوح كبيرة في حال وقوع أعمال عسكرية في مناطق الجنوب المحررة التي يتواجد بها مليون شخص".
ونقلت مصادر في الجنوب السوري أن القرى المحاذية للشريط الحدودي مع الأردن وفلسطين المحتلة، شهدت الخميس حركة نزوح كبيرة من مناطق القصف العنيف من الريف الشمالي الشرقي لمحافظة درعا و"مثلث الموت" إلى "وتطور الأمور تنذر بكارثة إنسانية كبيرة"، على حد قولهم.
غرفة عمليات موحدة
في وقت أعلنت فيه الجبهة الجنوبية حالة الاستنفار وتشكيل غرفة عمليات مركزية تشمل جميع مناطق الجنوب السوري، بهدف تنظيم وتخطيط الأعمال القتالية والعسكرية، وحسب الناطق الإعلامي باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص "أبو شيماء" فإن الغرفة ستضم كلا من غرف العمليات التالية "غرفة البنيان المرصوص، غرفة عمليات رص الصفوف، غرفة عمليات توحيد الصفوف، غرفة عمليات صد الغزاة، غرفة عمليات مثلث الموت، غرفة عمليات النصر المبين، غرفة عمليات صد البغاة".
وحول تواجد المليشيات الشيعية في الجنوب السوري، يؤكد أن "لا عدد محددا ودقيقا، لكن حسب الرصد من المناطق التي تمركزت فيها هذه المليشيات ببلدة عتمان شمال درعا، فقد تم إدخال مليشيات طائفية بلباس مدني ومسلحين وبالإضافة لتواجدهم في فندق الوايت روز والعيادات الشاملة في درعا المحطة".
محذرا أن "النظام يحاول من خلال القصف المركز تقطيع المناطق إلى مربعات ضعيفة، لكن يكون له ذلك".
بدوره، كشف الرائد قاسم نجم قائد تحالف الجنوب، لـ"عربي21"، أن "النظام منذ أكثر من شهر يقوم بالتحشيد على أكثر من منطقة في الجنوب، منها مثلث الموت في شمال غرب محافظة درعا، والجهة الشرقية من محافظة درعا جهة السويداء، وتضم القوة التي تم استقدامها قوات إيرانية ومن حزب الله وميليشيات عراقية شيعية".
وحسب نحم قام النظام والمليشيات باستهداف بعض القرى مثل الحارة وكفر شمس وعقربا وبصر الحرير وناحتة والمسيكة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ؛ ما أدى لوقوع عدد من الشهداء المدنيين، إذ يسعى النظام لخرق الاتفاق الثلاثي من خلال التحشيد الطائفي".
وشدد على جاهزية الفصائل للتصدي لأي هجوم، إذ قامت الفصائل بالرد على مصادر النيران في المناطق التي تعرضت للقصف، كما قامت الفصائل بتشكيل غرفة عمليات مركزية وزعت على 6 غرف عمليات في مناطق مختلفة للتنسيق والتصدي لأي هجوم معاكس، حيث يخطط النظام لاسترجاع كامل الجنوب، ولا يتوقف الأمر على فتح طريق خربة غزالة إلى معبر نصيب".
جهود أردنية
أردنيا، سارعت الحكومة الأردنية من خلال وزير خارجيتها أيمن الصفدي، في الاتصال الهاتفي مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، حسب ما نقلته وكالة "بترا" الأردنية الرسمية، الثلاثاء الماضي؛ لاحتواء التطورات في الجنوب السوري.
وقال الصفدي إنه "يجب بذل كل جهد ممكن لوقف القتال وحقن الدم السوري، لافتا إلى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لوقف معاناة الشعب السوري وإنهاء الأزمة".
وأكد على "أهمية الحفاظ على اتفاق منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري الذي تم التوصل إليه عبر محادثات أردنية أمريكية روسية، وأنتج أكثر اتفاقات وقف النار نجاحا".
وشدد على أن "الأردن ملتزم بالاتفاق ومستمر في العمل مع الولايات المتحدة وروسيا للحفاظ على الاتفاق خطوة نحو وقف شامل للقتال في سوريا ونحو حل سياسي شامل للأزمة".
ووضع الصفدي ديمستورا في صورة الاتصالات التي تجريها المملكة مع واشنطن وموسكو "لضمان عدم تفجر القتال في المنطقة الجنوبية لسوريا، وللحفاظ على اتفاق خفض التصعيد"، مشيرا إلى أن الدول الـ3 أكدت التزامها بالاتفاق وضرورة حمايته وتطويره.
هل ستشارك روسيا بمعارك الجنوب السوري إذا بدأها النظام؟
هل تمنع تحضيرات واستعدادات فصائل الجنوب السوري الحرب؟
هذا ما يمتلكه الأردن لوقف الاعتماد على المساعدات الخارجية