قالت صحيفة إسرائيلية الجمعة، إن "استضافة ولي العهد السعودي في مقصورة الشرف في موسكو، كانت تنذر بالسوء لإيران، التي هي إحدى الدول الأساسية المتضررة من خطة روسيا والسعودية لزيادة إنتاج النفط لدول أوبك.
وذكرت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب إنشل
بابر، أن "ابتسامة ولي العهد السعودي في أثناء جلوسه إلى جانب الرئيس الروسي
بوتين في مقصورة الشرف في ستاد لوجنيك في موسكو؛ كانت كشخص حظي بشيء ثمين أكثر من
كأس العالم لكرة القدم"، مؤكدة أن "المباراة الافتتاحية للمونديال
بمشاركة منتخبي الدولتين شكل فقط ذريعة للقاء بين ابن سلمان وبوتين".
ونقلت الصحيفة عن موظفين روس تحدثوا لوسائل الإعلام
بعد مغادرة ابن سلمان من موسكو قائلين، إنه "جرى التوصل إلى اتفاق بشأن سياسة
مشتركة للنظامين السعودي والروسي، قبيل لقاء منظمة الدولة المصدرة للنفط
(أوبك)".
وحول دوافع التحالف الجديد، أوضحت الصحيفة أن
"البلدين تجمعهما مصالح مشتركة من الاتفاق المطروح في اجتماع أوبك، ويضمن حصة
من السوق للدول الأعضاء فيه وزيادة أرباحهم من النفط"، مستدركة قولها:
"لكن نجاحه متعلق بتحقيق تنسيق وإجماع بين الأعضاء".
اقرأ أيضا: ما سر قلق ترامب من اجتماع "أوبك" غدا.. هل تنجح إيران؟
وأضافت أن "حالة العداء العميقة بين دولتين من
الدول المنتجة الرئيسية وهما السعودية وإيران؛ يمكنها المس بالتعاون"، مشيرة
إلى أن "عددا من الدول برئاسة السعودية وروسيا يريدون زيادة تصدير النفط،
لأنهم يخشون من فقدان الشريحة السوقية لدول أخرى".
وتابعت قولها إن "ممثلي روسيا والسعودية يقولون
إن الطلب على النفط في العالم مرتفع بما يكفي لزيادة الإنتاج، دون أن يتأثر السعر
بصورة جوهرية"، لافتة إلى أن "الانخفاض في الأسعار تنوي الدول استيعابه
عن طريق زيادة الإنتاج، لكن ليس كل أعضاء أوبك يستطيعون زيادة الإنتاج"، وفق
هآرتس.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن "لقاء بوتين ومحمد
بن سلمان في موسكو، بشّر بحلف جديد"، متسائلة في الوقت ذاته: "هل الحلف
الجديد يبشر بنهاية حلف آخر، هو الحلف الإيراني الروسي الذي عقد في ساحات القتال
في سوريا؟".
ولفتت إلى أن "جهاز الاستخبارات الإسرائيلي
يعتمد على نظريتين حول قوة التحالف بين موسكو وطهران"، مبينة أن
"المتشككين يخشون من أن بوتين يعد الإيرانيين شركاء استراتيجيين، وأن الروس
يريدون مواصلة التعاون معهم من أجل توسيع وجودهم في الشرق الأوسط".
وأردفت: "في المقابل، ترى النظرية الثانية أن
محور إيران ورسيا ليس أكثر من اتفاق تكتيكي ومؤقت، سيبقى موجودا فقط طالما أن الروس
يحتاجون إلى لحم المدافع للمليشيات الشيعية في سوريا لإنقاذ نظام الأسد".
اقرأ أيضا: أبرز محطات ابن سلمان بعد عام من ولاية العهد (إنفوغراف)
وشددت "هآرتس" على أن "استضافة محمد
بن سلمان في مقصورة الشرف في المونديال، هي إشارة تنذر بالسوء بالنسبة
لإيران"، مفسرة أن "ذلك يؤكد أن إيران ليست في قلب مصالح روسيا
الاستراتيجية، وبوتين مصمم على تحسين مكانة روسيا كدولة عظمى".
ورجحت أن "بوتين يريد وضع السعودية كدولة عظمى
رائدة في الشرق الأوسط، في ظل توقعه أن محمد بن سلمان سيبقى بضعة عقود على كرسي
العرش في المملكة"، موضحة أن "الزعيمين ينويان استخدام موارد الطاقة
التي بحوزتهما كوسيلة لبناء قوتهما الجيوسياسية، من خلال تنفيذ خطط لتقليص اعتماد
اقتصاد بلادهما على النفط".
وأشارت إلى أن "دعم السعودية لخطة السلام
الأمريكية، من شأنه أن يكون المقابل الذي يعطيه ولي العهد السعودي في إطار محاولته
لإيجاد حلف ثلاثي يتكون من الدول الثلاثة الأكبر إنتاجا للنفط في العالم، روسيا
والولايات المتحدة والسعودية".
وعدّت أن "هذا الحلف الثلاثي سيفيد بوتين
وولي العهد أكثر من الإطار القديم لأوبك، وسيبعد إيران ويدفعها إلى الزاوية"،
مؤكدة أن "في هذا الحلف الثلاثي توجد مزايا اقتصادية وسياسية أيضا بالنسبة
لبوتين وترامب، حيث إنه سيمكنهما من ضمان حصة من السوق واستقرار أسعار النفط من
خلال التنسيق بينهما".
ورأت الصحيفة أن "التنسيق مع روسيا والسعودية
يتوقع أن يعزز ترامب أيضا، الذي يستعد لحروب تجارية مع أوروبا وربما أيضا مع الصين"،
معتبرة أن "الخاسرين من الحلف الجديد هم باقي أعضاء أوبك، لا سيما إيران
وفنزويلا والعراق وليبيا، إلى جانب الاتحاد الأوربي الذي ضعف بسبب الانقسام
الداخلي والنقاشات السياسية، والانسحاب المتوقع لبريطانيا في السنة القادمة
والتوتر مع إدارة ترامب".
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: ابن سلمان يحضر مباريات والحديدة تقصف
معاريف: هذه تفاصيل صراع المخابرات بين إيران وإسرائيل
تل أبيب تهدد إيران بتحالف عسكري "عربي إسرائيلي دولي"
هآرتس: أنظار إسرائيل لا تزال بسوريا.. لهذا توقفت النار بغزة